لقد عمدت الدولة منذ عقود على إنماء ورعاية الشياطين الماردين ؛ بطرق مباشرة وأخرى غير مباشرة ؛ فأطلقت العنان لمشوهي الفكر بحجة حرية التعبير ؛ مما سمح بالتطاول على المقدسات ؛ دون كبير تأسف أو إنزال عقوبات , وأهملت ما من شأنه التعريف بقيمة الدين وحجم حرمته ؛
وزرع حبه في نفوس البنين والبنات ,وبدأت ذلك بإهمال مادة التربية الإسلامية؛ والتي تعتبر القناة الأولى والأهم لتوصيل مضامين الشريعة الإسلامية إلى الأطفال في سن التبلور المعرفي والتشكل النفسي ,فهي أداة لتهذيب النفوس ووسيلة لغرس القيم والمثل الحميدة فيها,وطبعا بالاهتمام بها و تركيز العناية يحصل التحصين الفكري ؛ ويتحصل على جيل له صمام أمان ضد الأفكار المتطرفة الطائشة ؛ ويكون له رصيد معرفي إيماني امتثالي ؛ يعد وازعا كابحا للمشاعر والتصرفات الخاطئة ؛ويكون في نفس الوقت محورا لارتداد الأفعال على كل ما من شأنه المساس بالثوابت والمرتكزات الدينية .
وكما قامت الدولة أيضا بمحو باب الجهاد من المناهج التربوية ؛ والذي كان إلغاؤه تبعا للضغط الأجنبي ورضوخا لسياسة المستعر؛ التي ينتهج دوما في سبيل طمس الهويات الحضارية للمستعمرات السابقة مقابل خفض أو عفو الديون ..!! ’ مما كان له الانعكاس السلبي , حيث فقد الشباب حماسه في نصرة الدين ؛ وتلاشت في مخيلته مسؤولية الذود عنه وغاب استشعار ذلك في المستقبل , وسمح هذا المشهد بنمو شباب طائش العقل تائه الفكر وجد في نفسه نقصا أو فراغا عقائديا سرعان ما ملأه بالتشكيك والتطاول على المقدسات والرموز الدينية والاجتماعية .
ثم إن الدولة غضت الطرف عن المنظمات والهيئات التبشيرية ؛ تحت غطاء العمل الخيري ؛ مما كان له الإسهام الكبير في تنامي وانتشار الأفكار الإلحادية وبروز ظاهرة التبرؤ من الدين والتفاخر بالمروق منه ؛ في تجلي واضح لخطورة هذه المنظمات التي ينبغي إيقاف نشاطها فورا أو متابعته متابعة دقيقة .
كما سمحت الدولة بوجود فضاءات تنمي ظاهرة الإلحاد وتغذي الأفكار الخبيثة كالمقاهي التي ظهرت في الفترة الأخيرة ؛ والتي تعد مسرحا لنقاش وإثارة وبث الأفكار اليسارية الإلحادية , ولعل أبرز هذه المقاهي وأذيعها صيتا "المقهى التونسي" الذي مافتئ يفرز شياطين الفكر يوميا .. فظهر المتبرئون من الدين المتفاخرون بعدم انتمائهم لأي دين , وتفاخر البعض بالإلحاد والحيد عن طريق الأجداد ..وتوجوا إلحادهم بالتطاول على جناب المصطفى المجتبى ؛الذي لن ينالوا من التطاول عليه إلى الذل والخزي والعار , فلقد كفاه الله المستهزئين ؛ وشهد له بحسن الخلق وتمامه ؛ وشهد له أعداؤه قبل أصحابه ؛ بأنه الصادق المصدوق ؛ وأنه الرحمة المهداة ؛ مخلص البشرية من أدران الجاهلية وأوضارها ؛ زارع الأخلاق الحميدة ومتمم مكارمها ؛ المساوي بين البشر ؛ ناشر العدالة حميد المقالة الهادي من الضلالة .
وفي الأخير على الدولة أن تراجع ضارب مادة التربية الإسلامية بل يجب عليها أن تجعله مساو لضارب المواد الأساسية ؛ في كل الشعب كي تلهم التلاميذ التركيز عليها وبالتالي حصول ثقافة إسلامية نحن في أمس الحاجة إليها , وعليها أن تسخر طاقاتها المختلفة بدءا بتجنيد العلماء والتركيز على الشباب العارف منهم بأحوال الناس الملامس لفكرهم ؛ كي يبينوا الطريق واضحا ؛ ويتداركوا هذا الشباب الذي بدا انجرافه واضحا جليا بفعل توفر وسائل ذلك على شبكات التواصل ؛ التي يغيب عنها وعليها أثر علمائنا..!!
[email protected] عثمان جدو ـ كاتب وناشط حقوقي