اكذب كما تشاء فكلنا للمصطفى صلى الله عليه وسلم فداء / الشيخاني ولد سيدي

altكثر في الآونة الأخيرة تهافت المتهافتين في المسائل الدينية بل العقدية، ما يدعونا للتوقف و إمعان النظر حول هذه الأحداث و التأمل في وتيرتها المتسارعة، فمن كان يتصور أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه من إعلان سيدة موريتانية إلحادها جهارا نهارا على مرأى و مسمع

 من متابعي القضايا  ومتصفحي مواقع التواصل الاجتماعي بل من كان يتصور أن يتجرء شاب موريتاني عاش وتربى  في مجتمع متدين يعشق خير البرية سيدي المصطفى عليه وآله الصلاة والسلام ويعلم أنه لا يتم إيمان امرئ  حتى يكون القدوة صلى الله عليه وسلم أحب إليه من نفسه التي بين جنبيه، كيف يتجرأ هذا المخلوق الغريب على سب خير خلق الله أعظم المخلوقات بل كيف يكذب ويغالي في تلفيق الأكاذيب على سيدي سيد الأولين و الآخرين صلى الله عليه وسلم

ألم يعلم هذا المدعي كذبا أن سيدي محمد صلى الله عليه وسلم أرسل رحمة للعالمين ولافرق عنده بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى ولو كان الأمر غير ذلك لما كان "سلمان منا آل البيت" ولما كان زيد بن حارثة لقب  بزيد بن محمد صلى الله عليه وسلم حين اختار سيدي محمد صلى الله عليه وسلم عن أبيه وعمه الذين جاءا لاصطحابه إلى قومه فوقف النبي صلى الله عليه وسلم حينها على مرأى ومسمع من قريش وقال "اشهدوا ان زيدا ابني ويرثني و أرثه" ولما كان أسامة بن زيد  يلقب "بالحب بن الحب"

أجهل المرتد الكذاب أو تجاهل أن بني قريظة نقضوا عهد الله و رسوله صلى الله عليه وسلم وخانوا الأمانة فنزل فيهم حكم الله من فوق سبع سموات وكان الحكم العدل جل وعلا أجهل المرتد الكذاب أو تجاهل أن حبيبي صلى الله عليه وسلم قاتل قريشا في بدر و غيرها وهم أبناء العمومة فأردى سادتهم دون استخدام للعاطفة

لوكان الدين دين عاطفة لما كان أبو طالب في جهنم و هو من دافع عن ابن أخيه اليتيم صلى الله عليه وسلم ورد عنه كيد قريش وبطشهم، لو كان سيدي محمد صلى الله عليه وسلم عنصريا لما وبخ أبا ذر حين عير بلال بن رباح بأمه بعد وقوع مشادة كلامية بين الصحبيين الجليلين، بلال و أبى ذر في القصة المعروفة التي طرح فيها أبو ذر رأسه في طريق بلال ووضع خده على التراب و قال: "والله يا بلال لا أرفع خدي عن التراب حتى تطأه برجلك أنت الكريم و أنا المهان..." فأخذ بلال يبكي  و اقترب وقبل ذلك الخد ثم قاما و تعانقا وتباكيا  هذا هو التسامح والتفاهم والتعاضد والمحبة هذه هي الخصال الحميدة التي ربى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عليها أصحابه

لو كان الدين قبليا أو جهويا يا جاهل لما كان سلمان الفارسي رضي الله عنه و أرضاه صحبيا جليلا وعم النبي صلى الله عليه وسلم أبو لهب كافرا يصلى نارا ذات لهب ... لو كان الدين بالعاطفة لما صلى النبي صلى الله عليه وسلم على منافق معروف النفاق ولما أجاب نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب حين سأله أتصلي على ابن أبي إنه فعل يوم كذا وكذا فتبسم الرسول صلى الله عليه وسلم وأجابه قائلا:"أخر عني يا عمر" فلما أكثر عليه قال: "إني خيرت فاخترت ولو أعلم أني إن زدت على السبعين يغفر له لزدت عليها" ثم صلى عليه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وانصرف، إنه الرحمة المهداة يا أحمق فكيف تصفه بما وصفته به، ألم تعلم أن الله صرف عنه شتم قريش ولعنهم يشتمون مذمما و يلعنون مذمما وهو محمد صلى الله عليه وسلم ألم تعلم أن شتمك إياه صلى الله عليه وسلم لن يضره و لن ينزل من قيمته لأن الله رفعه فكان قاب قوسين أو أدنى صلى الله عليه وسلم....

ما كان الدين بالعاطفة يا هذا ولن يكون لكن حقدك و خبثك أعمياك عن الحقيقة و أضلاك السبيل فاكذب كما تشاء فكنا ولا زلنا وسنبقى للحبيب صلى الله عليه وسلم فداء أما انت فاخسأ واهنأ بجهنم يسألك خزنتها ألم يأتيك نذير و أرني كيف سيكون ردك حينها؟ 

17. يناير 2014 - 10:45

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا