تمهيد:
لابد من الإعتراف بأن تحفيز العملية التربوية بصفة عامة يواجه العديد من الصعوبات يتطلب الكثير من الجهود . ولاندعي بأن تلك الصعوبات يمكن تجاوزها دون وعي وإدراك كبيرين بأهمية تدريس الفلسفة وخطورته في الآن نفسه ونستطيع القول بأن الإخفاق في المجالات
التعليمية يعود في بعض أسبابه إلي الركود الثقافي وغياب التأطير في المجال التربوي .ومن المفارقات التي تدعو للتأمل في نظامنا التربوي تراجع جذوة الإبداع وانحسار تيار الإصلاح وتدني المستويات، ومن غير المحتمل كذلك أن يتمكن مجتمعنا من مسايرة الركب الحضاري وهو يعاني من ضعف في الأداء التربوي وجمود في البناء الفكري ومن هنا تأخذ مادة الفكر أو الفلسفة مكانتها في الصدارة وتلعب دور الفاعل في تطوير نظام العلم وتعزيز مكتسبات الإصلاح وتوعية الضمير المهني .ولكن من سيكون لديه الوقت لكي يفكر ويتأمل ويغير من ثقافته وعلمه وعقليته؟
تلك إشكالية في غاية التعقيد والصعوبة تتطلب وعيا وتضحية وإمكانيات مادية ومعنوية .
إن الأستاذ الموريتاني اليوم بحاجة ماسة إلي مراجعة "أستاذيته" وتحويلها إلي فاعلية وإزالة الحواجز من كل نوع ولنا أن نطرح هنا قضية تدريس الفلسفة ونناقش أهدافها التربوية والمناهج المتبعة في تدريسها في المرحلة الثانوية قبل أن نخلص إلي المعوقات التي تعترض المدرسين والطلاب ثم نخلص إلي الحلول المقترحة في هذا النقاش الذي نوجه من خلاله الدعوة لجميع أساتذة المواد التعليمية والمهتمين بالتدريس للمشاركة فيه عبر المواقع الإلكترونية الوطنية.
مقاربة أولية حول مفهوم الفلسفة:
ليست الفلسفة – كما يعتقد البعض – تخصص بعينه لا يلج مجاله إلا من أوتي علمه ومناهجه وأدواته . وليست كذلك قلعة متعالية لاتطالها سوي عقول الحكماء . لكن الفلسفة نظرة كلية وموقف نقدي ، وخطاب الفلسفة لم يعد كما كان "وعاء يضم جميع العلوم الطبيعية والإنسانية " ومع ذلك فإن للفلسفة مهمتها الخاصة وأسلوبها المتميز وهي تؤلف نظرة شمولية تستوعب جوانب الإنسان كافة .وللتحولات العلمية دور كبير في دفع التفكير الفلسفي إلي مراجعة أسسه وتنظيم نفسه والفلسفة في جانب منها "صدي للأفكار العلمية المعاصرة " والعلماء بدورهم في محاولتهم فهم ممارستهم العلمية يلجؤون إلي الفلسفة لعرض أفكارهم العامة عن العلم والطبيعة ، مما يحفز الفلسفة باستمرار ويدفعها إلي استيعاب العلم واحتوائه انطلاقا من خيارات فلسفية واعتمادا علي مفاهيم الفلسفة ذاتها . والمفاهيم في الفلسفة هي "صور ذهنية مركبة يتم من خلالها إدراك موضوعات معينة واقعية كانت أم وهمية ، نفسية أو اجتماعية ، طبيعية أو تاريخية " ومنظومات تصور المفاهيم أو الفلسفات يتم إنتاجها ضمن الشروط الذاتية والتاريخية والإجتماعية لجماعات بشرية بعينها . وقراءة منظومات تصور المفاهيم الفلسفية هي وسيلة لإكتشاف الآخر انطلاقا من قناعاتنا الفكرية الراسخة.
الأهداف التربوية لتدريس الفلسفة في المرحلة الثانوية:
أعد مقرر مادة الفلسفة في المرحلة الثانوية منذ أزيد من عقدين بموجب المقرر رقم 165/83 في وقت كان ينظر فيه إلي الفلسفة علي أنها " أعلي الصناعات الإنسانية منزلة وأشرفها مرتبة" فهي تسعي لتوجيه الإنسان إلي استخدام فكره بصورة أفضل وتسمح بتنمية قدرة العقل من خلال " ممارسة تأملية مرتكزة علي جهاز مفاهيمي" .
ولتوضيح صورة الأهداف في المقرر الدراسي نلاحظ أن التفلسف هو الدعامة الأساسية للوصول إلي الأهداف المحددة للمادة وهي :
تنمية القدرة العقلية وترويض عقل التلميذ علي ممارسة التفكير
خلق وعي نقدي لدي التلاميذ يسمح "بالتحرر ممن قبضة النظام القديم "
إكساب التلاميذ القدرة علي التجرد من الذات لتحقيق قدر أفضل من الموضوعية في السلوك العام
تأهيل ذهن التلميذ ومده بمقومات تمكنه من تحمل المسؤولية المستقبلية
المساهمة في تكوين شخصيات مرنة ومنفتحة عبر شبكة من المقولات الأخلاقية والتراثية
دفع التلميذ إلي التطلع نحو التحول العالمي ومواكبة قيم الحداثة والحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية
المناهج المتبعة في تدريس الفلسفة في المدرسة الموريتانية :
مهما تعددت المناهج واختلفت طرق التدريس لدي الأساتذة ، فإنها تسعي جميعها إلي إنجاح العملية التعليمية بإتباع أقصر الطرق في الوصول الأهداف ، ولما كان الأستاذ هو محور النشاط التعليمي فسنقوم بتصنيف الأستاذة إلي ثلاث مجموعات تنهض اليوم بتدريس المادة في مؤسسات التعليم الثانوي علي عموم التراب الوطني .
الفئة الأولي : تشتمل الدفعات الأولي من خريجي مدرسة تكوين المعلمين الأساتذة وجميعهم تخرج من قسم الفلسفة بالجامعة وأغلبهم أمضي سبع عشرة سنة يزاول التدريس .وقد اعتمد تدريس الفلسفة علي هذه المجموعة من الوطنيين الأوائل الذين حلوا محل الأجانب (بادوا المغربي وتواتي التونسي وغيرهم من الأساتذة العرب والفرنسيين )وأصبحوا اليوم قلة مثقلة بهموم الحياة ومتاعب المهنة ويوجد أغلبهم في مؤسسات العاصمة وينشطون في المدارس الحرة التي أسسوا بعضها وقد ذاع صيتهم وانتشرت مذكراتهم بين الطلاب.
الفئة الثانية:مجموعات من ذوي الإختصاصات المختلفة (القانون ، الأدب ، التاريخ) لم يتلقوا تكوينا يذكر، دفعتهم ظروف البحث عن العمل إلي الإشتغال بتدريس الفلسفة (باقتناع أو بغير اقتناع ) وقد لجأت إليهم إدارة التعليم لسد النقض الكبير في أساتذة المادة وملئ الفراغ في الجداول التربوية وقد وجد هؤلاء أنفسهم أمام تحديات فكر فلسفي معقد وصعب بالنسبة لهم (أو غير ضروري ) يزرع الشك في النفوس الضعيفة ويؤدي إلي الإنحراف والجدل .هؤلاء يعانون اليوم أشد معاناة ويرتكبون أخطاء كثيرة وهم بين مقلد لأساتذة الفئة الأولي ينقلون عنهم ويستعينون بمذكراتهم ودروسهم وبين من يعتمد علي الملخصات الجاهزة ونصوص الكتاب المدرسي ومع قليل من الشرح .
الفئة الثالثة : مكونة من دفعات التكوين السريع والمتوسط منذ العام 2000م وأغلبهم من ذوي الإختصاص في الفلسفة مثل الفئة الأولي ،ومن دون تكوين يذكر مثل الفئة الثانية .ما ينقص هؤلاء قليل بالنسبة للفئة الثانية ويستطيع التأطير التربوي حل مشاكلهم عندما يكون قسم الفلسفة بالمفتشية العامة قادرا عي القيام بمسؤولياته التربوية .
توجد فئة غير مصنفة لأنها جاءت في ظروف غامضة وغير مؤسسة علي قانون أو نظام وإنما نتيجة ممارسات الفساد في التسيير والتسيب الذي يعيشه قطاع التعليم .وهذه الفئة يجري اكتتابها في جميع التخصصات من طرف المديرين الجهويين وتعتمد في الأساس علي القرابة والوساطة والولاء وغيرها من الأساليب المعروفة ولا يعتمد اكتتابها علي أية معايير تربوية وقد نال تدريس الفلسفة نصيبه من فئة العقدويين التي بدأت أعدادها تتكاثر في السنوات الأخيرة .
المعوقات العامة لتدريس الفلسفة:
تتفاوت فئات المدرسين القائمين حاليا علي تدريس مادة الفلسفة في مستوي الصعوبات التي يواجهونها والمشكلات التي تعترضهم .وسنركز علي الفئتين الأولي والثالثة باعتبارهما أهل الإختصاص .
معوقات التدريس بواسطة النصوص:
لم يعد النص الفلسفي وسيلة مساعدة كما كان في التصور الكلاسيكي بل أصبحت منهجية تدريس الفلسفة تعتمد اعتمادا كليا علي النصوص وهو مالم يؤخذ في الإعتبار فلم تتضمن الوثائق التربوية المتداولة بين الأساتذة تحديدا دقيقا لمنهجية تدريس الفلسفة بواسطة النصوص والتوضيحات القليلة في الكتاب المدرسي تعتمد أسلوب التعميم والخطوط العريضة جدا مما تطلب من الأساتذة المختصين جهودا كبيرة لإستخلاص منهجيات خاصة يعتمدون عليها في تدريسهم وفد جاءت منهجيات الأساتذة تبعا لذلك متباينة ومتناقضة أحيانا مما خلق لدي التلاميذ امتعاضا كبيرا وتحيزات أثرت علي مردودية الأساتذة والطلاب .
الحول المقترحة لمعالجة النصوص
صحيح أنه لا توجد منهجية موحدة لمقاربة النص الفلسفي فكل نص يفترض طريقة معينة في معالجته والفلاسفة مختلفون في أسلوب ممارستهم للتفلسف . ولما كانت أهداف تدريس مادة الفلسفة تتخذ من التفلسف قاعدة لها فقد حسم تدريس الفلسفة لصالح استخدام النصوص ولكن كيف نستخدم النصوص في منهجية تدريس الفلسفة؟
إن الإختلاف السابق بين منهجيات الأساتذة لا يمنعهم من الإنطلاق من منهجيات موحدة وينبغي أن تراعي تلك المنطلقات خصوصيات التفكير الفلسفي وهي أن النص الفلسفي يتكون من مكونات ثلاثة:
المؤلف أو الفيلسوف
اللغة أو الأسلوب الفلسفي
الموضوع الفلسفي
لن نتطرق للجدل الدائر حول أي المكونات أكثر تحديدا لإنتساب النص إلي الفلسفة . هل هو الفيلسوف كما في نظرية التفلسف ؟ أو الأسلوب الفلسفي علي رأي النظريات الحديثة ؟"الفلسفة تتكلم "وخصائص النص تبرز في لغته الفلسفية حسب جاك دا ريدا وهو ما يدعمه أيضا استخدام لالاند في معجمه الفلسفي للمصطلحات التقنية أو المفاهيم .
