خصال يشترط توفرها في وزير التعليم القادم / عثمان جدو

لايختلف اثنان ؛على أن قطاع التعليم من الأهمية بمكان ؛إن لم يكن القطاع الأهم ؛ من بين كل القطاعات الحكومية ؛ فبه يستقيم الحاضر ويزدهر المستقبل ؛ وبه يكيف النشأ ؛ ويرسم مستقبل الدولة ؛ وتحدد الآلية الضامنة لمستقبل زاهر للبشرية .. إذ لاوجود لتقدم أي أمة ولا أثر لبقائها إلا بالتقدم العلمي ,وإسقاط مسلماته على الحياة بشتى أبعادها.

ولما كان التعليم بهذه الأهمية وعلو الدرجة؛صار من اللازم تركيز العناية والاهتمام بكفاءة وإيجابية من يتولون إدارة شؤونه ؛وتنفيذ قراراته ؛فلابد لهؤلاء من شروط وخصائص ؛ من قبيل النزاهة والوطنية والكفاءة ووضوح الرؤية ؛ ولعل أبرز شخصيات القطاع التي يشترط توفر هذه الصفات فيهم ؛هو شخص الوزيرالذي يعد الهرم الأعلى في القطاع ,هذا بالإضافة إلى بعض الخصائص والمميزات الأخرى والتى لا تقل أهمية ؛ ومن أبرزها : ـ أن يكون من أهل القطاع العارفين به ؛ المطلعين على الخفايا التي تدور في أروقة الوزارة ؛ أيام التحويلات من تدخلات وعطاءات ورشاوي .. تتسم عادة بخرق كل القوانين التنظيمية ؛ إذ أن أقدمية عشر سنوات مثلا لاعبرة بها ؛ ولاتساوي شيئا أمام أقدمية سنتين فقط إذا دفع صاحبها للسماسرة أكثر ..!!

ـ عليه أن يكون مدركا للفوضى التي تصاحب أيام الدراسة من منح لمذكرات تحويل فردية يومية ؛ على معيار القرابة والانتماء السياسي ؛ والتي بلغت ذروتها هذا العام !!

ـ يجب على الوزير القادم ؛أن يكون قادرا على كشف ماتسلكه الميزانيات المخصصة لإدارت قطاعه ؛ من سرقة وتقاسم مبني على المحاصصة والتفاهم.

ـ عليه أن يدرك حجم التلاعب بأعداد التلاميذ بدءا بالمناطق النائية ؛ تبعا للاستفادة من حجم الكفالات المدرسية ؛ وبقاء مدرسة آل فلان مفتوحة ؛ رغم افتقارها لمقومات ذلك؛وانتهاء بتلاعب خلية الإحصاء المركزية الضالعة هي الأخرى بتسترها على ذلك!!

ـ وعليه أن لايكون كسابقيه في الاشتهار بالكذب والمماطلة ؛والظهور عبر وسائل الإعلام ؛ وإعلان أشياء لاتتحقق في أوقاتها بل لاتتحقق مطلقا.

ـ عليه أن لا يجعل من قضية العقدويين المحليين قضية سياسية ؛ يكسب بها ود آل فلان أوجماعة علان من أجل الحصول على الأصوات ؛دون الاكتراث بمصائر الأطفال ؛الأمانة الكبرى في عنقه ؛ والذخيرة الأهم ؛والمقدرات الحقيقية لبقاء وسلامة ونجاح المجتمع والدولة ,وعليه أن يدرك أن قضية هؤلاء العقدويين لا تستقيم إلا بجهد جهيد ؛ وتسخير تام لإدارة التكوين المستمر المقصرة ..!! وإجراء تكوينات متتالية ومركزة ؛قد تجعل من هذه المجموعة ما يراهن عليه في المستقبل لإنعاش التعليم وتجديد دمائه .

ـ عليه أن يكون على علم تام بخبث المنظمات التبشيرية التنصيرية ؛ وحجم خطورتها على مسار التعليم ,وعليه أن يكون مدركا تمام الإدراك لعدم جدوائية البعثات ؛التي ترسل دوما من أجل المعاينة والتفتيش ؛وتدقيق المعلومات إذ أنه لا يحصل شيء من هذه الأهداف ؛المحددة والمرسومة لهذه  البعثات,لأنها باختصار لا تعاين التلاميذ مثلا ولا المعدات؛وتكتفي بالمقدم إليها شفويا؛والذي لا يختلف بطبيعة الحال عن المقدم إلى الإدارات الجهوية سلفا؛في تقارير مكتوبة ..إذا ماالهدف ؟ وماالنتيجة؟

وفي الختام على الوزير القادم وباختصارشديد إذا كان رجلا أن يكون "نبغوه" وإذا كان امرأة فلتكن "نبغوه"

ـ عثمان جدو كاتب وناشط حقوقي [email protected]

2. فبراير 2014 - 23:09

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا