وزارة الصحة وموسم الھجرة الى تونس / أحمدو امبيريك بن محمد عبدالله بن احمدو امبيريك

قادتني المقادير إلى رحلة إستشفائية الى تونس مع ختام السنة الدراسية وأنا المولع بقضاء العطلة الصيفية  في  ميدان الدعوة الى اللھ بداية من إجتماع التعليم في مسجد التوبة وختاما بالخريف في  منطقة لبيرات شمال اترارزة او في حاضرة العزلات المحروسة بالبراكنة .
ولأن المرء يدور مع المقادير فقد كنت ضمن افواج لا بداية لھا ولا نھاية من المرضى الموريتانيين ومرافقيھم تقلع بھم الطائرات التونسية والموريتانية في اربع رحلات اسبوعيا منذ سنوات الى يومنا والأمر في تزائد في رحلة اقرب  وصف لھا ( طائرات الإسعاف ) حيث يتكدس المرضى من مختلف الاعمار و مختلف الامراض ('الكسور والفيروسات وامراض المعدة وامراض النساء والاطفال  والسرطانات وحتى الصداع والشقيقة والحمى ... )  في ردھات وقاعات المطارات ( ام التونسي وقرطاج ) في صورة مذلة لدولتنا ومدعاة للشفقة والحيرة في منظر يشبھ حال قوم لا جئين ناجين  من زلزال ضرب جزيرتھم الموبوءة .
ولك ان تتخيل حال المرضى الموريتانيين المتدفقين الى المغرب وتركيا وداكار   واسبانيا وفرنسا والمانيا كل حسب مستواھ المادي . 
وعند الوصول  تبدأ مرحلة الاستنزاف والسخرية و العنصرية 
* إجار السكن الغالي في ظروف مسببة للعدوى لأن ھذا السكن خارج منھ مريض للتو  ربما عاد في تابوت 
* اصحاب سيارات الاجرة التي يرتفع مؤشر عدادھا مع قدوم طائرة ءامبلانص ambulances 

* * سماسرة الاطباء والمخابر والأشعة  والكل ينتھز فرصة ھذا القادم الحائر الذي يجود بما تحت يدھ لمعرفة وتشخيص مرضھ ثم تلقي العلاج ولك ان تتخيل مبلغ  الفاتورة 
ولا يفارقك في كل محطة السؤال الدائم : من اين قدمت  ؟ أليس عندكم أطباء او عيادات او وزارة للصحة ؟  . 

* المعيشة الغالية 

* ورغم ان الموريتانيين يجلبون معھم العملات الصعبة واموالھم  لبلد القدوم وينعشون السوق ويضخون فيھا الاموال ( النقل البري  . الإيجار . العيادات التجارية . شركات الطيران . الأدوية . تشغيل الخدم المنزلي الأسواق  .... )
ولا يضايقون التونسيين في مھنھم ولا تجاراتھم ولا في!الاطباب العامة  فإنھم رغم ذلك  غير مرحب بھم فالشعب التونسي يبغض الأجانب ويكاد يسطو ويعتدي عليك في الحانوت والسوق والشارع وحتى في المسجد تسمع التلفظ العنصري اتجاھك 

كل ھذا والحال أن الموريتانيين  متكدسون في الطائرات والمطارات الى تونس بحثا عن كشف طبي احيانا يكون  سريريا فقط وعن دواء ليس مزورا .
فھل من مدكر وھل يرضى بھذا الوضع الصحي والخلل  المزري في المنظومة الصحية الوطنية قيادة البلد واھل الحل والعقد والراي فيھ .
إياك أعني واسمعيني يا وزارة الصحة . 

 

 

 

12. يوليو 2025 - 21:58

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا