
في عالم التكنولوجيا والمعلوماتية في موريتانيا، يبرز اسم المهندس سيداحمد ول مولود كأحد الرواد الذين تركوا بصمة لا تُمحى في تاريخ البلاد. لم يكن مجرد مهندس معلوماتية، بل كان مفكّرًا، كاتبًا، ناشطًا ومؤسسًا لأهم التطبيقات التي ساهمت في تطوير البنية التحتية الرقمية لموريتانيا.
رائد المعلوماتية في موريتانيا
يُعد سيداحمد ول مولود من أوائل مهندسي المعلوماتية في البلاد، حيث لعب دورًا بارزًا في تدريس هذا التخصص للطلاب الجامعيين واضعًا الأسس الأولى لفهم التكنولوجيا الحديثة في المجتمع الموريتاني؛ بفضل جهوده أصبح العديد من الشباب على دراية بمجال المعلوماتية الذي كان حديث العهد آنذاك.
مبتكر نظام “بلال” لترجمة الأسماء وتوثيق الهوية
إحدى أبرز إسهاماته كانت تطويره تطبيقات ترجمة الأسماء والأماكن والتي أطلق عليها اسم “بلال”، لم يكن هذا المشروع مجرد تجربة تقنية، بل كان حجر الأساس لنظام توثيق الهوية الرقمية في موريتانيا. استخدمت الحالة المدنية هذا النظام لتسجيل الرقم الوطني والبطاقات التعريفية غير القابلة للتزوير، مما أحدث نقلة نوعية في الأمن المعلوماتي والوثائق الرسمية.
كاتب بارع وروائي مبدع
لم تقتصر إبداعات سيداحمد على مجال المعلوماتية، بل امتدت إلى الأدب والكتابة، حيث ألّف العديد من القصص التي حملت طابعًا اجتماعيًا وثقافيًا وسياسيًا. من أبرز أعماله: “في السبع سر”، “لگزانة” و”قصة الحقير”.
هذه القصص لم تكن مجرد حكايات، بل كانت انعكاسًا لواقع المجتمع الموريتاني، حيث تناولت قضاياه المختلفة برؤية نقدية وتحليلية فريدة.
صوت في الإعلام والسياسة
لم يكن المهندس سيداحمد مجرد شخصية تقنية أو أدبية، بل كان ناشطًا بارزًا في الإعلام والمواقع الإلكترونية، حيث كتب مقالات هامة، من أبرزها “اجتماع دمان يغضب الجنرال”، التي أثارت اهتمام الرأي العام؛ الخريطة السياسية لترارزة والخريطة السياسية لداخلت انواذيبو
الطريقة الغزوانية للوصول إلى السلطة مقال حول اگرارت دمان وكتاب حول الگزانه وازوان.
كان حاضرًا في النقاشات السياسية، متميزًا بقدرته على التحليل العميق للأحداث وهندستها بذكاء استراتيجي.
التعليم والتثقيف: رسالة سامية
كان المرحوم شغوفًا بتعليم الناس وتثقيفهم، خاصة الشباب والنساء، مؤمنًا بأن المعرفة هي مفتاح النهضة والتقدم؛ سخّر جزءًا كبيرًا من وقته وجهوده لنقل الخبرات والمعرفة إلى الأجيال القادمة، تاركًا إرثًا فكريًا وعلميًا غنيًا.
برحيله، فقدت موريتانيا أحد عقولها النابغة، لكنه ترك إرثًا سيظل مصدر إلهام للأجيال القادمة. كان سيداحمد ول مولود نموذجًا للمثقف الواعي، المهندس المبدع والكاتب الجريء الذي لم يتوقف عن الحلم بموريتانيا أكثر تطورًا وعدالة.
رحم الله هذا الرجل العظيم، وجعل أعماله نورًا يهتدي به من يسيرون على دربه.
أميه ول أحمد مسكه
في رحاب أنساب أهل باركلل.