ست سنوات من الحكم الرشيد... / الشيخ بوحبيني 

قبل ست سنوات، تولى فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني قيادة البلاد، فاتحًا صفحة جديدة من الأمل والطموح، واضعًا نصب عينيه بناء دولة حديثة، عادلة، ومتوازنة. ومنذ تلك اللحظة، انطلقت ورشة إصلاح شامل، شملت مختلف مناحي الحياة السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية، اتسمت بالهدوء، والحكمة، والصرامة في محاربة الفساد، وبتغليب المصلحة العامة فوق كل اعتبار.

الإنصاف والعدالة الاجتماعية: التآزر نموذجًا

أولى الرئيس اهتمامًا كبيرًا للفئات الهشة، فأنشأ المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء "تآزر"، التي أصبحت عنوانًا للعدالة الاجتماعية، من خلال تدخلاتها المتنوعة: توزيع المساعدات المالية والغذائية، توفير التأمين الصحي المجاني، بناء آلاف السكنات الاجتماعية، وتمويل المشاريع الصغيرة. كانت "تآزر" ذراع الدولة في ملامسة واقع الفقراء، وحصنًا اجتماعيًا للفئات المهمشة.

البنية التحتية: طرق وجسور لفك العزلة

شهدت البلاد طفرة نوعية في مجال الطرق والجسور، حيث تم تشييد وربط المدن والقرى النائية بشبكات طرق حديثة، مما ساهم في فك العزلة عن مناطق كانت محرومة لسنوات طويلة. كما تم بناء جسور استراتيجية لتسهيل انسيابية النقل داخل العاصمة نواكشوط، وبينها وبين المدن الكبرى، وهو ما ساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية والتجارية.

نجاحات دبلوماسية وعودة لمكانة موريتانيا الدولية

على المستوى الدولي، أعاد فخامة الرئيس البلاد إلى واجهة التأثير الإقليمي والدولي، من خلال سياسة خارجية متزنة، قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون البناء. وقد تمت الإشادة بدوره الفاعل في حل الأزمات في الساحل، وتعزيز التعاون الإفريقي، وتفعيل دور موريتانيا في المحافل الدولية، مع توقيع شراكات استراتيجية مع عدة دول ومنظمات.

الكهرباء والماء والسدود: مشاريع تخدم المواطن

شهدت السنوات الست توسعًا كبيرًا في مشاريع الكهرباء، سواء عبر التمديد الحضري أو الريفي، حيث وصلت الطاقة الكهربائية إلى مناطق ظلت محرومة لعقود. وفي موازاة ذلك، تم بناء سدود مهمة، لتوفير مياه الري والشرب، ومواجهة آثار التغير المناخي، وضمان الأمن المائي في الريف والحضر.

رقمنة الإدارة وتطبيقات عصرية: منصة "عين" مثالاً

في إطار إصلاح الإدارة ومحاربة البيروقراطية، تم إطلاق منصة عين الإلكترونية، كواجهة رقمية لمتابعة تنفيذ المشاريع الحكومية، وتعزيز الشفافية. كما تم رقمنة عدد من الخدمات الإدارية لتقريب الإدارة من المواطن، وجعل المعاملات أكثر سهولة وفعالية، مما ساهم في تحسين أداء القطاع العام.

زيادة الأجور وتحسين أوضاع الكوادر الوطنية

إيمانًا بأهمية الموارد البشرية، تمت زيادة أجور المعلمين، الأطباء، والمتقاعدين، مما ساعد في تحفيزهم وتحسين ظروفهم المعيشية. كما تم اعتماد سياسة ترقيات وانتقاء قائمة على الكفاءة والاستحقاق، وفتح باب التكوين المستمر، خاصة لفائدة الشباب الباحثين عن التأهيل وفرص العمل.

الزراعة والأمن الغذائي: رؤية للاكتفاء الذاتي

أطلق فخامة الرئيس برنامجًا طموحًا للنهوض بقطاع الزراعة، ركّز على دعم المزارعين، توفير المدخلات الزراعية، بناء السدود، واستصلاح الأراضي. وقد أثمرت هذه الجهود في تحسين الإنتاج المحلي، وتقليص التبعية للخارج في بعض المواد الأساسية، مما يعزز الأمن الغذائي الوطني.

الهدوء السياسي وثقافة الحوار

تميزت فترة حكم الرئيس غزواني بـالهدوء السياسي والانفتاح على كافة الأطراف، حيث تم تنظيم حوار سياسي شامل، ضم مختلف الأحزاب والتيارات، بهدف تعزيز الديمقراطية وتكريس التناوب السلمي على السلطة، بعيدًا عن الصدامات أو التوترات.

مكافحة الفساد: شعار يتحول إلى واقع

رفعت السلطات شعار "مكافحة الفساد والرشوة" منذ اليوم الأول، وتم تجسيد ذلك عبر إصلاحات مؤسساتية، وتحقيقات شفافة، وتفعيل هيئات الرقابة، مما أعاد الثقة في المال العام، ورسّخ قواعد النزاهة والمساءلة في التسيير.

ست سنوات من الثقة والإنجاز

إن ما تحقق خلال ست سنوات فقط من عهد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، يؤكد أن موريتانيا تسير بخطى واثقة نحو المستقبل. إنها سنوات من العمل بصمت، والتخطيط بعقلانية، والإنجاز بتواضع، مما يجعل الآفاق واعدة، والطموحات مشروعة، في ظل قيادة تحترم شعبها، وتفي بوعودها.

المهندس الشيخ بوحبيني 

 

 

16. يوليو 2025 - 11:42

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا