اعتدنا ان نرى الفواصل الاعلانية في البرامج التلفزيونية المباشرة لكن الفواصل الحزبية مصطلح جديد ظهر بعد الشوط الثاني من الانتخابات البرلمانية والبلدية الاخيرة فما صرح به رئيس حزب سياسي محترم يدل على ان حزبه كان في فاصل اعلاني حزبي لكن ترى هل هذا الفاصل الاعلاني مدفوع التكاليف ؟
ام هو فاصل اعلاني مجاني ؟ ،حيث قرر الحزب ان ينشق عن برنامج جماعة(منسقية المعارضة) و هي التي قرر في ميثاق شرف ان يدعمها في السراء والضراء ، و بعد ذلك تعد قواعده الشعبية حسب تعبيره سيناريوها ليدخل القاموس السياسي الموريتاني مصطلحا جديدا إسمه الفاصل الحزبي.
إن التصريح الأخير لرئيس حزب تواصل الاستاذ محمد جميل منصور لهو الفاصل الحزبي بعينه ،اذ خاطب وسائل الاعلام في المؤتمر قائلا: "إن الانتخابات الحالية لم تخرج البلاد من الأزمة السياسية " مبررا ذلك بعدم مشاركة احزاب منسقية المعارضة . ان كلامكم يا سيادة الرئيس يمكن ان نستنتج منه انكم بمشاركتكم في الانتخابات كنتم في فاصل اعلاني تحاولون من خلاله ان تعرفوا مدى تأثيركم على الناخب الموريتاني وبعد الفاصل الاعلاني تطمحون الى العودة للمربع الاول مع ما كسبتموه في الفاصل الاعلاني لكنكم نسيتم انكم خذلتم من عولوا عليكم في حل الازمة السياسية بمشاركتهم في المهزلة الانتخابية، ونسيتم انكم بقرار المشاركة قد شرعتم للنظام و اكسبتموه اغلبية مريحة كان سيعجز عنها لو بقيتم في صف المنسقية فما ارتكبتموه من اخطاء خلال هذا الفاصل الاعلاني هو سبب اغلبية النظام الساحقة .
بيد ان النظام ذكي جدا حيث انه استطاع بحنكته السياسية ان يضعكم في عنق زجاجة ضيقة يصعب عليكم الخروج منها، كما شغلكم بالحرب النفسية و الكلامية فخيل إليكم انه بصدد انتزاع معاقل يكثر فيها انصاركم مثل كرو و الطينطان ليستحوذ على اماكن كانت لكم خالصة من دون الناس، ان من الاخطاء التي وقعتم فيها كذلك انكم قبلتم ان تشاركوا في انتخابات لجنتها المستقلة لم تكن تحوي اشخاصا تثقون فيهم، و بالتالي اصبحتم في طريق يصعب الرجوع منه فالاقتراع من امامكم و الاستفزاز من خلفكم و اصبحتم في هذه المهزلة اضيع من الايتام في مأدبة اللئام .
وبعد ذلك كله تحاولون العودة الى مربع البداية محملين بما أخذتموه مقابل الفاصل الحزبي و تحاولون كذلك العودة الى الحوار و أي حوار بعد فاصل كان قاتلا للديمقراطية فلو تركتم النظام و احزاب معاهدته يخوضون مهزلتهم لوحدهم لكان لزاما عليهم ان يعودوا الى الخلف كما حصل في انتخابات 6/6 ، ومع ان الرجوع الى الحق فضيلة لكن الفضيلة هي من ارجعتكم الى مربع البداية في توجنين .
ان ما حدث لحزبكم في توجنين تتحمل الفضيلة جزءا كبيرا منه وكذلك عدم تكثيف الجهود في تلك البلدية التي كانت تمثل شريان الحياة في العاصمة لحزبكم المحترم و التي كانت عصية على الانظمة الحاكمة منذ اكثر من 10 سنوات حيث تركتموها اسيرة في يد النظام كما حدث مع باقي بلديات انواكشوط الاخرى و التي لم تستطيعوا ان تحصنوا منها سوى بلديتين.
على كل الحال انا لا ألوم سيادتكم بقدر ما ألوم قواعدكم الانتخابية التي ارغمتكم حسب ما بررتم به مشاركتكم، لكن كونوا في قادم الايام ديكتاتوريين اتجاه بعض القضايا المصيرية ولا تتخذوا فيها قرار جماعيا ذو صبغة قواعدية، و لتعلموا سيادة الرئيس ان الفاصل الاعلاني الحزبي يجب ان يكون متماشيا حسب اذواق الناخبين وكذلك بضرورة الوصاية على الرسالة الاعلانية .
بقلم: أحمد امحمد الفاظل