أم العرب ,, وهمزة وصلهم.! / الحاج ولد المصطفي

كان العرب أمة واحدة في ذاكرة الشعوب .وكان لمصر العروبة مكانة خاصة في وجدان الأمة العربية والإسلامية فهي أكبر الدول العربية ومنبع الحضارة الإنسانية  ومركز الإشعاع الثقافي والعلمي منذ عصور وهي رأس الحربة في الصراع مع العدو الصهيوني ..وقد لعبت

 مصرعبد الناصر دور القيادة ومنحتها الشعوب العربية الصدارة ،وتلقفت ثقافتها وفنونها وحتي بعض عادات شعبها ووصل الأمر في موريتانيا (التي عرفت بهمزة الوصل بين العرب والأفارقة) إلي احتضان مركز ثقافي منذ خمسين عاما كان الأكثر نشاطا وحيوية وقد شهد إقبالا متواصلا من الشباب الموريتاني من مختلف المشارب وكانت الثقافة المصرية محط إعجاب وتقبل منقطع النظير....

لكن مصر بعد "كامب ديفد" والتطبيع مع الصهاينة واجهت ظروفا جديدة لم تعد معها تحتل تلك المكانة الرائدة في وجدان الأمة وتراجع دورها الثقافي وانطفأت شموع إشعاعها وانحدر بها حكم مبارك إلي القطيعة مع الأمة والتخندق في معسكر الدول المهادنة أو (حلفاء أمريكا ) .

مصر في عهد مبارك  فقدت موقعها ومكانتها في وعي وثقافة الأمة العربية وغرقت في أوحال الإستبداد والرجعية العربية والعمالة الأجنبية.

لكن شباب مصر استطاع أن يفجر ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة. وشهدت البلاد إثر ذلك أول انتخابات نزيهة في تاريخها الحديث أدت إلي حصول الإسلاميين علي ثلثي مقاعد الهيئات المنتخبة (البرلمان والشوري). كما أجريت انتخابات رآسية شهد القاصي والداني بشفافيتها وفاز فيها رجل من أعظم رجالات النضال والتضحية من أجل التغيير :الدكتور محمد مرسي .

لكن تحالفا "غريبا" بين قادة في الجيش المصري وبعض أطيافها السياسية الحاقدة علي الإسلام والإسلاميين قلب الطاولة علي الشعب المصري البطل، وأقدم علي جرائم بشعة ابتداء  بعزل الرئيس المنتخب ..ومرورا بمجازر رابعة والنهضة.. وانتهاء  بالإعتقال والتعذيب خارج القانون..

ولايزال الإنقلابيون ومعهم الخونة من العملاء والمرتزقة  يقتلون بدم بارد الشباب المصري في جامعاته ومعاهده وفي الشوارع والساحات ولا يزال تحالف دعم الشرعية في مصر يرفع راية النضال والتضحية من أجل عودة الشرعية واستعادة البلاد لمكانتها التاريخية ودورها القيادي في الأمة كلها .

إن الوفد المصري الزائر هذه الأيام  سوف يدرك حجم السخط والتذمر من زيارته التي لا تقارن في نظرنا إلا بزيارة شالوم أو دافيد أو غيرهم من أعداء هذه الأمة  لأن دعاة الإنقلاب والمحرضين علي الظلم والحاقدين علي قيمنا الخالدة والموالين لهم أعداء لأوطاننا وشعوبها ولابد من أن نعلن لهم عن رفضنا الجلوس معهم تحت سقف واحد مهما كانت المناسبة عظيمة وتدعونا فعلا للإحتفاء بعلاقات مصر الثقافية مع موريتانيا .

موريتانيا اليوم ترأس الإتحاد الإفريقي الذي أوقف عضوية مصر بمجرد حدوث الإنقلاب الدموي ورفض في قمته الأخيرة رجوعها قبل زوال الإنقلاب وعودة الشرعية .والأفارقة ملوا الإنقلابات ولم تعد تقنعهم حججها وألاعيبها، لذلك وضعوا همزة القطع فوق ألف البلاد ...ومصر اليوم لم تعد الأم لشعبها وقد عقت أباها وخرجت من عباءة نظامها الشرعي فما بالك بالعرب كلهم .!

لكن وفد الإنقلاب المصري الزائر يمكنه  أن يصرف الإهتمام عن الثقافة والاحتفال بمرور خمسين عاما على إنشاء المركز الثقافي المصري ويتفرغ لتعلم مهارات جديدة وفنون أخري من جنرالات  الجيش الموريتاني، قد تفيدهم في كتابة سيناريو مسرحية انقلاب السيسي ثم رآسته ....

[email protected] 

10. فبراير 2014 - 15:44

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا