إلى أصدقائي الملحدين / محمد لغظف ولد أحمد

altتابعت ما حدث على صفحات الفيسبوك بين الأستاذ الخفي إكس ولد إكرك والأخ العتيق موريتانيكوس وكان جدالا طريفا ومفيدا لي. لكني لا أنصح العتيق موريتانيكوس أن "يكوس" في أميركا بحرية تعبيره، وأظن أن عقله يمنعه من ذلك إذا كان له عقل.

 فإذا انتقد العتيق هنالك سياسة نبي "المورمون" جوزيف سميث (لم نصل هنا للمسيح عليه السلام) فسيقطعه المورمون إربا إربا بمباركة جميع السياسيين الأميركيين. فكيف يُعاب على الموريتانيين مطالبتهم بعدم الإساءة لنبيهم؟.

وحسب علمي لا أعرف شيئا يوحد الموريتانيين كالإسلام، وإذا انتزعت منهم هذه الصفة صاروا قوميات وقبائل وعرائق يأكل بعضها بعضا. وقد تابعت مؤخرا المقابلة التي أجرتها قناة الوطنية مع صالح ولد حنن، وفي اعتقادي أن أستاذي الكاتب الكبير حنفي ولد دهاه لم يكن محاورا كبيرا حينما أراد من صالح التفريق بين "القومي" و"الإسلامي" باعتبارهما "يحملان أيديولوجيتين مختلفتين" مستغلا عدم إلمام الرجل بمفهوم الأيديولوجية، وقد كان صالح صادقا حينما قال إنه لا يوجد فرق بينهما. وبالفعل فإننا لا يمكن أن نتخذ من القومية أيديولوجية لأنها ستكون حينها فاشية مقيتة. لكن لا أرى عيبا في اتخاذها كهوية مثلا.

أصدقائي الملحدين، لا تثقوا كثيرا بأوروبا وأميركا وحرية التعبير، فإن أوروبا تضم شعوبا كثيرة متدينة ومحافظة إلى حد الغرابة. الكاثوليك في أيرلندا -مثلا- هم من أشد الناس إدخالا لأمورهم الدينية في دنياهم، وتتدخل الكنيسة في صغير أمرهم وكبيره، حتى إن الكنيسة كانت تحرم الطلاق إلى سنة 1995، ولا زالوا إلى اليوم في أيرلندا يناقشون "جواز" الإجهاض من عدمه. ولا يوجد سبب في شجار جمهورية أيرلندا مع أيرلندا الشمالية غير ثنائية "الكاثوليك والارتودوكس".

ثم إن الأوروبيين يخدعونكم حين يحدثونكم عن "الثورة المجيدة" (Glorious Revolution)، ولم تكن بالمجيدة، كانت فقط انقلابا على الملك جيمس لأنه كاثوليكي. وانظروا حولكم جيدا، فبريطانيا يحكمها "المحافظون"، وألمانيا يحكمها "الحزب المسيحي الديموقراطي". وفي أمريكا حدثوا ولا حرج. ولا يخدعنكم ما ترونه في الأفلام فالشعب الأمريكي محافظ إلى حد كبير، وغير بعيد منا الانتخاب الثاني لجورش بوش الابن والذي يرجع نجاحه إلى مواعظه الدينية. وهو ما أثار غيرة الديمقراطيين بزعامة أوباما، الذي اعترف في كتابه أن عدم تبني الخطاب الديني وتركه للجمهوريين كان من أكبر أخطاء الديمقراطيين. عشتم طويلا.

14. يناير 2014 - 15:24

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا