عرفت موريتانيا بالدور الريادي الذي لعبته في نشر الدين الإسلامي، وتتكون تركبة سكانها من أكثرية عربية وأقلية زنجية عرفت عبر مر التاريخ بالتآلف والتعايش السلمي. ومنذ الاستقلال شهدت موريتانيا هزات وأزمات كان أخطرها الذي يمس من الهوية والتماسك الاجتماعي فالأحداث التي وقعت بين العرب والزنوج كادت أن تعصف بالوحدة الوطنية
وجراحها لم تندمل حتى وقت قريب، لكن بفضل القرارات الشجاعة التي اتخذت لطي ملف الإرث الإنساني تم تجاوز كل القضايا العالقة، وما إن تم طي هذا الملف حتى بدأ ملف آخر أكثر خطورة يهدد الوحدة الوطنية في الصميم بعد فشل الملف الأول في الشرخ بين الزنوج والعرب.
الملف الجديد يستهدف تمزيق المكون العربي(البيضان والحراطين) عبر نبش أسوء ما في الماضي (العبودية) لتدمير أجمل ما في الحاضر (الوحدة الوطنية والتعايش السلمي).
ليس غريبا أن تكون الوحدة الوطنية مهددة في الصميم، فمازلنا نتذكر القرار التاريخي الذي اتخذه رئيس الجمهورية بعد وصوله مقاليد الحكم في البلد المتمثل في قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، ومنذ ذلك التاريخ وهم يبحثون عن خلق أزمات لهذا البلد الأبي الذي عرف بتماسك وحدته الوطنية.
ليس غريبا أن يتصدر ملف السيد برام ولد الداه ولد اعبيد المنابر الدولية الحقوقية ويحصد الجوائز الدولية الواحدة تلو الأخرى والتي عجز عن الحصول عليها أكبرالمناضلين في أكثر القضايا الدولية عدالة وموضوعية، ولكي نفهم جدا سرهذا الصعود لابد أن نرجع قليلا إلى الوراء ونربط بين تزامن صعود هذا الملف وقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني فنصل إلى نتيجة لا تقبل الشك ولا التشكيك وهي أن هذا الملف تم تبنيه بشكل كامل من قبل اللوبي الصهيوني وهذا ما تجسد في نجاحه لتمرير الملف ودفعه ليحتل الصدارة في اهتمامات المحافل الحقوقية الدولية، وتمطر سماوات الجوائز العالمية على صاحبها أموالا وهدايا لم يكن يحلم بها,وهي على كل حال الطعم الذي سيجعله يلهث وراء مجهول لا يعلمه كثير من الناس، تماما كما في تجربة "بافلوف" الشهيرة.
ألا يحق لنا أن نتساءل لماذا لم ينل مناضلون وطنيون أكثرشرفا ونزاهة جوائزعالمية ؟ والجواب الذي سنحصل عليه دون شك هو أن مبادئهم وشرفهم يمنعان عليهم التعامل مع أياد أجنبية يدركون سلفا أنها لا تسعى لمصلحتهم ولا لمصلحة بلدهم، ولأنهم قرروا أن موريتانيا ستبقى أولا وأخيرا فوق أي اعتبار.
إن موريتانيا تتصدر اليوم مكانة مرموقة في مجال حقوق الإنسان إذ تحتل منصب نائب رئيس مجلس حقوق الإنسان ثم إن النظام الحالي بادر إلى معالجة قضايا الإرث الإنساني التي كانت عالقة منذ فترة وبكل شجاعة وإنصاف ثم قام بإنشاء وكالة للقضاء على آثار الاسترقاق(مازالت في بدايتها)وجعل العبودية جريمة ضد الإنسانية.
إن التنوع الذي تتميز به موريتانيا يعتبر تنوعا إيجابيا وهو مصدر قوة وثراء ولا ينبغي أن يستغل من أطراف داخلية وبأجندة خارجية.
حفظ الله وطني موريتانيا
محمد ولد إبراهيم
رئيس المنظمة الموريتانية لمناهضة التطرف ولدعم الوحدة الوطنية
نيويورك بتاريخ: 28/12/2013