رابعة العدوية او رابعة بنت اسماعيل العدوي الصوفية العابدة التي شكلت على مر التاريخ العربي الاسلامي رمز مكارم الاخلاق إحسانا و رفضا للاساءة للغير و الزهد في كل ما هو دنيوي حولتها السياسة و اطماعها لشعار حزبي و ميدان صراع
على الحكم اريقت فيه الدماء و شهد اقتتال الاشقاء لتضيفه مؤخرا بعض الجماعات السياسية كغيره من الرموز الاسلامية لقائمة الماركات التجارية التي يتربح سماسرة الدين من الاتجار بها.
شعار رابعة السياسية ذو الصناعة التركية و الذي يتقاطع في الشكل بقصد او بدونه مع اليد الماسونية ذات الاصابع الاربع اصبح رمزا للتربح السياسي كان آخر استخدام له ما قام به بالامس حدثاء اسنان من المغرر بهم امام ضيف الوطن وزير الثقافة المصري الذي حل لإحياء خمسينية افتتاح مركز ظل الركن الثقافي الشديد الذي كان يأوي اليه كل متعطش للثقافة العربية في زمن كان البلد محاصرا بسور فرنكفوني منيع ظاهره التحضر و باطنه التغريب وقف في وجه المد الثقافي العربي فكان بذلك المركز المصري اول نافذة في ذلك السور و اكبر مساهم في تكوين جيل عربي مثقف ساهم بفاعلية في بناء الدولة الوليدة و اظهار الوجه العربي للبلد.
ان محاولة البعض استيراد معارك مموليه الى ساحة وطنية لديها فائض من المشاكل هو محاولة يائسة للتغطية على هفواته الداخلية و ذر للرماد في عيون وطن باتوا مكشوفين امامه فحاولوا بالاساءة لضيوفه كسب ثقة مموليهم و لو على حساب سمعة البلد و قيم اهله الذين ظلوا يستقبلون الجميع بصدر رحب ناهيك ان يكون الضيوف اشقاء، نعم يكفل الدستور و القوانين الوطنية للجميع حرية التعبير و الرفض و ليس حرية الاساءة و التشهير.
ان الذين يرفضون استقبال وفد وصفوه بالانقلابي و يدينون التطبيع معه هم من دخل في حكومة مطبعة مع الكيان الصهيوني ذات فرصة لم تعمر طويلا و هم يعترفون اليوم بالدخول في حوار يصل حد الشراكة مع السفارة الامريكية التي ظلوا على مدار تاريخهم الحافل بالتناقض يصفونها بالشيطان الاكبر الملطخة يداه بدماء ملايين المسلمين في اصقاع الارض معللين ذلك بضرورة الانفتاح على الجميع أيا تكن سيئاته، اليس التطبيع مع الاقربين مهما كانت اخطاؤهم اولى؟؟ انهم انفسهم من ينظمون مؤتمراتهم و يستقبلون مرشديهم في جو احترام لهم و لمن يضيفون من المخالفين لتوجهاتهم و ما اكثرهم فلم يكن يوما في مجتمعنا من يهين ضيف. لقد شكل ما حدث في قصر المؤتمرات اساءة جديدة للمحسنة رابعة العدوية و ذلك بالزج بإسمها مرة أخرى في تصفية حسابات سياسية بريئة منها براءة موريتانيا من الأزمة في مصر و حولها لرمز لاهانة وطن و التشهير بسمعة شعب.