لست أدرى ما ذا حل ببلاد شنقيط, بلاد الرباط والفتح. بلاد أحفاد يوسف بن تاشفين, بلاد العلم والعلماء وجامعات الصحراء المتنقلة
أيعقل أنه في سنوات تعد على الأصابع يحدث كل هذا التغير الجذري غير المسبوق؟
قد يقول البعض إن الأمر نتاج تراكمات طويلة من التخمر عبر السنين ولكن ألا تتطلب عادات وتقاليد المجتمع عقودا طويلة لكي تتبدل ؟ ألا تتطلب أخلاق الشعوب أزمانا لكي تتغير؟ ألا تقتضي طبيعة الأشياء أن يحدث نوع من التدرج الزمني في عملية التغير والتبدل ذاتها ؟ لم تناسلت وتكاثرت كل تلك النطف النجسة وخرجت إلى النور أجنة مشوهة في شكل أخلاق غريبة وعادات غير مألوفة وكل ذلك في أقل من نصف عقد من الزمن ؟
هل سمع أحدكم قبل خمس سنوات بأن موريتانيا مات منتحرا؟
في السنوات الخمس الأخيرة لا يكاد يمر أسبوع إلا وتطالعنا المواقع الإخبارية بأن فتاة إنتحرت لأنها لم تتزوج ممن أحبت مثلا وأن شابا قتل نفسه لأن أباه عنفه وأغلظ عليه القول أو أن مسنا وضع حدا لحياته لأن أسرته لم تعد تعتني به, وكلها أسباب تافهة كانت تحل فيما مضي بجلسة صلح قصيرة.
هل شاع قبل الخمسية الأخيرة أن جاهر أحد الموريتانيين بالإلحاد ؟
لقد تحولت ظاهرة الإلحاد والمجاهرة بالكفر البواح أو ما يقتضيه أمرا عاديا في بلد المنارة والرباط فرأينا الشباب يعلنون على الملأ – ناشرين صورهم وأسماءهم الحقيقية – ما يخرج صراحة من الملة, ولن أعلق على الملحدين الستترين وراء أسماء افتراضية أو صور مزيفة والذين ينتشرون كنبتة شيطانية على ضفاف مواقع التواصل الإجتماعي.
هل تصور أحدكم أن تتعري بنات شنقيط – برضاهن - أمام تجار اللحوم البشرية؟
نعم لقد إنتشرت الفيديوهات الماجنة التي تظهر فتيات موريتانيات من مختلف الإثنيات والألوان وهن شبه عرايا – على الشاطئ أو حتي في غرف النوم - يبتسمن للكامرا في استهزاء وتحد واضح لكل قيم وأعراف هذا المجتمع الذي ظل لقرون يحافظ – رغم كل الزوابع – على بقية أخلاق وشيئ من التقوى , ولن أعلق أيضا على ما يتندر به البعض من أن (الخلوة غير الشرعية) عبر الإنترنت شهدت ازدهارا غير مسبوق مع تطور وسائل الإتصال وتوفرها في كل بيت .
متى كانت المطالبة بالحقوق سببا لإزدراء العلماء وحرق أمهات الكتب ؟
نعم لقد عمد بعض من يرفعون شعار الحرية والمساواة إلى الإساءة إلى علماء ربانيين أفنوا أعمارهم في التبليغ عن ربهم مخلصين له الدين فهددوا بالتبول على قبور من قضى نحبه ومنهم وتوعدوا بالويل والثبور من ما زال ينظر وأطعموا النار أنفس ما كتب جهابذة علماء السلف لأنه لا يوافق أهواءهم .
إن المنظومة الأخلاقية تتحلل وتتفكك بسرعة غريبة ومثيرة للخوف وإذا لم نتحرك بسرعة – وعلى جميع الصعد- لتداركها فلنقل على مجتمعنا السلام
عبد الله محمدن أمون
دبي