الآن فهمت .. ؟! / عبد الله ولد محمد الحسن

altتقول إحدى الأحجيات الشعبية أن لصا تقتحم منزل عجوز بحثا عن أشياء ذات قيمة ليسرقها، وبعد تفتيشه لكل ما في البيت لم يجد فيه أي شيء ذات قيمة، لكنه عندما أراد الانصراف استيقظت العجوز المسكينة فأخذت لتنادي "سارق سارق .." نهرها اللص وقال لها اسكتي ماذا في بيتك ليسرق..؟ ثم أخرج لها من جيبه 1000 أوقية كتبرع ونصرف.

من خلال هذه القصة الشعبية البليغة والتي تترجم موضوعين مهمين هما انتشار الفقر والسرقة..، فهمت لماذا تم التبرع للمنتخب الوطني، ولماذا لن تتم التبرع الدولة للفقراء والمحتاجين في بلد تفوق فيه نسبة الفقر 70% مع قلة الساكنة وكثرة الموارد والثروات..

قررت الدولة التبرع لهذا المنتخب لأنها لم تجد في حسابه المالي ما يضاف إلى الحسابات الخاصة، ويصرف إلى الجيوب الشخصية..، لكنها لن تتبرع للفقراء والمساكين في الترحيل والكبات والأحياء الشعبية بل في مختلف أصقاع البلاد..، ببساطة لأنها تحصد على ظهورهم من المال ما لا يحصى ولا يعد..

الآم فهمت لماذا يتم إسكات هؤلاء المساكين بتأهيل بعض الأحياء العشوائية..، وبيع بعض المواد التالفة والتي لا تراعا فيها أي معايير صحية ولا نوعية.. وتقديم خدمات تفسد عليهم أكثر مما تصلح، شوارع تفسد قبل مغادرة الشركة التي تعدها.. مواد الحصول عليه أسهل منه بكثير الصبر على الجوع.. مستشفيات الله أعلم بحالها.. مدارس أصبحت مصدر الفشل ومعقل الإجرام والفحش..

ومع ذلك يتحدثون عن حرية الرأي والحرية الشخصية والانفتاح على العالم..، دون إدراك خطورة الإبحار في عالم يعج بالفتن والمعاصي..، يعج بأعداء الدين أعداء الإنسان والأخلاق والقيم...!!؟

الآن فهمت لماذا قررت الدولة أن لا تتبرع للفقراء والمساكين والأيتام والمعوزين.. لأن غاية الفقير في موريتانيا أن يعبد الله جل جلاله وفق ما جاء به رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم، وأن ينعم بالأمن والاستقرار ويتعايش بسلام..

إلا أنه يبدو أن الدولة لا تدرك هذه الغاية التي تمكنها من التمسك بقرارها، حيث يبدو أن الشرط الأساسي على وشك الانهيار إن لم يكن انهارت فعلا..

وإلا فبأي حق يتطاول متطاول على الإسلام ومقدساته والمثل الموريتاني يقول (لعياط ألين إج من الكدية لهروب أمنين) أين الفرار والخطب جلل والأمر عظيم عند الله وعند العباد..

وهل إن كان حاضرنا شقيا *** نسود بكون ماضينا سعيدا

وبعد هذا هل تسألني عن الأمن !! وقل يوم لا تسمع فيه عن عمليات سطو ونهب وسرقة وقتل واغتصاب وجرائم شتى في مختلف الأرجاء.. !!

هل تسألني عن الاستقرار والتعايش السلمي!! ومالهما مصدر إلا الإسلام وشريعته التي هي المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلى هالك !!

عموما نطالب الدولة بمصادرة الحريات والقبض بيد من حديد..، لكن في مقابل أن يبقى الدين والأمن والاستقرار والتعايش السلمي.. خطا أحمر لا يتطاول عليه متطاول ولا يعبث به جاهل ولا يمس منه خسيس ولا عميل .

عبد الله / محمد الحسن ولد أمانة الله

كاتب صحفي موريتاني

ناشط في مجال العمل الخيري والتنموي والثقافي

الهاتف : 22087053

البريد الالكتروني : [email protected]

15. يناير 2014 - 14:29

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا