لم يكن الشعب الموريتاني المسلم يتوقع أن موجة الإلحاد والتشكيك في الإسلام ومقدساته ، ستزور ربوعه يوما من الأيام وما ذلك إلا لإيمانه بكمال الدين في الشعب كونه عقيدة "مائة بالمائة " من شعب جمهورية عزَت نفسها للاسلام في خطوتها الأولى نحو الوجود .
لقد زار الإلحاد بلاد شنقيط وعبر أبنائها وفلذات كبدها فكادت تصعق ولم تكد تُبين حيث وقفت عاجزة عن إدراك الدواعي التي جعلت رجالا ونساء منا نعرفهم ويعرفوننا ، يتباهون بالإشهار بالإلحاد والاستهتار بمقدساتنا ، في مشهد صادم كان فيه لسان حال أهل شنقيط قول قوم عيسى عليه السلام لأمه مريم البتول :" وما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا "
لقد زار الالحاد عاصمة اقتصادية ما تزال تلمس طريقها نحو الرقي والازدهار الذي وللأسف ما فتئ شعبنا المحافظ متوجسا منه خوفا من جوالبه والتي من أبرزها التحرر والانفلات من كل القيم ،تلك الهواجس التي عززها هذا المقال المنكر وصاحبه النكرة الذي تبرأ منه القريب قبل البعيد بل إن نفسه التي بين جنبه تنكرت له ولفظته فانهار ولم يجد سوى البكاء بشكل هيستيري عزاء له في زنزانته التي ما من شك أنها تلعنه .
بعد مرور أكثر من أسبوعين على توقيف كاتب المقال المسيئ للمصطفى صلى الله عليه وسلم وما صاحبها من حراك غاضب لامست أيادي المشاركين فيه بوابات القصر الرئاسي في رسالة لم يفهمها أحد من المروجين للإلحاد كما فهمها ساكن القصر الرئاسي نفسه .
بعد كل هذا وذاك تروج معلومات غير رسمية تفيد عن اعتزام السلطات الموريتانية ترحيل صاحب المقال المنكر إلى إحدى الدول الأوربية كملاذ آمن له وبغض النظر عن صحة المعلومات فإني أسأل الكاتب فأقول : أين المفر ؟
ودعوني هنا ألفت أنظار الجميع إلى تجربة أوربا مع إيواء الملحدين والمستهزئين بمقدسات المسلمين وخاصة صاحب كتاب آيات شيطانية الذي أهدر قائد الثورة الإيرانية دمه وهو الكاتب سلمان رشدي وبعد مرور أكثر من ثلاثة عقود ما تزال أوربا تدفع ضريبة إيوائه وتأمينه وسكنه بل وحتى تكاليف التمويهات الضرورية للحفاظ على حياته بعد أن ابتليت به القارة العجوز .
وغير بعيد منا وتحديدا إلى المملكة الإسبانية التي تتحدث مصادر غير رسمية عن ترحيل صاحب المقال المنكر إليها ، فلا تزال المملكة تدفع ضريبة مواطنها المجرم الذي حكم عليه القضاء المغربي بالمؤبد على إثر اغتصابه لقصر على الأراضي المغربية قبل أن يستفيد من عفو ملكي كاد يشعل فتيل ثورة جديدة بالمملكة المغربية حتى رضخ الملك محمد السادس لمطالب مواطنيه لتقوم المملكة الاسبانية بسجنه
فإلى كاتب المقال المنكر ومن لف لفه أقول إن أوربا لم تعد مستعدة لاحتواء من يتنكر لعقيدته بل وحتى من يلفظه شعبه فالدول لها مصالحها الاقتصادية لا يمكنها التفريط بها من أجل مفلسين من كل شيء فأين المفر ؟