أهم إيجابيات الرئيس عزيز.. / سيد محمد ولد احمد

 سيد محمد ولد احمدأحس أحيانا بسلام داخلي مريح يدفعني إلى التفكير في إيجابيات الذين أنتقدهم في الشوارع والأسواق بلا كلل أو ملل، وما انتقادي لهم – على قلة أهميته، وتأثيره في مسار الأحداث – إلا محاولة مخلصة صادقة تهدف إلى ما أراه إصلاحا..

فعلى سبيل المثال خلوت بنفسي في مكان رائع الجمال، يتغني فيه خرير المياه، وتداعب الخضرة رمال الصحراء اللامعة، تأملت في الملل والنحل التي تفرقنا اليوم بتدبير من الشيطان وشيوخه، نظرت حولي فإذا طرق دينية مقربة، عار علي أن أرفع صوتي في وجه أصحابها المحبوبين، لولا الإنتصار لدين الله، قلت لنفسي: إنهم مسلمون، ولا أحد معصوم من الخطأ، حتى أولئك الذين تقدسهم (أهل السنة الثابتة عن النبي وأصحابه، إذا افترضنا جدلا وجود سنة أخرى)، فدع عنك الإعتراض عليهم، واقتدي بمن هو أعلم منك من الساكتين عن البدع، المتعايشين مع أهلها، المعذورين غير الملومين، من الناس على الأقل..

دافع الرأي الآخر عن نفسه محتدا: ولكننا لم نرتكب خطأ، كل ما نفعله هو تحذير أولئك الجهلة من البدع حتى لا تذهب أعمارهم سدى كصاحب ذلك الهباء المنثور، والإنتصار لدين الله عز وجل الذي حاول المفسدون النيل منه بالتلفيق والإبتداع. ونحن على كل حال لا نفرض رأينا هذا على أحد، إنما نذكر دون تطرف أو تعصب، ومن شاء فليبتدع أو يرتدع..

أحس في هذه اللحظات بسلام داخلي كذلك السلام، وفي غمرة الإحساس به أسمع أصواتا تنبعث من التلفزيون الممل متغنية باسم زعيم الموريتانيين، الكارهين منهم والراضين، "عزيز.. عزيز.. عزيز"..

تأملت العمامة البيضاء التي لف بها رأسه، والدراعة البسيطة المشابهة لها، وتأملت أحب منظر إلى قلبي، ملامسة الجِمال العجيبة للصحراء الغريبة، ذلك المشهد البديع الذي زادته مدينة ولاتة الحبيبة روعة جمالا..

قلت لنفسي: "شومير.. أنت مخطئ، فالرئيس عزيز هو أفضل رئيس تسلق شجرة الحكم في هذا البلد، أنظر إلى مخالطته للناس، وبساطته، وتدخله في جميع شؤون البلد، حتى لم يبق إلا أن يزوج الناس أولادهم عنده..

لو كان كما يعتقد الحاسدون – وما أكثرهم، دكتاتورا أو أنانيا، لما فكر حتى في رؤية وجوه مواطنيه البائسة في كل يوم، ذلك المشهد الذي يقرف أبسط رئيس، أنظر إلى قصره الرمادي حيث غرفة نومه إن لم أكن مخطئا، لو أن بيتك يتعرض لمثل المظاهرات التي يتعرض لها ذلك القصر الصابر المجاهد، لأمرت دبابات الجيش بتفريق تلك الحشود المزعجة، لكن الرئيس يأخذ الأمر بمنتهى البساطة والبداوة الجميلة التي تزرع في صاحبها روح التسامح، والتواضع.. والطيبة..  تأمل في تدخله في المسائل المتعلقة بالدين، دعما ونصرة لا إفشالا وتخذيلا، لو كان مكانه أي رئيس آخر لما علق على موضوع المنتقص من مقام النبي صلى الله عليه وسلم..

فكر في لقاء الشعب، ودعم المنتخب شخصيا، والإنتصار للدين على غربان العلمانية..  كأني بك تقول معترضا: لكن الزمان لم يعد الزمان، والرئيس مرغم على المشي في المياه الطينية، وزيارة الأحياء المهجورة، والسلام على ذوي الأمراض المعدية في المستشفيات، ذلك هو عمله وواجبه..

فأقول لك: قل ذلك لغيره فتلك هي ميزته التي أتحدث عنها هنا، ولو أن طبعه مثل طبع رؤساء العالم الثالث المجانين، لما غيره إلا الإنقلاب، فالطبع ملاَّك، ولكن الرجل يستغل أهم ميزاته وهي مخالطة العامة وعدم الترفع عليهم والنزول إلى مستوى شعبه البسيط..

وهذه لعمري إيجابية كبرى لا ينقصها إلا شرذمة من المخلصين الصادقين، تحيط به، وتعمل جاهدة على إنجاح مشاريعه وتوجهاته بدل إفشالها، لكن أين هي اليوم، لا اعرف منها إلا نفسي وواحد أو اثنين– لكن الذئب لا يبالي بنا، ههههه..

كل واحد منا – إلا ما رحم ربي، ينقلب على محاسن الأخلاق في سبيل إشباع بطن لن تشبع، وفرج لن يريحه إلا الموت.. فلنحاول الإلتفاف حول الرجل بدل لف ألسنتنا التي لا تضره حول عنقه..

أقول هذا في لحظة صفاء، فلا تستغرب إذا رأيت مني عكسه غدا..

أنا اليوم فرح، أريد أن اشكر الرئيس على انه رئيس، ذلك يكفيني..

وأريد أن أشكر الطرق الصوفية على أنها تذكر الله، لكن ذلك لا يكفيني..

وأريد أن أشكر المرأة التي ستقبلني زوجا لها..

سيد محمد ولد احمد

[email protected]

15. يناير 2014 - 14:24

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا