عذرا رسول الله / عبد الله ولد يسلم

في الأشهر الماضية طالعنا شخص تستحي البشرية من إنتمائه لها بما اتفق بعضنا على أنه مقال يسيئ لجناب النبوة وخلال تتبعي لتلك الكلمات المتناثرة أدركت بما لايدع مجالا للشك أن قتلة عمر وعثمان وعلي وعمر بن عبدالعزيز وفيصل بن عبد العزيز لازالوا أحياء بتنظيمهم السري وبعقلية إنتقامهم من سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم.

قد يتسائل البعض عن سبب الخلط بين هذه الأسماء التي تختلف أزمنتها وتختلف سبب وفياتها؟.

فأجيب السائلين أن قاتل عمر بن الخطاب لم يكن فردا واحدا قرر الإنتقام لعرش أجداده وإنما كانت جماعة إمتلئت قلوبها حقدا على هذا الإسلام الذي دخل بعدله كل بيت، وملك قلوب العباد بالحكمة والموعظة الحسنة قبل أن يحوزهم بالسيف ويرغمهم على الدخول تحت رايته .

نفس الجماعة التي إتخذت من عدواة الإسلام والحقد على مريده مشعلها، ومنير طريقها، تجتمع ذات ليلة في غفوة من الزمن، وفي لحظة حاسمة من تاريخ أمتنا، فتتسلل إلى أمير المؤمنين عثمان ذي النورين لتقتله فينال الشهادة والفوز عند لقائه ربه.

تتغير مسميات الجماعة والهدف واحد هو القضاء على هذا الدين والنيل منه ماوسعهم ذلك، ويمضي زمن سالت فيه الكثير من دماء المسلمين يقرر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قراره الشجاع بوقف تلك الحرب فتكون سيوف الجماعة أقرب إلى نحر أبي السبطين رضي الله عنه ويمضي شهيدا في ركب شهداء الإسلام الذين قتلتهم أيادي الحقد على هذا الدين.

تجتمع كلمة المسلمين على رجل منهم يوحد الكلمة ويعيد الجهاد فاتحا مدن وقرى تلك الجماعة الضالة، فيدب فيها الحقد وتشتعل نار الكراهية على رسول الهدى صلى الله عليه وسلم وهو يبشر المسلمين قائلا:(ليبلغن هذا الدين مابلغ الليل والنهار ....) فتتحرك جيوش الكفر لتطفأنور الله ـ وهيهات ـ متخذة من السم هذه المرة سلاحا لقتل خامس خلفاء المسلمين وهو يعيد لهذه الأمة أمجادا حفرت في ذاكرة التاريخ.

تتسارع حلقات مسلسل الحقد الدفين  المملوء بالكراهية على دين جعل معتنقيه يلقون خلف ظهورهم أي مكسب دنيوي جاعلين ماعندالله خير وأبقى.

يأتي عام 1973 والحرب بين الكفر والإسلام ـ وإن إختلفت النيات ـ على أوجها والملك فيصل رحمه الله يدخل سلاحا جديدا على تلك الحرب فيقرر وقف ضخ البتيرول، فتتحرك تلك الجماعة التي أتخذت شكل دول ومنظمات لثني الرجل ـ وهي تعلم أن مثله خطر على مشروعهاـ ، مهددة تارة ومحابية تارة أخرى فتنطلق كلمة الرجل المشهورة إجابة لمطلب عضو الجماعة ومبعوثها "كسنجر" قائلا:وهو يشترط زوال إسرائيل

( وأنا رجل طاعن في السن، وأمنيتي أن أصلي ركعتين في المسجد الأقصى قبل أن أموت،فهل تساعدني على تحقيق هذه الأمنية ).

ساعتها علمت تلك الجماعة أن لامفرلها من استعمال سلاح تعودت عليه في مثل هذه الحالات.

في منتبذنا القصي وبعد مرور عشرات السنين على دخول تلك الجماعة أرض الموحدين مستخدمين كل أسلحتهم لم يفلحوا في ثني رجل واحد ولا إمرة ـ ولاحتى صبي ـ عن دينه الذي اتخذه منهجا وطريقا يسلكه حتى لقاء ربه ، غير أن تلك الجماعة ظلت تتربص بهذا المجتمع الدوائر وتتحين الفرص للقضاء على هذا الدين فتتخذ من إبتعادنا عن منهجه وتركنا لأوامره ونواهيه نقطة عبورها ومعبر دخولها.

فتجد في إبتعاد شبابنا عن المساجد ضالتها المنشودة وفي تقاعس شيوخنا وتهافت نسائنا على حطام الدنيا أسهل طريق للقضاء على هذه الأمة.

عذرا رسول الله

من المنتبذ القصي تأتي الطعنة ومنه يتحقق الحلم في أمة لم يجد من كان ينتمي لها غيرك ليوجه له سهام الحقد والكراهية.

عذرا رسول الله

فلو قرؤوا عنك مافعلوها،ولو وجدوا عدل الإسلام مارضوا بغيره دينا.

عذرا رسول الله

نحن من أسئنا لأنفسنا حين تركنا ديننا وأبتعدنا عن منهاجه السليم يوم تركتنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها .

عليك الصلاة والسلام

27. يناير 2014 - 17:59

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا