لاشك ان الجنرال محمد ولد عبد العزيز كان حاذقا وذكي حينما استخدم شعارات براقة ورنانة طالما لهف المواطن الموريتاني الى ان يراها جلية للعيان وبالتالي سار خلف الأمل المنشود إلا انه وبالرغم من توعد الجنرال الجازم انذاك بأن يحقق ماعجز عنه الأوائل ممن سبقوه وبأن يجعل من موريتانيا الجديدة دبي
اخرى وعاصمة للصحراء ثانية إلا ان التجربة اثبتت ان الشعارات كلما علت وتكاثرت انحدرت قيمتها في واقع الناس وفعلا هذا مايظهر جليا في واقعنا اليوم اذ انه وبالرغم من مضي قرابة الخمس سنوات من حكم ورئاسة الجنرال محمد ولد عبد العزيز للدولة الفتية كما يصفها.
وبالرغم كذلك من الحملة الاعلامية التي صاحبت ترشحه من اصلاح وتغيير والحد من وطأة الفساد والمفسدين لم يطرأ شيئ مغايرفي موريتانيا ولم تتغير حالتها سوى من سيئ الى اسوء ذلك لأن الفساد اضحى مستشريا في كافة المجالات والقطاعات العامة والخاصة اذ لم تعد تجلياته خافية على كل ذي بصيرة وعقل هذا وان كان التعتيم على الامور يلف جل الصفقات التي يقام بها باسم البلد، ولم يعد سرا كذلك ماوصلت اليه
وضعية المواطن من تردي وتقاعس فاق التصور ان الحقيقة الناصعة تتجلى في ان البلاد ومستقبلها باتى على كف عفريت فالاقتصاد والصحة والتعليم والاستثمار وغيرها كلها قطاعات امست مهددة ويلفها الخطر المحدق واذا كانت مسرحية لقاء الشعب الأخير في النعمة قد طمأنت في حد تها ظن البعض من الواهمين الاانها ثارت تساؤلات البعض الآخر والكثيرين ممن باتوا يتخوفون من مصير هذه البلاد الذي بات يوحي بالكثير الكثير، البلاد التي لاقت من ابنائها وفلذة الاكباد ما لم يلقاه عدو من عدوه، فموريتانيا هي في نظر كل مقبل جديد على الكرسي فريسة اسد او بالاحرى مجرد قطعة كعكة يتم تقاسمها حسب المصالح والمنفعة ، قيل بالامس القريب واليوم يقال ان البرنامج الانتخابي الذي طرحه الجنرال محمد ولد عبد العزير ابان رئاسيات 2009 كمشروع للنهضة والرقي بالامة ( موريتانيا الجديدة) قد تحقق منه مايزيد على النصف أي قرابة %70 ، وانا اتساءل هنا واذ تنتابني القشعريرة من سماع مثل هذا القول واذ ارى ابناء بلدي بمثقفيهم ودكاترتهم واصحاب التجارب المختلفة يضحك على ذقونهم دون ما شعور ودون ما خجل ، فكيف لبرنامج يحمل في طياته فكرا طموحا بهذا القدر ونهضة اقتصادية وثقافية وعمرانية عملاقة ينتهي به المئال والمطاف على ارصفة نواكشوط وضواحيها ، هكذا يبدو البرنامج جد نهضوي ورائع ويبدو ان ماتحقق منه وسيتحقق هو فقط يقتصر على التباهي بشارع جمال عبد الناصر وشارع المقاومة ( عزيز) وترحيل المساكين بدل مساعدتهم ممن ضاقت بهم سبل الحياة ذرعا وضنك العيش في اكواخ منسية سنين عديدة الى فلات من الارض حيث لاماء ولامرعى بل هي رمال محمرة مصفرة لن تقيهم حر الشمس وصقيعها ولا شدة البرد في عز الشتاء ، ام ان البرنامج هو مجرد تباهي بارتفاع الاسعار بشكل صاروخي دون ما ادنى محاولة لتخفيف من حدة ذلك ، ام مساهمة ناجعة كذلك لانتشار البطالة بشكل واسع بين صفوف الشباب من حملة الشهادات وفي مختلف التخصصات دون ما شعور بالازمة الحرجة والمبادرة لحلها، ام هو عنوان رئيسي لتباهي باعتماد سياسة الصفقات بالتراضي والمتاجرة بالاموال العامة وتحويلها الى ملك شخصي في حساب الرئيس ، ام افتخار بزيادة نسبة الفقر والفقراء بالبلد ودكاكين امل لن يتحقق وولعل الاخيرة قد جعلت جل المنظمات الدولية تتوقع منه مجاعة كبرى في موريتانيا ان لم يسارع الى اسعافها وتداركها في الاجل القريب ، ام هو اطلاق العناء للشركات الأجنبية للعبث بخيرات البلد كاحتكار الشواطئ من طرف الصين مدة 25 عاما والمناجم من طرف كينروس تازيارت، وان من اشد مايثير حفيظتي اليوم هو كيف لرئيس دولة اسلامية ان يرعى ممثلي المنظمات الاسرائيلية في البلد وحادثة ول مخيطير ومن قبلها بيرام ليسى ببعيد ،
ان وحدة الشعب الموريتاني وتلاحم نسيجه الإجتماعي مسألة باتت تتداعى اليوم بفضل سياسية الجنرال الهمجية الخطرة وتوغله في خلق ثغرات ونعرات اقل ما ينتج عنها انهيار المجتمع ،
من هنا تبدو لنا صورة البرنامج التجاري واضحة دون ما تعليق ويبدو واقع موريتانيا اكثر وضوحا فالحقيقة هي اننا لم نرى موريتانيا الجديدة المنشودة و التي وعدنا بها بل ان القديمة لاتزال راسخة وفي ابهى شبحها السياسي لذا ويامن اردتم التغيير والتجديد المزيف لموريتانيا، عزاؤنا فيكم ان ترحلوا