موريتانيا في قلب التحولات الدولية: حضور استراتيجي في قمة البيت الأبيض الأمريكية-الإفريقية / توفيق سيدي بكاري

في خطوة نوعية تعكس المكانة المتنامية للجمهورية الإسلامية الموريتانية على الساحة الدولية، جاءت مشاركة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في القمة المصغرة الأمريكية–الإفريقية بالبيت الأبيض، بوصفها دليلاً واضحًا على الثقة المتزايدة في الدور الموريتاني إقليميًا ودوليًا.

تكتسي هذه القمة أهمية خاصة، ليس فقط من حيث توقيتها والسياقات التي انعقدت فيها، بل أيضًا بالنظر إلى مخرجاتها السياسية والاقتصادية المنتظرة، حيث أرست أسسًا جديدة لشراكة قائمة على المصالح المتبادلة، بعيدًا عن منطق الإملاء والتبعية، نحو تعاون يرتكز على الاستثمار المشترك في القطاعات الحيوية، وعلى رأسها المعادن الاستراتيجية، التي أضحت محور تنافس دولي متسارع على خيرات القارة الإفريقية.

لقد ناقشت القمة ملفات مصيرية تتعلق بالسلم والأمن والتنمية المستدامة، مع إيلاء اهتمام خاص لقضايا مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية، إلى جانب التباحث حول آليات تعزيز التجارة الدولية، بما في ذلك تخفيض الرسوم الجمركية على الصادرات الإفريقية، كخطوة داعمة لتمكين اقتصادات القارة.

وهكذا، أرست القمة ملامح مرحلة جديدة من العلاقات البراغماتية القائمة على الندية والتكامل، في ظل مشهد دولي متغير تحكمه مصالح استراتيجية متشابكة وتحديات عابرة للحدود.

وتأتي المشاركة الموريتانية الرفيعة في هذا المحفل الدولي لتؤكد مجددًا نجاعة السياسة الخارجية التي تنتهجها البلاد تحت القيادة الرشيدة لفخامة الرئيس، سياسةٌ تتسم بالحكمة، والهدوء، وبعد النظر، ما مكن موريتانيا من حجز مكانتها المستحقة ضمن الصفوف الأمامية للدبلوماسية الدولية، كدولة صغيرة من حيث الكثافة السكانية، لكنها كبيرة بطموحاتها، وغنية بمواردها، ومؤهلة لأن تكون شريكًا محوريًا في محيطها الإقليمي والقاري والدولي.

إنها لحظة تأسيس جديدة، تؤشر على تحوّل نوعي في مكانة موريتانيا، وتجسد رؤية استراتيجية متبصرة تبني جسور الثقة والمصداقية، وتفتح آفاقًا واعدة لشراكات عادلة ومثمرة، تعود بالنفع على الشعب الموريتاني وشعوب القارة الإفريقية قاطبة.

أ.التوفيق سيدي بكاري عضو المجلس الوطني لحزب الإنصاف

 

 

14. يوليو 2025 - 10:35

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا