هنيئا لغزة وأهلها / تماد أيديه

هنيئًا لأهلنا الأبطال في غزة العزة على هذا النصر العظيم الذي خطّوه بدمائهم الزكية وتضحياتهم الجسيمة، بعد ملحمة بطولية ستظل خالدة في ذاكرة الأمة والتاريخ الإنساني.

لقد جاء هذا النصر تتويجًا لصمود أسطوري أمام حرب إبادة غاشمة استهدفت كل شيء، البشر والشجر والحجر، حربًا دمرت البيوت فوق رؤوس ساكنيها، وهدمت المدارس التي تأوي الأطفال، والمستشفيات التي تعالج الجرحى، والمساجد والكنائس التي كانت رمزًا للعبادة والسلام.

حربٌ عنصرية تجاوزت كل الحدود الأخلاقية والإنسانية، واستُخدمت فيها الأسلحة المحرمة دوليًا، في مشهدٍ يكشف وحشية المعتدي وعجز العالم عن مواجهة الظلم والعدوان.

لقد أثبتت هذه الحرب مجددًا زيف النظام العالمي الذي يدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان والمساواة بين الشعوب،وفضحت ازدواجية المعايير التي تكيل بها القوى الكبرى قضايا العالم، حيث دعمت الاحتلال بكل السبل، وأدارت ظهرها للضحايا، تاركة شعبًا أعزل يواجه آلة حرب لا تعرف الرحمة،لكن غزة، برغم الجراح والحصار والقهر، وقفت كطود شامخ، وواجهت هذا العدوان بإرادة لا تلين، وبإيمان عميق بحقها في الحرية والكرامة.

وعلى الرغم من الفارق الهائل في موازين القوى،فإن المقاومون واجهوا بأسلحتهم البسيطة المصنوعة محليًا جيشًا مدججًا بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا العسكرية،ومدعوما من أقوى دول العالم، وعلى رأسهم الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية،إلا أن إرادة الحق انتصرت، وسطر أبطال غزة ملحمةً أعجزت العالم، وأثبتت أن الإيمان بالقضية والتمسك بالحق هما أقوى أسلحة الشعوب الحرة.

إننا نبارك لأهلنا في غزة هذا النصر التاريخي الذي حققوه رغم الألم والدمار، نصرًا أضاء للعالم معنى الكرامة والعزة، وقدم نموذجًا يُحتذى به في الصمود والتحدي.

نسأل الله أن يرحم شهداءهم الذين ارتقوا وهم يدافعون عن الأرض والعرض، ويشفي جرحاهم، ويثبّت أقدامهم، وأن يجعل هذا النصر فاتحة خير لتحرير أرضهم واستعادة حقوقهم المسلوبة، وأن يوحد صفوف الأمة حتى تستعيد مجدها وعزتها، وتنهض لدعم الحق ونصرة المظلوم.

إن غزة اليوم ليست فقط عنوانًا للنصر، بل هي رمزٌ عالمي للإرادة الحرة التي لا تنكسر، ودرسٌ لكل الشعوب بأن الظلم مهما استبد، فإن النصر حليف الصابرين والمقاومين.

 

 

20. يناير 2025 - 11:44

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا