تدوينات شيطانية / أحمد ولد باها

altبين الحين والآخر يفاجأ الشعب الموريتاني المسلم مائة بالمائة بسطور كتبتها أنامل شيطانية على صفحاتها في الفيسبوك تتعرض للذات الإلهية جل الله عما يصف هؤلاء ، ولشخص الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه تتداولها مجموعات الفيسبوك مستنكرة في الغالب الاعم هذا الفعل الشنيع وغير المسبوق في بلاد العلم والعلماء.

الظاهرة ليست عرضية كما يعتقد الكثيرون بل هي جس لنوعية ومدى الردود التي قد يصل إليها الموريتانيون في رفضهم للمساس بثوابت العقيدة الإسلامية التي لامساومة فيها من قبل الجميع.

وليست كتابة الزنديق الأخيرة إلا مجرد نقطة في بحر من الإلحاد والجهل العميق بالإسلام ورسوله في ظل ما يوفره عصر المعلوماتية من تدفق معرفي غث في جزء كبير منه ومعايشة آلاف الفكر من مختلف دول العالم بمشاربها الدينية واللادينية  ، وما يمنحه الفيسبوك للمستخدم من إمكانية الإختباء وراء اسم مزيف وكتابة ما يحلو له من خروج على الملة البيضاء والقيم والعادات بإسم حرية التعبير عن الرأي مهما كان هذا التعبير ضاربا عرض الحائط بكل الثوابت الدينية والأخلاقية المتعارف عليها في المجتمعات الإسلامية.

ولم يكن الاحمق الجاهل بهدي سيدي البرية أول المارقين عن ما تواتر من تشبث الموريتاني بدينه وبهدي نبه صليى الله عليه وسلم بل سبقته إلى هذه الشطحات الشيطانية المدعو فاطمة بنت القاسم بكتابة مقالها "لكم دينكم ولي إلحادي " والشارع لا يزال يغلي تنديدا بصاحب المقال المسيء يطالع الفيسبوكيين مساء امس مستهتر آخر بتدوينة شيطانية لم يتجرأ "إبليس الرجيم بكل لعنته" على القول بها ولاحتى فرعون الذي ادعى الربوبية ، غيرأن هذا المدون الموريتاني تجاوزهما بالقول في الذات الإلهية جل الله وتعالى عما يقول ما لا لم يسبقه إليه أحد من العالمين في عصر من عصور الضلالة كائنا ماكان .

الامر بات من الخطورة لدرجة تقتضي وعلى جناح السرعة تنظيم دورات تكوينية لتثقيف الفقهاء الموريتانيين في كيفية إستخدام وسائل التواصل الإجتماعي والتواجد المكثف بها لرصد مثل هذه التدوينات الشيطانية والرد عليها بالحجة القاطعة على الفور وتعميمها على صفحات مستخدمي الفيسبوك الموريتانيين الشباب اللذين لا يجدون حتى اليوم على حد علمي المتواضع فقيها موريتانيا واحد يمتلك صفحة على الفيسبوك يرشد من خلالها الضالين ويهدى الحيارى وهنا لابد من القول إن المسؤولية الكبرى في تواجد الفقهاء في الفيسبوك تقع على كاهل العلماء والفقهاء من العارفين بمقتضيات العصر ومساوئ العولمة ويملكون الفهم الصحيح لما يجرى حولهم في عالم معلوماتي متغير لا يعرف الحدود ولا الثبات.

فهل تبادر وزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي بتنظيم دورات تكوينية لهؤلاء ؟أم يبقى النداء الذي يعد ضرورة للوقوف أمام شياطين المدونين في الفيسبوك وناشري السموم الفكرية مجرد صرخة في واد سحيق ؟

 

 أحمد ولد باها - صحفي 

8. يناير 2014 - 13:44

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا