حظا سعيدا لبيرامه ولمن يترشح للرئاسة بمنافسة سياسية شريفة, ونحن بحاجة ماسة الى ذلك حين تتعاقب الأجيال والأجناس على الكرسي المتحرك في فترة يسمح القانون والظروف بها.
وفي هذا الإطار لن أكرر خطاب السيد: الرئيس المختار ولد داداه رحمه الله أمام الجمعية الفرنسية في أربعينات القرن الماضي قائلا: في الوقت الذي تسمح لنا فرنسا بالتعبير بحرية....إلخ, وإنما أقول : في الوقت الذي يسمح المجتمع الموريتاني, ودستوره بترشح الجميع أتمنى النجاح لبيرامه. ليس لتغيير ظروف لحراطين فحسب, وإنما لأجد كذلك إجابات لأسئلة تدور في خواطر العامة من الناس, الذين يحمل الكاتب دائما مسؤولية النيابة عنهم أحيانا, ويتحمل الشتم والقذف أحيانا أخرى, وليس ذلك علينا بجديد.
ومن هذه التساؤلات على سبيل المثال: هل سيكون بيرامه رئيسا للجمهورية الإسلامية الموريتانية؟ أم رئيسا لنا نحن لحراطين ونحن فقط؟ وهل يكفي أن نكون ناشطين حقوقيين حتى نكسب ثقة الجميع؟ أو هل حكم على معظم الدول الإفريقية أن لا يحكمها إلا حقوقي, أو صاحب بدلة عسكرية ؟.
وإذا كان البعض يشبه السيد بيرامه بمندلا كمناضل, فهل لإفريقيا مندلات لايترأس أحدهم إلا بعد تقاعد أو رحيل الآخر؟ الشيئ الذي ربما حال دون نجاح الرئيس مسعود ولد بلخير عميد هؤلاء المندلات أطال الله في عمره الذي ترشح رافع الرأس في ظل حياة مندلا الكبير,الذي استحق تسامحه وضمه للجميع شهادة نوبل للسلام. وربما يستفيد بيرامه من تقاعد الرئيس مسعود ريثما يجد جديد, خاصة بعد فوز السيد: محمد ولد أبيليل برآسة الجمعية الوطنية و الذي أهنأ بالمناسبة ومبروك للحراطين.
تساؤلات كثيرة منها ما يحلني الى ميثاق لحراطين (أمنين جه الموجب) وهو الذي يحمل في طياته معظم أطر هذه الشريحة ومفكريها, وهمش أو تناسى الذين وضعوا مبادءه مجموعة من هذه الشريحة تعتز بالإنتماء إليها, و لا ولن تتنازل عن حقوقها ومكانتها بين صفوف إخوتها لمجرد اعتقاد هؤلاء أنها لا تقاسمهم المشاعر والنضال, أو لتمسكها بالوحدة وجعل أمن الوطن فوق كل الاعتبارات, أو لأن الحرطاني حسب اعتقادهم هو من يدور حول بيرامه, أو يمسح الطريق أمام جماعة الحر المتمسكة بالفكر أو المتخلية عنه, وأن غيرهؤلاء تابع بهذه أو بتلك لما يسمونه البيظان. حتى وإن كانت صحيفته بيضاء, ولا ناقة له ولا جمل فيما يعتبرونه تحالفات ضدهم.
وفي االعادة يعتمد المترشح على ضمانات كثيرا ما تكون وراء دوافع وأسباب ترشحه منها أساسا مطالبة البعض له بذلك – كما ذكر بيرامه - فيما يعرف عندنا بأن الأعمى إذا طلب منك الرمي بالحجارة فهو وافق على حجرة. الشيئ الذي جعل البعض يعيد كرة التساؤل: هل بيرامه هو مرشح ميثاق لحراطين عن بينة, أم كل إيناء بالذي فيه ينضح؟
د. بتار ولد العربي
أستاذ بجامعة نواكشوط