دعوة في غير محلها / سيد أحمد ولد دحان

تم استدعاء الشباب عبر موقع انترنت محسوب على الرئاسة للتسجيل من أجل الحديث إلى رئيس الجمهورية وهي لا شك فكرة جيدة. إلا أنه علينا أن نذكر الداعي بالمسائل التالية من أجل أن يحضر نفسه للقاء:

إن الشباب في الجامعات في الداخل وفي الخارج وفي الثانويات والأرياف يعاني الأمرين  وكلما طالب بتحسين ظروفه جوبه إما بآلة القمع والتنكيل وإما بالنسيان والإهمال فكيف تظنونهم فاعلون بدعوتكم يا سيادة الرئيس إذا لم تكونوا أعددتم لمشاكلمهم الحلول؟

إن البطالة قد وصلت 32 في المائة سنة 2008 وقد أوضحت وزارة التشغيل حينها أنه في كل سنة ينضاف إلى مخزون العاطلين  50 ألف عاطل جديد لا تستطيع الدولة والقطاع الخاص والقطاع غير المصنف امتصاص أكثر من 25 ألف منهم ليتم باضطراد تزايد النسبة دون توقف.  فلم نسمع عن مشروع جديد اكتتب 25 ألف عامل في سنة أو سنتين أو حتى خمسة فهل لديكم جديد تقولونه للعاطلين عن العمل؟ وما الحاجة إلى تسجيل بيانات وهواتف العاطلين الشباب من جديد وهي محفوطة أصلا في قواعد بيانات  اللجنة الوطنية  للمسابقات؟ أو ليست الدولة جسما واحدا؟

لقد استنهضتم يا سيادة الرئيس  همم الشباب في مستهل الربيع العربي وشجعتم انخراطهم في أحزاب كان من أبرزها حزب الحراك. وكان تطلع الكثيرين منهم واهمين إلى التعيين من خلال  تأييدهم لبرنامجكم والانخراط في العمل "الوطني" فلم نشاهد سوى تعيينات محدودة  جدا على مستوى الصرف الصحي الغائب والثقافة المغيبة وكان اختيار الشباب فيهما إما  على أسس قبلية أو لمن يستجيب دون خجل لفرض رؤيتكم في كل القرارات الداخلية ومنها الترشحات  من غير الشباب. فهل أعددتم خارطة تعيينات للشباب؟ أم أنكم تفكرون في اقتراح مرشح رئاسي شاب بدلا من ترشحكم الشخصي؟

سيدي الرئيس لا حاجة لكم في الشباب فأنتم لا تحتاجون أصلا لأحد، جئتم بانقلاب وفرضتم نفسكم على الشعب وأرسلتم وزراءكم لتهديده فهل تنتظرون من الشباب قبول الواقع وتسويقه. هل تعلمون أن الشباب بطبعه مثالي وذو طموح كبير؟ فكيف يفهم لغتكم إلا متملقا؟ لماذا تصرون على خلق نخبة متملقة حتى من الشباب؟

نفهم هذا اللقاء وكأنه الاطلاع على مشاكل الشباب واهتماماته وطلباته بهدف تأييد ترشيحكم في الرئاسيات القادمة. لذا نقول وبكل صراحة أن من لم يهتم بالشباب خلال خمس سنين ومن لا يواكب الشباب الذي أتاح الفيس فوك والانترنت فرصة كبيرة لمعرفة مشاكله وطموحاته عليه أن يستر نفسه ولا يدعو الشباب إلا إذا كان لديه جديد.

 

[email protected]

29. يناير 2014 - 0:00

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا