رغم تعدد صحف والمواقع الألكترونية والمنظمات والأحزاب الموريتانية وأسباب نشأتها اقترن بأسباب وظروف دول الجوار والمحيط الموريتاني بعد النكبة والنكسه 1989، وارتبطت بسياسات واهداف هذه الدول وطبيعة علاقاتها بالموريتانين آنذاك..
وحصلت على الدعم والحماية من حكومات وقادة واحزاب من شتى المنابت والأصول والولاءآت .. الا ان تشكيلها ساهم في تنظيم اوسع شريحه من ابناء الشعب الموريتاني ووجههم باتجاه تحرير العبيد وحماية حقوق الإنسان ومقاومة الاقطاعية والبرزواجية.
رغم التباينات وتعارض ولاءآت الآحزاب والمنظمات المكونه التحرير العبيد والعبيد سابقين .. الا انه وفي مرحلة من مراحل النضال ... كانت الأحزاب و المنظمات أهم المؤسسات الموريتانية .. وكانت بيت الثوار والمناضلون والشرفاء والوطنيون الموريتانيون .. ومن خلال المنظمات المختلفة ضمت كذلك مناضلين أفارقة اجانب.. وكانت النتيجه هي وضع موريتانيا والقضية الموريتانية على اجندة العالم باسره بفعل البطولات والانجازات الثورية التي حققها ثوار التنظيمات والحركات والجبهات فرادى كانوا أم فرق ثورية منظمة.
إلا انه وبعد اوسلوا اللعينه والكابوس فإن دور المنظمه ومكوناتها اصبحت مقيدة وباتجاه واحد، وتبدلت معايير اللعب ومعايير النضال.. حتى انها انقلبت 180 درجه، وتغيرت أساليب نضال بعض الآشخاص والحركات الأعضاء والمؤسسة للمنظمة بسبب وجود اتفاقية سلام غير مكتمله وغير واضحه، وَوُضِعَ النضال والكلاشنكوف على الرف وأكله الصدأ، ولم يعد لنا الا ان نتغنى بالمجد السابق ونعلق صور السبعينيات الفدائية في مكاتبنا وننشر قصص أباؤنا وأمهاتنا وأبناءنا في الأستعباد لتختزل بها النضال الأسطوري، ولتصبح صور الضحايا من الآباء وابناء وقيادات المنظمات والاحزاب شهادات على ثورية أغلبية ابناء لحراطين وزنوج وأقلية من آبناء العرب البربر حتى أولائك الذين ولدوا بعد اوسلو والتي خنثت فينا الرجولة البطوله.
ما بعد اوسلو أصبح الشغل الشاغل للتنظيمات والأحزاب ودورها الأساس هو المحاصصة في السلطة والحكومات والوزارات والمراكز، واثبات الوجود من خلال العضوية في الهيئات والبلديات والشيوخ والبرلمان، والحصول على المخصصات الشهرية من الرئاسة الجمهورية ، وتوظيف أتباعها وعناصرها في الوظائف العامة والمسؤولة والدبلوماسية، طبعاعلى حساب أبناء وكوادر وقيادات المستضعفين كما وصفها العديد من ابناء حركة ايرا الذين كانوا حردانين قبل عقد طبخة السياسية الانتخابات البلدية والتشريعية، وتصور للاسف بعض المنظمات والأحزاب الإنقسام في الأهداف إلي مفهوم دولة مدنية، ويتحدثون علنا ونحمّلهم المسؤولية كاملةً عما آلت إليه أوضاع الشعب الموريتاني و المفاوضات، وتمارس بعضها المعارضة على ما قامت بالموافقة والمشاركة وبالتوقيع عليه، فهي تحمّل النظام المسؤولية وحدها عن مصير هذه المرحلة لتخرج بريئة براءة الذئب من دم يوسف، ونقية كما الثوب الابيض من دنس اوسلو.
لذلك فاسمحوا لي أنْ أسمي بيتي ومنظمتي ( منظمة التحاصص الموريتانية)... لانه واقع وحال المنظمة الحالي ... منظمة الكراسي .. منظمة التوزير .. وبما انها كذلك .. صناعة وخلق التنظيمات جديده، هي متجارة مربحه وخاصة للعاطلين عن العمل لمن يطمع ويطمح بأن يصبح وزيراً، فإن اقصر الطرق هي ان تشكل فصيل وحزب مثل حزب طوال القامة او قصار القامة، او حزب الشعراء او حزب الكرامة، او حتى (حزب لمن ليس له حزب)، المهم ان لا يكون للاحزاب الجديده علاقة بالثورة القانونية او النضال الا بالاسم.. وبذلك فاالمسؤلون عن الأحزاب هم جنرالات بدون ادنى شك، ولا شيئ يخسروه .. فمكاتب الأحزاب الجديدة وموظفيها وحراسها مدفوعة من مخصصات الرئاسة الجمهورية الجاهلية الموريتانية من اموال السلطة،
(عاشت صحف والمواقع الألكترونية والنقابات ومنظمات وأحزاب تحاصص الموريتانية)