إلى المهمشين / اعل الشيخ أحمد بوي

altلقد سمعت هذه الكلمة مرارا وتكرارا لقد أصبحت هذه الكلمة مصدر دخل للبعض يتاجر بها أصبحت هذه الكلمة سلعة رائجة باسمها تحرق الكتب الاسلامية باسمها تسب العلماء ويستهزأ بالدين الحنيف

إنها كلمة تهميش إننا مهمشون

لكن من الذي همشكم أن كنتم مهمشون حقيقة ؟

هل الدين هو الذي همشكم حتي تحرقوا كتبه والبعض الاخر يستهزئ ويسب نبيه عليه الصلاة والسلام ؟

هل الدين للبضان أو الدولة كلما غضبتم علي احدهما قمتم بسب هذ الدين الحنيف ؟

وكما يقال من جهل شيئا عاداه فهؤلاء يجهلون هذا الدين فهم لا يعرفون إلا اسمه فهم يجهلون أن هذا الدين هو الذي رفع الانسان أيا كان أبيضا أسودا بضاني حرطاني معلم، من الظلمات إلي النور من ظلمات الشرك بالله والعبودية للإنسان إلي نور العدالة بإتاحة الفرص  المتكافئة أمام الجميع وكان ثورة علي الظلم والقبلية والمال ودعوة للمساواة والحرية قال تعالي{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}لا فضل لعربي علي عجمي لا فضل لبضانى على حرطانى ولا معلم إلا بالتقوى أين التهميش في هذا الدين الذى جهلتموه ومن جهل شيئا عاداه ، هذا دين الرحمة دين الانسانية الدين الذى يدعونا إلى نصرة أي مظلوم في الارض لأنه دين الانسانية قال تعالي {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما } فالله تعالى لم يقل بين المسلمين فقط بل قال بين الناس لأن هذا الدين دين العدالة والحرية والمساواة ، لا يرضى بالظلم فهو ناصر المظلومين ناصر المهمشين وجدنا مهمشين فأعزنا يقول عمر رضي الله عنه : كنا أذلة فأعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله " صدقت ياعمر. وإنا لنجد مصداق هذا الكلام حيث إنه لما ذهب البعض ممن يعتبرنفسه مهمشا إلي المنظمات  والدول  يبتغون عندهم العزة أذلهم الله وجعلهم في ذيل الركب ، أخى المهمش كما تقول عن نفسك  أين ردك الجميل لهذا الدين الذي وجدك ذليلا مهمشا فأعزك فهل رد الجميل هو حرق الكتب الاسلامية أو الاستهزاء بالمقدسات الإسلامية ،لأنك تحمل حقدا على البضان أو الدولة

فالدين ليس للبضان وليس للدولة بل للجميع قال تعالى { قل يأيها الناس إنى رسول الله إليكم جميعا } وقال تعالى {و ماأرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون} إنها الرسالة الخالدة إنها الرسالة التى لا تختص بقوم ولا أرض ولا دولة ولا لون ولا قبيلة جاءت وفق الفطرة الانسانية التى يلتقى عندها الناس جميعا ومن ثم حملها النبي الامي الذي لم يدخل علي فطرته الصافية إلا تعاليم المولى جل جلاله فلم تشب هذه الفطرة شائبة من تعاليم الارض او من أفكار الناس ليحمل رسالة الفطرة إلي فطرة الناس جميعا ،  أخي المهمش إذا أرت العزة فتمسك بهذا الدين ودافع بكل ما تملك عن هذا الدين فبالدين ترتقي القمم وبالعقيدة والايمان تربح في الدنيا والاخرة

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل المهمش هو الذي يحرق الكتب أوالذي يستهزئ بالقدسات الاسلامية أم المهمش هو من تحرق كتب دينه علي الشاشات ويستهزأ بمقدساته ـ إنها حرية تعبيرـ ولا يحرك ساكنا إنه المهمش حقيقة وقد صدق عليه قول الحبيب عليه افضل الصلاة والسلام  « يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا ». فَقَالَ قَائِلٌ وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ قَالَ « بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزِعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِى قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ ». فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهَنُ قَالَ « حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ » نعم لقد أصابنا الوهن لقد تجرع علينا الكل بسبب بعدنا عن الوصفة التي تركتها لنا يا رسول الله يقول عليه الصلاة والسلام: تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنة نبيه } فببعدنا عن هذه الوصفة أصبحنا مهمشين هذه الوصفة هي التي صلح عليه أول هذه الأمة وهو الذي لا يصلح آخرها إلا عليها اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ينفعنا بها وأن يعلمنا ما ينفعنا إنه علي كل شيئ قدير وءاخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

15. يناير 2014 - 14:02

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا