
إن فوز مرشح بلادنا برئاسة مجموعة البنك الافريقي للتنمية، إنجاز دبلوماسي جديد يعكس المكانة المتنامية لموريتانيا خلال السنوات الأخيرة على الساحة الإفريقية والدولية، ويأتي تتويجًا للجهود المتواصلة التي بذلها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني من أجل تمثيل أفضل للكفاءات الموريتانية، وحرصه على إبراز صورة موريتانيا الحديثة والفاعلة، وتكريس ثقة الشركاء في الخبرات الوطنية.
إن فخامة رئيس الجمهورية، قاد بنفسه تحركات دبلوماسية نشطة، للدفاع عن حظوظ المرشح في هذا السباق، مستثمرا في ذلك علاقاته المتميزة مع دول القارة الأعضاء في مجموعة البنك الإفريقي للتنمية، وكذلك مع البلدان الأعضاء من خارج القارة، وقام باتصالات رفيعة المستوى مع قادة الدول الإفريقية، والدولية المعنية، بهدف حشد التأييد، وكان التجاوب سريعا معه، معرفة منهم بأن تحركاته لم تكن من أجل شخص المرشح، بل من أجل قارة بأكملها.
وبالنسبة لنا كموريتانيين فإن المتابعة الدقيقة لرئيس الجمهورية من خلال تشكيله للجان تنسق حملة المرشح، وكذلك متابعته المباشرة لعملية الاقتراع، هي مسحة وطنية أراد من خلالها أن يكون هذا المنصب رفيع المستوى الذي يشكل الفوز به دفعة قوية لمكانة البلاد في المنظمات المالية الإفريقية، ويساهم في تعزيز التعاون الاقتصادي بين موريتانيا ومجموعة البنك الإفريقي للتنمية، ويمثل محطة جديدة في مسيرة موريتانيا نحو التمكين الدبلوماسي والإقليمي، ويجسد رؤية فخامة رئيس الجمهورية، التي تتجلى في تعزيز حضور موريتانيا على الساحة الإقليمية والدولية، من خلال دعم الكفاءات الوطنية وتوجيهها نحو مراكز القرار في المؤسسات المالية الدولية.
إن المكانة الجديدة لموريتانيا، والحضور القوي لها في المحافل القارية والدولية، جاء بعد تحركات مدروسة، حيث كان من أولويات الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، منذ توليه رئاسة البلاد في أغسطس 2019، تعزيز مكانة موريتانيا على الساحة الدولية، مع التركيز على القضايا الإفريقية والعالمية ذات الأولوية، وسوف أتحدث باختصار عن بعض محطات التميز التي قادها رئيس الجمهورية منذ توليه رئاسة الاتحاد الافريقي.
في فبراير من عام 2024، تولت موريتانيا رئاسة الاتحاد الإفريقي، حيث قاد رئيس الجمهورية جهودًا لتعزيز التعاون بين الدول الإفريقية، ومن أبرز إنجازاته خلال تلك المأمورية، تحقيق تمويل ميسر بقيمة 100 مليار دولار لدعم التنمية في القارة، ودعم إصلاح النظام المالي الدولي بما يحقق العدالة للبلدان الإفريقية، ودعوته إلى إصلاح مجلس الأمن الدولي لضمان تمثيل عادل لإفريقيا، ودعوته في قمة مجموعة بريكس (أكتوبر 2024 - روسيا) إلى ضرورة دعم إفريقيا للحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي، وتمكن افريقيا خلال قمة مجموعة العشرين (نوفمبر 2024 - ريو دي جانيرو)، من الحصول على عضوية دائمة في المجموعة، مما يعزز حضورها الدولي، ودعوته في قمة الأمم المتحدة لمستقبل العالم (سبتمبر 2024 - نيويورك) إلى العمل على إصلاح منظومة التعاون الدولي وتجديد الثقة في أهداف التنمية المستدامة، ومطالبته في قمة التعاون بين إفريقيا وكوريا (يونيو 2024 - سيول)، إلى شراكة قائمة على الاحترام المتبادل والتضامن.
كما دعا فخامة رئيس الجمهورية في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (سبتمبر 2024)، إلى ضرورة إصلاح قواعد الحكامة الدولية السياسية والمالية” لجعلها أكثر عدلاً وتوازناً، وتكثيف التعاون متعدد الأطراف لمواجهة التحديات العالمية، ومكافحة التغير المناخي وتعزيز الطاقة المتجددة، ودعم قضايا السلام والاستقرار في المنطقة العربية، بما في ذلك فلسطين وسوريا وليبيا والسودان واليمن، كما ركز على قضايا البيئة، حيث في أكثر من مناسبة إلى تقليل الانبعاثات الكربونية وتعزيز استخدام الطاقة المتجددة، ودعم مبادرة “السور الأخضر الكبير” لمكافحة التصحر في منطقة الساحل، كما أطلق برنامجًا لتطوير الهيدروجين الأخضر كجزء من جهود التنمية المستدامة.