ما إن انقشع غبار معركة الدور الأول حتى استصرخ المنتظرون السادة ، أن أدركونا فقد بلغ منا الجهد ، فتدخلت الحكومة ممثلة في وزرائها و مديريها على الخط مُستغلة وضع العائلات الفقيرة ذات الضائقة الاقتصادية والدخل المحدود،
و مستغلة حاجة التجمعات القروية إلى بعض المنشآت الحيوية من أجل البقاء ، كالماء و المدارس و النقاط الصحية ، متناسين ما لهذه العملية البشعة من مخاطر ومساوئ ستترتب على الأجيال اللاحقة، و تؤسس لانحراف وشذوذ مشوه .
فمن كان مستعدا لشراء ضمير فكم يستغرق معه الأمر لبيع وطنه وشعبه وقضية بلده؟ وأية مساحة من التاريخ يصبو إلى سكنها؟ وفي أية زاوية من صفحاته يطمح لأن يكتب اسمه ؟ أجل لقد فاز الحزب الحاكم بالحاكم في أغلب الدوائر ، لكن الديمقراطية رجعت القهقري و تراجع معها الشعور بالأمان و الكرامة لدى المواطن ، و بدأت تتكشف خيوط اللعبة من بدايتها داخل الحزب ، حين تم الدفع من أجل الترشيح و التزكية و تم كشف السماسرة و المستفيدين .
لا منة للناجحين على السلطة لأنها من أوصلتهم للمقاعد ، بل إنها أنفقت عليهم الكثير من الأموال حتى تحافظ على الأغلبية ، و بعد أن أنهكم كثرة الإنفاق لإقناع الناخبين بالدراهم لا بالبرامج ، كيق لا و قد فرضوا على الناخبين فرضا ، و إذا ما ظل التعاطي مع السياسة بهذه الطريقة فقد تجدنا و نجد من يقبل بالترشح لمنصب انتخابي
كان من المفترض أن ننتظر الانتخابات على أحر من الجمر لما تمثله بالنسبة إلينا من تعبير عن قدرتنا على النهوض وأهليتنا للبناء ولكن و الحالة هذه لا بد من وضع حد للتجارة بالوطن والشعب والقضية .