خلافٌ كان متوقعاً! / محمد الأمين الفاضل

كتبتُ عدة مقالات استشرافية، وكانت التوقعات في محلها بتوفيق من الله، ومن بين مقالاتي الاستشرافية مقالا عن الرئيس السنغالي الحالي بعد انتخابه، وقد نُشِر المقال يوم 27 مارس 2024، وتحدثتُ فيه عن أربعة تحديات سيواجهها  الرئيس الشاب، أعيد نشرها دون أي تعديل.
أعيد نشرها ليقرأها الآن من جادلني كثيرا في التحدي الأول عند نشر المقال.   
-----
لا يمكن الحكم الآن على الرئيس السنغالي الجديد، فهو لم يستلم الحكم، ولم يُختبر ولو لفترة قصيرة، ومع ذلك فيمكن القول إن هذا الرئيس الشاب سيواجه عدة تحديات، ولن يكون بالإمكان الحكم عليه قبل معرفة تعامله مع تلك التحديات، والتي يمكن أن نذكر منها :
التحدي الأول : يتعلق بطبيعة إدارته مستقبلا للعلاقة  مع عثمان سونغو الذي رشحه للرئاسة، فالقيادة لا تقبل برأسين، وعثمان سونغو كان هو قائد مشروع التغيير، وبشيرو أصبح اليوم هو القائد الفعلي لهذا التغيير بعد انتخابه رئيسا، وإدارة العلاقة بين قائدين ستكون صعبة جدا، ومهما كانت درجة الانسجام بينهما؛
التحدي الثاني: يتعلق بنقص في التجربة والخبرة، فالرئيس الجديد لا يمتلك من الخبرات والتجارب في إدارة شؤون البلاد إلا خبرة متواضعة في إدارة الضرائب؛
التحدي الثالث : يتعلق بحجم الآمال الكبيرة والوعود السخية التي عليه الوفاء بها للشباب السنغالي، والذي يرجع له الفضل في إيصاله إلى الرئاسة؛
التحدي الرابع :  يتعلق بما يمكن أن تقوم به الدولة العميقة من مؤامرات، وبما يمكن أن تحيكه فرنسا من مكائد، وفرنسا لاشك أنها مصدومة بوصول شاب ملتح، متعدد الزوجات، ذي خلفيته إسلامية، ويعد في برنامجه الانتخابي بالخروج من عباءة المستعمر، وبمراجعة بعض الاتفاقيات، وبصك عملة جديدة. لن تقبل فرنسا أن تخسر حليفها الأهم في إفريقيا بسهولة.
نأمل أن يتجاوز الرئيس السنغالي المنتخب هذه التحديات، ومع ذلك لا يمكننا أن نخفي في هذا المقام ما يساورنا من قلق له يبرره حول نجاح هذه التجربة، والتي إن نجحت فستكون ملهمة للشباب الإفريقي في العديد من الدول الافريقية.
انتهى الاستشهاد، والمقال المذكور موجود على الإنترنت، تحت عنوان: "رسائل الشباب العربي والإفريقي"
المؤسف حقا - وهذا ما سأعلق به الآن-  أن الحالة السنغالية تعدَُ من الحالات النادرة التي يصل فيها شاب إفريقي للحكم عن طريق الانتخابات، وبالتالي فنجاحها في غاية الأهمية، وهو يمكن أن يكون ملهما للشباب الإفريقي.
بقية حالات وصول الشباب الإفريقي للحكم، تأتي في الغالب عن طريق انقلابات، وبالتالي فهي لا يمكن - بأي حال من الأحوال -  أن تكون ملهمة.
لو سُمِح لسونغو أن يترشح، ولو كان هو الفائز في الانتخابات الماضية لما كانت هناك مشكلة من هذا النوع أصلا، فسونغو كان قائد مشروع سياسي، وبالتالي فمن الطبيعي جدا أن يكون رئيسا، ولن يجد اي منافسة في حالة انتخابه رئيسا من داخل مشروعه السياسي.  
المشكلة أنه مُنِع من الترشح، وأن الفائز بالرئاسة هو الشخصية الثانية في المشروع السياسي، ومن هنا كان من المتوقع جدا ان يحدث خلافٌ قوي بين "القائدين".
نتمنى أن لا يؤثر هذا الخلاف سلبا على التجربة السنغالية الفريدة من نوعها.

 

حفظ الله موريتانيا والسنغال..
محمد الأمين الفاضل 
[email protected]

 

 

11. يوليو 2025 - 13:02

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا