عاصمة بلا طريق / الشيخ ولد التراد ولد احمد زايد

altهنا في العاصمة انواكشوط تتبدل الحياة على الساكنة رأسا على عقب هنا في عاصمة الفوضى حيث لا راحة ولارغد  فشقاء المعيشة يتجلى في ابهى حلله ،  على الرغم من ذلك إلا ان المدينة التي   تشكل منطلقا ومتنفسا اقتصاديا لغالبية سكان البلاد باتت تعاني اليوم خطر ربما يودي بالكثيرين لهجرانها واستحداث مناطق جديدة اكثر رواجا واريحية .

  هنا لايسعني الحديث إلا عن جانب واحد من ازمات العاصمة المتشعبة و المثمثلة في ازمة النقل التي تشهدها العاصمة هذه الايام بل ومنذ فترة والسبب ربما يفسره البعض عن التلاحم والتزاحم الديمغرافي للسكان وللسيارات معا في ظل افتقار العاصمة الى لعدد مناسب من الطرق المعبدة فعلى الرغم من حملة الرئيس محمد ولد عبد العزيز الرامية الى البناء واعادة هيكلة الطرق فلا زالت ام المدن انواكشوط تشكو حالا اضحى يأرق ابنائها ويدفع بهم الى الاستغناء عن السيارات ولو بعجلة هوائية او "التكتوك" قصد تلبية حاجاتهم وصراعهم اليومي مع الحياة طلبا للرزق  ، إن أزمة النقل في انواكشوط لاتكمن صعوبتها في وعورة سيارة الاجرة المستحدث (200 اوقية) ولا سعر البنزين بقدر ما تكمن في ضئالة الطرق ووتشتتها فمثلا لا الحصر هناك العديد من المناطق في قلب العاصمة لايوجد بها خط نقل رئيسي واحد ، كالفلوجة في مقاطعة عرفات ودار البركة  والأمثلة عديدة وهذا الوضع جعل قاطنة هذه المناطق يعانون الأمرين في الذهاب والإياب وايصال ابنائهم للمراكز التعليمية امر اصعب، من هنا نعلل السبب فنقول فنقول ان العاصمة ونظرا لأنها انشئت من العدم وعلى اساس تخطيط عمراني متفاوت فقد اكتفت الحكومات المتعاقبة انذاك بالنظر للآن فقط دون مراعاة المستقبل وتطور المدن فمنذ ما يناهز 40 سنة هناك طريق رئيسية واحدة يسلكها جل المارة بالعاصمة هي طريق الأمل  والتي حالها اليوم اضحى يكفي عن السؤال، هنا ينبغي ان تساءل اليس من العيب على بلد يصنف من اغنى دول افريقيا ان يعجز عن انشاء طريق معبدة اخرى تضاهي طريق الامل؟ ، بل يكتفي  بإطلائها دون تفكير وشعور بالازمة القائمة ، والتي تقتضى من ولات الامر واصحاب القرار القيام بدراسة شاملة ودقيقة حول كيفية خلق طرق عصرية تساهم في تسهيل الحركة بالعاصمة ، ولو حتى ببناء جسور فنحن بلد لاينقصنا سوى الارادة والعزيمة والشفافية هاهي مالي البلد الافريقي الفقير تمتلك طرق وجسور من اجمل ما يكون ، وتلك السنغال تلقب ب باريس الصغيرة وغيرها كثير لكن اين نحن اين موريتانيا ؟ هل لازلنا رحلا كما كنا؟ ام ان المدنية شيئ اذهلنا فأكتفينا بما وجد ، من هنا فإني اوجه رسالة الى هرم الدولة والذي دعا الى البناء والتغيير ان يغير وان يضاعف البناء لا بالشعارات بل بالسهر وعرق الرجال 

4. يناير 2014 - 9:00

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا