شهقة اليائسين بمهرجان ولاتة / محمد المصطفى ولد النُّونُ

altاليوم دانت الأصوات للرئيس فلا تسمع إلا شعر أو نثرا أو هتافا يمدح سيادته ويقدح فيما سواه، كانت تلكم أفواه العابثين القادمين من عاصمة الرماد للتأييد كعادتهم، ولم يثنهم عن ذلكم الحصى الولاتي الذي تذروه الرياح في أفواههم هم المنتبذين منذ ساعات الصباح الأول.

بزغ فجر ولاتة شاحبا هذه المرة على غير عادته، فهموم المواطنين قد أثقلت كاهله إلى أن قال: لا طاقة لي بكم اليوم، فرماها عرض البسيطة بعد أن عرضها على الجبال والتلال فأبين أن يحملنا وأشفقنا منها وحلمها هو عابرا بها خطوطا الظلام كي يلقى سيادته، وما أثناه عن ذلك العجز والوهن و هو الذي بلغ من الكبر عتيا، لو سمع الرئيس نداء أولئك الذي منعوا من الاحتفاء بقدومه لما قدم أصلا بل لما كان هناك مهرجان ولا مدينة ثقافية، تلك التي أسموها مدينة على الورق وهي التي طوتها الرمال كما طوى الانقلاب صفحة من سبقوا.

هناك صوت راح يردد " حرية.. حرية.. " على طول الطابور الذي استقبل الرئيس رأد الضحى، كأني بها رسالة تحمل في طياتها الكثير والكثير، مما لم يفسح لصاحبها المجال لقوله.

ليلة العيد الثقافي كما أريد له كانت القصيدة الهندية حاضرة وبقوة بعد أن أخرجوها من أكوام اللهجات المكدسة عند أبواب الفصل الأول من الدستور ، الذي لو نطق لقال كلاما يعجز عن قوله أبلغ الشعراء والكتاب.

سيادة الرئيس إن الشعب الولاتي يحتاج من يزيح عنه الظلام، ويمسح عن وجهه الرمال التي طمرته، يحتاج من يسقيه شربة ماء بعد أن أفناه العطش، إن الكتب والثقافة لا تطعمنا خبزا ولا تسقينا ماءا والأموال التي تنفق فيها كان حريا بها أن تنفق لتنمية المدينة وتدارك بقاياها التي شيدها الأجداد وتركوها لنا نحن الأبناء كي نصونها ونبنيها، حسب رأي الولاتي، إنه الواقع المرير يعاد مسرحية حية في كل مهرجان فمتى يستعيد الوطن عافيته !!!.  

19. يناير 2014 - 12:05

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا