مركز السفير ينظم ندوة بعنوان "تنمية المدن والنفاذ إلى الخدمات"

نظّم مركز السفير للاستشارات والإعلام والعلاقات العامة، مساء اليوم في نواكشوط، ندوة بعنوان: "تنمية المدن والنفاذ إلى الخدمات"، أنعشها جمع من الدكاترة والباحثين والسياسيين والإعلاميين، ناقشوا مستقبل التخطيط الحضري والتحديات المطروحة في مجال تطوير البنية التحتية، وكيفية تحسين الخدمات العامة، حيث يأمل المركز أن تسهم النقاشات في الخروج بتوصيات تدعم رؤية متكاملة لتنمية المدن في البلاد.

استُهِلَّت الندوة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، عقبتها كلمة افتتاحية لرئيس مركز السفير، الإعلامي محمد عبد الرحمن ولد الزوين، عبّر فيها عن تشرفه بحضور هذه الكوكبة من الأطر والفاعلين، بهدف مناقشة قضايا مهمة يعيشها البلد حاليًا، لا سيّما في مجالات التنمية والعمران والبنية التحتية، شاكرًا للحاضرين تلبية الدعوة رغم المشاغل الجمّة، ومتمنيًا أن تكون هذه الندوة فاتحةَ نقاشٍ مسؤول وبنّاء، يهدف إلى إنارة الرأي العام الوطني حول أهمية تنمية المدن والحفاظ على المكتسبات.

بعد ذلك، انطلقت الجلسة الأولى من الندوة، التي تناولت موضوع: "عصرنة المدن والنفاذ إلى الخدمات.. الخلفيات والأهداف والنطاق"، مع الدكتور الناني ولد المامي، الذي استعرض بعض الأطروحات المعدّة في هذا المجال، مُسقِطًا إيّاها على واقع البلد، قائلًا إن مدن العالم تحتضن أكثر من نصف السكان، وإن التوقعات تشير إلى تزايد هذا العدد، مرجّحة أن يصل إلى 68% في عام 2025.

الدكتور الناني تطرق في عرضه لبعض الجوانب السلبية داخل المدن، قائلًا إنها مسؤولة عن 70% من النفايات في العالم، وتستهلك حوالي 80% من الطاقة، ما يؤشّر على وجود توسع حضري سريع وهائل.

وقد أسهب المحاضر في حديثه عن عصرنة المدن من حيث المعنى والمقاصد والأهداف، والاستراتيجيات الرامية إلى أنسنتها، وذلك من خلال الاسترشاد بما تقوم به الحكومة الموريتانية اليوم منذ اعتمادها برامج لعصرنة المدن.

أما الجلسة الثانية، فتناولت "شرح الرؤية التنموية الكامنة وراء مشروع العصرنة، وأبعاده الوطنية والاقتصادية"، مع الدكتورة فاطمة بنت اخليفه، التي بدأت بالتنويه إلى أنه وفي ظل التحديات التي تواجه الدول النامية تبرز الحاجة الماسّة إلى إنشاء مشاريع وطنية كبرى، تنقل الدول من طور التسيير التقليدي إلى مرحلة الدولة الحديثة، مبينة أن من بين هذه المشاريع "مشروع العصرنة"، الذي اعتبرته رؤية طموحة للحكومة الموريتانية.

المحاضرة تحدثت بالتفصيل عن ماهية مشروع العصرنة وأبعاده الاقتصادية والوطنية، والتحديات التي قد تواجه تجسيده، خاتمة ببعض التوصيات التي ترى أنها ستُسهم في مواجهة تلك التحديات، منها تحسين المناخ الاقتصادي وتأهيل الموارد البشرية.

كما تناولت الجلسة الثالثة "دور الإعلام في إبراز مكونات مشروع العصرنة"، مع الصحفي الهيبة الشيخ سيداتي، الذي بدأ بالإشارة إلى مشكلة الصرف الصحي، قائلًا إن السياسة العمرانية مُشتَّتة.

مضيفًا أن هناك مشاكل بنيوية تقتضي الوقوف عندها وتصحيحها في قطاعات مختلفة، مشددًا على وجود معضلة تتمثل في غياب الرؤى طويلة المدى، داعيًا إلى إعداد أسس سليمة ومعاصرة للمدن.

وقد تم التعقيب على الجلسات من طرف دكاترة وباحثين وسياسيين وإعلاميين، قدّموا مقترحات يرون أنها ضرورية من أجل تنمية المدن، وتمكين المواطن من النفاذ إلى الخدمات الأساسية على الوجه المطلوب.

2. يونيو 2025 - 23:14

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا