عبارة "أجرار" معناها ودلالتها / الشيخ أحمد ولد الزحاف

إثر إسهامي بمداخلة في ندوة حول التغيير المجتمعي أوردت عبارة أو مفهوما يبدو أنه غير متداول في أيامنا وأغلب شبابنا لا يعرفه وهو عبارة أو مفهوم "اجرار" وقد علق الكثيرون عليه ووصلتني أسئلة كثيرة عن معناه ودلالته.

يعني " اجرار" أن الشاة أو البقرة لما تأكل ثمار بعض الأشجار تقوم بتخزينها ثم بعد ذلك تمضغها وأثناء المضغ يسيل من فمها لعاب ورغوة تغطي فمها، فهذه الرغوة المصحوبة بنواة الثمار واللعاب هو اجرار ومفرده "الجرة" وجمعها "اجرار".

وينطبق معني اجرار كذلك علي اللعاب الذي يسيل من أفواه الأطفال صغار السن أثناء نومهم وعندما يستيقظون يؤمرون بغسل أفواههم وتنظيفها من اجرار.

اما تنزيل هذا المفهوم في الواقع الاجتماعي هو أن الزعماء والقادة التقليديين كانو يلعبون إلى جانب غيرهم من الفيئات الاجتماعية الأخري أدوار كثيرة غايتها تلبية احتياجات المجموعات التي يرأسونها وخاصة ضعافها.

ويتمثل ذلك كما أشرنا في( لمنايح والرفك والكيمار والبواه والولاي يوم ارحيل ... الخ) لكنني لاحظت أثناء المداخلة في الوضع الحالي أن ما قام به السلف من (اشيوخ ولشياخ وغيرهم من حملة هم المجتمع) والمحفوظ في الذاكرة من خلال "لغن واتهيدين" لم يضطلع به الخلف الا من رحم ربك.

 فعلى الرغم من اختلاف السياقات التاريخية لايقوم أغلب الخلف بأي دور لمساعدة ضعاف ومهمشي الفيئات الاخرى وينصرف اهتمامه بغير حق إلى أن تكرس له الدولة امتيازات باسم اسلافه والمكانة التي ضحوا من أجلها بتحمل المسؤولية.

فيريدون ان يعطوا ما لم يستحقوه والذي في أغلب الاحيان يكرسونه لأشكال جديدة لاستغلال الفيئات الأخرى سياسيا واجتماعيا.

حبذا لو انفقوا جزءا مما يتحصلوا عليه في مشاريع خدمية لمصلحة السكان في القرى والارياف الجاثمين عليها باسم التمثيل الصوري.

فلن يتاتى لهم ذلك لأنه لم يتبقى شيء مما يملكون عن شراء السيارات الفارهة للاولاد والبنات و الشقق في المغرب واسبانيا. 

ان غياب أي وعي اجتماعي لذي هؤلاء الذين هم حقا اجرار اسلافهم هو مايبرر من بين أسباب أخرى التوجه إلى إرساء قيم المواطنة وحدها الكفيلة باشاعة العدل والمساواة بين كل افراد المجموعة الوطنية في ظل دولة القانون.

 

الوزير السابق الشيخ أحمد ولد الزحاف

27. يناير 2025 - 0:52

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا