تفصيح العامية(34) / إسلمو ولد سيدي أحمد

alt*"عَايِرْ"(براء مرققة): مَزَحَ(plaisanter, blaguer). "عَايِرْ" فلانا/ أو "اتْعَايِرْ " معه(faire une blague à qn.): مَزَحَ مَزْحَةً مع فلان. "الْمُعَايَرَه": المَزْحُ(la plaisanterie). وفي العامية المغربية، فلان عَايِرْ فلانا: عَابَهُ. ويقال، في الحسانية: فلان "مَانِ امْعَيّرُه": لا أريد أن أذكر سوءَ حاله، خوفًا مِن أنْ يحدُثَ لي ما حَدَثَ له.

 وهو تعبير فصيح. عَيَّرَ فلانا: نَسَبَهُ إلى العارِ وقَبَّحَ عليهِ فِعلَه. يقال: عَيَّرَه الجَهْلَ/ وعَيَّرَه بالجهلِ. وتَعَايَرُوا: تَعَايَبُوا. وعَيَّرَ بَعضُهم بَعْضًا. وهذا قريب من مفهوم "التْعَايِيرْ" في العاميتيْن، الموريتانية والمغربية. ولعَلَّ المَزْحَ الذي هو: "الْمُعَايَرَهْ" أو "التْعَايِيرْ"، في الحسانية، نوعٌ من القدْحِ غيرِ المباشرِ. وكأنّ الشخص الذي "يُعَايِرْ" آخَرَ، يريد أن ينسبَ إليه العارَ ويُقبِّحَ عليه فِعلَه، بصيغة مبطَّنَةٍ مغلَّفة بالمزْحِ، ليوهمه بأنه غيرُ جادٍّ في قوله.

*فلان"الدَّقَّسْ" في الرمل/ أو الوحل(الطين): دَقَسَ: أوغلت قدماه فيه. وهي كلمة فصيحة. دَقَسَ الوَتِدُ في الأرض يَدْقُسُ دَقْسًا، ودُقوسًا: مَضَى/ نَفَذَ/ دَخَلَ. ويقال: دَقَسَ فلان في الأرض: أَوْغَلَ فيها. و"التِّدْقَاسْ": الدَّقْسُ/ والدُّقُوسُ.

*"التُّرَاخْ" (بضم التاء وبراء مرققة): نوع من التدلُّلِ والتّمنُّعِ تقوم به المرأة تِجاهَ الرّجُلِ لتتأكدَ من استعداده لتلبية رغباتها. يقال: فلانة "تِتْوَرَّخْ"/"تَنْعَتْ اغْلَاهَ". وفي المَثَلِ الحساني: "تُرَاخْ الْمَعْيُوفَه"، يُضرَب للزوجة يعزف عنها زوجها ويعتري علاقتهما نوع من الفتور، وتظل تتمنع وتُكْثِر من الطلبات ومن وضْع الشروط عليه ، وكأنها لا تدري ما يجول في خاطره. وفي الفصحى: وَرِخَ العَجِينُ يَوْرَخ ورَخًا: استرخى لكثرة مائه. وورِخَ المكانُ: الْتَفَّ عُشبُه، فهو وَرِخٌ. وتَوَرَّخَت/ واستورخت الأرضُ: ابتلَّتْ.

*فلان "مُكَلَّبْلُه گيْدُه": مَثَلٌ حسانيّ، يُضرَب للشخص المتحرّر، نوعا مّا،ِ من العادات والتقاليد الاجتماعية وبعض الآداب المَرْعِية، يفعل ما يريد، ويقول ما يشاء"مَاشِ اعْلَ غَرْظُه"، دون أن يشعر بالحَرَجِ. وفي الفصحَى، كَلَّبَ الأَسِيرَ: قَيَّدَه بالكَلْبِ. الْكَلْبُ، بهذا المعنى: كُلُّ مَا وُثِّقَ بِه شيْءٌ، كالحَبْلِ. والكَلْبُ، كما هو معروف: حيوان أهليّ من الفصيلة الكلبية ورتبة اللواحم، فيه سُلالاتٌ كثيرة، تُرَبّى للحِراسةِ، أو للصيْدِ، أو للجَرِّ.

*"عَوِيصْ": يقال، في الحسانية: هذا شيءٌ/ أو أمْرٌ "عَوِيصْ": صَعْب/ عَسِير. وهو تعبير فصيح. عَاصَ الكَلامُ يَعَصُ عَوْصًا: خَفِيَ معناهُ وصَعُبَ فَهْمُه. فهو عَوِيصٌ(difficile à comprendre). وعَوِصَ الأمْرُ والكلامُ يَعَصُ عوصًا: عَاصَ. فهو أَعْوَصُ، وهي عوصاءُ.ج. عُوصٌ. وأعْوَصَ فلان في الكلامِ"گسَّاهْ": أَتَى بالعَوِيصِ منه.

*"امْعَيَّلْ": يقال، في الحسانية: فلان "امْعَيَّلْ": ذو عِيال كثير. وهو تعبير فصيح. عَيَّلَ: كَثُرَ عِيالُه(avoir une nombreuse famille). ورجُل مُعَيَّلٌ: ذو عيالٍ. وعَيِّلُ(ج. عِيال)/ وعِيالُ/ وعَالَةُ الرجُلِ: أهلُ بيتِه الذين يكفلهم(ceux qui sont à la charge d'un homme). وعَيْلَةُ الرجُلِ وعائلته(la famille d'un homme): أُسْرَته. والعَيْلَة(la pauvreté): الفَقْرُ والحاجة. وعَالَ الرجُل يَعِيلُ: افتَقرَ. وأمّا إذا كَثُرَ عيالُه، فيقال فيه: أَعَالَ يَعُولُ. وقد ورد(العائل، والعيلة( في القرآن الكريم: (وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى) 8/ الضحى. (وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً)28/ التوبة.

*"بَوَّهْ": اعْتَانَ. اعْتَانَ القوْمَ/ واعْتَانَ للقومِ: أتَاهم بالخَبَرِ. ويقال: اعْتَانَ لهم منزلا خِصْبًا: ارْتادَه، وهو المعنى المقصود في الحسانية. والرائد(l'explorateur) الذي يَعْتانُ المنزل الخِصبَ، هو:"الْبَوَّاهْ". و"بَوَّاهَانِ"، للتثنية. و"بَوَّاهَ"، للجمع. ومن الألغاز والأحاجي(énigmes)، في الشِّعر الحسانيّ(لِغْنَ)، التي يُختبَر بها الشخص لمعرفة ما إذا كان يقرض الشعر، هذا "الگافْ" "آحْوَيْوِيصْ"(أربع متحركين في كل تافلويت): "مَذْكُورَ بَوَّاهَ لَاهِ تَمْشِ وِاتْبَوَّهْ بِجَاهِ"، حيث يُطلَبُ منه أن يقطّعه"إفَلْوِيهْ" إلى أربع"تِيفِلْوَاتِنْ"، أَيْ: "مَذْكُورَ بَوْ*آهَ لَاهِ* تِمْشِ وِتْبَوْ*وَهْ بِجَاهِ". ومن هذا النوع: "احْلَالَكْ اتَفَلْوِيلِ تِيفِلْوَاتِنْ مِنْتْ أَحْمَدْ كِنْتِ". الحل: "احْلَالَكْ اتْ* فَلْوِيلِ تِ*فِلْوَاتِنْ مِنْتْ* أحْمَدْ كِنْتِ".

*"مِتْقَشْمِ": غَشِيمٌ(inexpérimenté, ignorant): جاهِل بالأمور، كأنه مثل الغاشم، وهو الحاطب بالليل يقطع كل ما قدر عليه بلا نظر ولا فكر( من المحدَث: اللفظ الذي استعمله المحدَثون في العصر الحديث، وشاع في لغة الحياة العامة).

*"لِغْشَ": الغِشاءُ. ج. أغشية./ الغِطاءُ. والغَشاوَة: الغِشاءُ. والغَاشية: الغطاء. وغِلاف القلبِ. والقِيامة.

*"اقْطَصْ" أو "اغْطَصْ": غَطَسَ(plonger). غَطَسَ في الماءِ يَغْطِسُ غَطْسًا: انْغَمَسَ فيهِ. والغَطَّاسُ(le plongeur): مَن حِرفته الغطسُ في الماء ليُخرِجَ منه ما يريد، وهو الغَوَّاصُ. والمَغْطِسُ: موضع الغطسِ في الحمام ونحوه. ج. مَغَاطِسُ. وانْغَطَّ في الماء: انْغَمَس وغَاصَ فيه. وغَطَّ شيئا في الماء(plonger qc. dans l'eau) يَغُطُّه غَطًّا: غَمَسَه فيه(غَمَرَه فيه).

*"غَاوْلْ"، في الحسانية: أَسْرَعَ(se hâter). وعَجَّلَ(accélérer). وهي كلمة فصيحة. غَاوَلَ: بَادَرَ في السير وغيره. وغَاوَلَ الأعْداءَ: بادرهم بالغارة والشَّرِّ.

*"بَاطْنْ الْمَرْفَگْ": الْفَتْخُ: باطِنُ ما بين العَضُدِ والذِّراعِ. ج. فُتُوخٌ. "الْمَرْفَگْ": المَرْفِقُ: مَوْصِلُ الذراع في العضد. ج. مَرافِق.

*"الشِّبْرْ"، في الحسانية، هو: الْفِتْرُ(l'empan) في الفصحى: ما بين طَرَفِ الإبهامِ(le pouce) وطَرَفِ السَّبَّابَةِ(l'index) إذا فتحْتَهُما.ج. أَفْتَارٌ. والشِّبْرُ، في الفصحَى: ما بين طَرَفَي الخِنْصَرِ(l'auriculaire) والإبهام بالتَّفْرِيجِ المُعْتادِ. مذَكَّر. ج. أَشْبَار. وينبغي لنا أن ننتبهَ جيدا لهذا الاختلاف في المعنى، بين العامية(الحسانية) والفصحَى. وشَبَرَ الثوبَ وغيرَه يَشْبُر شَبْرًا: قاسَه بِشِبْره. وشَبَّرَ الثوبَ وغيرَه: شَبَرَه. ويستعمل هذا التعبير نفسُه"شَبَّرْ"(براء مرققة) في الحسانية. وتأتي "شَبَّرْ"، في الحسانية، بمعنى: جَرَّبَ/ وقَاسَ/ واخْتَبَرَ. يقال: "شَبِّرْ" هذه الملابس وخذ منها ما هو على مَقاسك. أو "شَبِّرْ" هذا الحِذاءَ، إلخ.

*"اتْفَاتْنُ": يقال، في الحسانية: فلان "اتْفَاتِنْ" مع فلان، أو الفلانيون "اتْفَاتْنُ". والتعبيران فصيحان. تَفَاتَنَ الرِّجالُ: تَحَارَبوا ووقعوا في فِتنَة.

*"الزَّدَّحْ": فَجْفَجَ: فَخَرَ بما ليسَ عنده. فهو فَجْفَاجٌ، وفُجَافِجٌ"زَدَّاحْ".

*"أَفْجَحْ": أَفْحَجُ. فَحِجَ يَفْحَجُ فَحَجًا: تَدَانَتْ صدور قدميْهِ وتَباعَدت عَقِباه. فهو أَفَحَجُ، وهي فَحْجَاءُ. ج. فُحْجٌ. وأَفْحَجَ حَلُوبَتَهُ: وسَّعَ ما بين رٍجْلَيْها لِيَحْلُبَها. وفَحَّجَ رِجْلَيْهِ: وسَّعَ ما بينهما. وانْفَحَجَتْ سَاقاهُ: انْفَرَجَتَا.

*"لِحْمُومْ": الْحُمَمُ: الفَحْمُ. وكل ما احترق من النار. واحِدَته: حُمَمَة"احْمُومَه". والفَحْم/ والفَحَم: مادة سوداءُ ذات مسام تَتَخَلَّف من إحراق الخشب والعِظامِ ونحوِهما إحْراقًا جُزئيًّا. ج. فِحَامُ، وفُحُومٌ. والفحم النباتيّ: ما تخلَّف من إحراق النبات خاصة. والفحم الحَجَرِيّ: معدن أسود بَرَّاق أو ضارِب إلى السواد تَكَوَّنَ مِن مَوَادَّ نباتيةٍ في جوف الأرض خِلالَ عصور متطاولة.

*"الْفَيْشْ"، في الحسانية: التّفاخُر بأشياء غير حقيقية في الغالب. يقال: فلان"يِتْفَايِشْ" مع فلان: يدعي/ يزعُم كل منهما أنه يملك ما لا يملكه الآخَر، أو أنّ ما عنده أفضل ممّا عند الآخَر. وفي الفصحَى: فَاشَ الرجُل يَفِيش فَيْشًا: افتخرَ وتَكَبَّرَ ولا شيْءَ عنده. وفَايَشَ فلانا: فَاخَرَه بغير حق. وتَفَايَشَ القوْمُ: تفاخروا وتكاثروا ادِّعاءً. والفيَّاش: المُكاثِرُ بما ليس عنده.

*"الْفَخْظْ": الفَخْذ/ الفَخِذ(la cuisse): ما فوق الرُّكبة إلى الوَرِك(مؤنَّثة). وفي العَشِيرة/ القبيلة: إحدَى فصائل البطن(مذكَّر). ج. أفخاذ.

*"الْفَخْفَخَه": أو "التْفَخْفِيخْ"، في الحسانية: الفَخْر المُتجسِّد في نوع من الإسراف في المصروفات،والمبالغة في ذلك، بطريقة غير متوازنة، وغير متناسقة مع ظروف الشخص المادية. والفَخْفَخَة، في الفصحَى: الفَخْرُ بغيرِ حقّ. وصوت القِرْطَاسِ أو الثوب الجديد حين الحركة"التْفَرْكِيكْ".

*"فَدْفَدْ"(بفاء مفخمة): يقال، في الحسانية: "فَدْفَدْ" بثوبه: مَدَّه في كل اتجاه، بحيث يبدو الشخص أكبر من حجمه الطبيعيّ، ويسهل ذلك إذا كان الثوب جديدا. وفَدْفَدَ، في الفصحى: عَلَا صوتُه. واشتدّ وطؤُه فوق الأرض مَرَحًا ونَشاطًا. والفَدْفَدَة" التْفَرْكِيكْ": صوت كالحفِيفِ. وهذا المعنى قريب من نظِيرِه في الحسانية، ممّا يعني أنّ التعبير الحسانيّ تعبير عربيّ فصيح.

*"فَرْتَكْ" و "اتْفَرْتَكْ"(بفاء مفخمة وراء مرققة): فَرْتَكَ: مَشَى مُتَقارِبَ الخُطَا. وفَرْتَكَ الشيْءَ: فَتَّتَه مثل الذّرّ. وفَرْتَكَ النسِيجَ ونحَوَه: نَقَضَه وأَفْسَده. وفَرْتَنَ: مَشَى متقارِبَ الخُطَا. وفَرْتَنَ في كلامه: شَقَّقَه وأكْثَرَ منه، ولعلّ "الْفَرْتُونَه"(براء مرققة)، في الحسانية"أي "الدَّيْگهْ" مأخوذة من مادة(فرتن)، لما يرافقها(أي الفرتونه) من كلام كثير ومتشعّب ومرتفع في غالب الأحيان.

*"الْفَرَاصَه": الفِرَاسَة(perspicacité): المهارة في تعرُّف بواطن الأمور من ظواهرها. وفي الحديث الشريف: (اتقوا فِراسة المؤمن فإنَّه ينظر بنور الله). والرأي المبنيّ على التَّفَرُّسِ: يقال: فِراسَتِي في فلان الصَّلَاحُ. 

19. يناير 2014 - 12:11

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا