في الذكري السابعة لإستشهاد زعيم الأمة الراحل صدام حسين لابد لنا كموريتانيين أن نتذكر جسرا من التعاون والثقة والتقدير والإعجاب أمتد ليربط البوابة الشرقية للأمة العربية بالبوابة الغربية بفضل صدام حسين وحرصه علي شعوب الأمة من أدناها إلي أقصاها ؟
كان رحمه الله أول زعيم عربي يهتم بالشعب العربي الموريتاني ويقرأ عن تاريخه ويبحث في أصوله ليكتشف أنه من أكثر الشعوب العربية صفاء عرقيا - كما قال رحمه الله في إحدي مقابلاته- كما أنه عبر عن إعجابه الكبير بقيم النخوة والشجاعة والكرم لدي الموريتانيين وذكر في صحيفة لبنانية أن الرئيس الموريتاني السابق المختار ولد داداه تبرع بنصيب الشعب الموريتاني من المساعدات العربية الممنوحة للدول الفقيرة لصالح فقراء الأمة وذلك لأن أخبارا وصلته وهو في قاعة الإجتماعات عن أمطار هامة سقطت علي بلاده مما أبهر صدام وجعله يهتم بمصدر هذه النخوة والإباء الأصليين في التراث العربي و الإسلامي ولما سألت عن الشعب الموريتاني يقول صدام عرفت أنه شعب عربي أصيل وجدير باحترام .
أرسل صدام الوفود إلي موريتانيا واستقبل في بغداد القادة السياسيين والأدباء والعلماء والشعراء من جميع الشرائح وفتح المعاهد والجامعات العراقية أمام الطلاب الموريتانيين الوافدين في جميع التخصصات ومنحهم كل الإمتيازات الضرورية. ولم يكتفي بذلك بل ظل يقدم الدعم السخي لبلادنا من مدارس ومستشفيات وتجهيزات متقدمة في شتي المجالات لعل من أبرزها في المجال الإعلامي التلفزيون الموريتاني الذي يرجع الفضل في امتلاكنا له للمساعدة العراقية.
لن أذكر هنا القروض والتمويلات الكثيرة للمشاريع والبني التحتية لأنها لاتعد ولا تحصي وقد استفادت منها جميع أنظمة الحكم المتعاقبة حتي معاوية ولد الطايع وعلي ذكر هذا الأخير كان وقوف صدام حسين مع موريتانيا في محنتها مع الجارة السنغال دليلا قويا علي مدي استعداده للتضحية من أجل موريتانيا وكانت كلماته في القمة العربية بالمغرب مدوية عندما اعتبر الملك الحسن الثاني أن السنغال دولة صديقة للمغرب وموريتانيا دولة جارة كان رد صدام واضحا وقد تجسد في جسر جوي ومدد عسكري لم تشهد موريتانيا مثيلا له. كان كفيلا بإسكات الخصوم(فرنسا والمغرب) وإجبارهم علي الإستماع لصوت العقل والحكمة .
صحيح أن الشعب الموريتاني في المقابل ظل يذكر بوفاء للزعيم الراحل بكل الخير وكان دائما إلي جانبه في حروبه مع الفرس ومع الأمريكان وإلي حين استشهاده وقد وضعه بعض الموريتانيين الأوفياء في منزلة كبيرة لم يصلها في قلوبهم رئيس محلي أوعربي ..رحم الله صدام حسين