أم اعتبار الموضوع هو المحدد للنص الفلسفي من حيث أن الفلسفة تعني بقضايا محددة كالوجود والمعرفة والقيم .
كل تلك الآراء تفيد في التأكيد علي أهمية العناصر المكونة للنص وضرورة الإعتناء بها .
تمر منهجية تحليل النص الفلسفي خطوات هامة :
الخطوة الأولي : نتعامل فيها مع النص كنموذج للتفلسف وتسمي بالتفسير أو الشرح ويهدف الشرح إلي الكشف عن بنية النص ( أي مجموع الأفكار التي يتضمنها وأشكال التعبير والمفاهيم والمصطلحات التي يستخدمها والوقوف علي النصوص التي يستحضرها في عملية التناص التي تميز النصوص الفلسفية عن غيرها من النصوص )
وينبغي أن نصل في الشرح إلي استنتاج الإشكالية العامة للنص والأفكار المعلنة والضمنية وتحديد الأطروحة التي يدافع عنها صاحب النص .
الخطوة الثانية : نتجاوز فيها النص لنمارس التفلسف بأنفسنا وتسمي هذه الخطوة بالتأويل بقول ريكور ( أن نؤول معناه أن نسير في الطريق الفكري الذي يقترحه النص ) فالتفلسف يقول برتراند راسل هو المشي في الطريق وهوما يتحقق بفضل التأويل ، فالتأويل يفتح المجال أمام ذات القارئ لتفعل فعلها وهو يمكن القارئ من الإبتعاد قليلا عن النص لإصدار الأحكام النقدية حول النص بحيث نصل من خطوة التأويل إلي : -إبراز الآراء المختلفة (جدلية النص) – وقيمة النص.
الخطوة الثالثة : الكتابة الفلسفية وتسمي الإنشاء أو التعليق علي النص أو (مقالة النص)
وتعني هذه الخطوة أن ينتج التلاميذ بمعونة الأستاذ خطابا فلسفيا ذاتيا حول النص (وليس ما يحدث الآن من قيام الأساتذة لوحدهم بكتابة ما يسمي بالملخص أو التعليق علي النص ).وعلي الأساتذة أن يعملوا علي تدريب تلاميذهم في الفصل الأول من السنة من خلال نماذج للإجابات عن النصوص يشترك في إنتاجها التلاميذ ويمكن أن ينتج أساتذة مؤسسة تعليمية نماذج لتعليقات علي بعض النصوص يسترشد بها التلاميذ .
المعوقات و المقترحات المتعلقة بالمقرر الدراسي :
كتابة برنامج الفلسفة في المرحلة الثانوية :
يجمع أساتذة مادة الفلسفة أن البرنامج الحالي متقادم وغير ملائم، مما جعله أكبر عائق أمام تدريس ناجع للفلسفة في المرحلة الثانوية لأن الإشكاليات الميتافيزيقية المجردة والتي تحتل نسبة 70% لاتناسب ظروف المتعلم الثقافية والاجتماعية والنفسية فإشكاليات : مالفلسفة؟ ومالمعرفة؟ وماطبيعة الأخلاق ؟ لاتمثل حافزا على التفلسف في هذا العصر بالقدر الذي تمثله التقنية والمواصلات والعلوم الاجتماعية . والمراجعة التي قيم بها في إطار خطة الإصلاح التربوي الجاري لم تفعل أكثر من إعادة توزيع الموضوعات لتشمل السنوات السابعة من شعبتي الآداب العصرية والأصلية ،فلم تتوسع تلك المراجعات في إدخال الموضوعات التي تمس الواقع المعيش للمتعلم ولم تعدل في عناوين المحاور الأصلية .
وإذا ألقينا نظرة فاحصة على برامج الدول المغاربية المجاورة لوجدنا أنها تركز على العناوين الرئيسية التالية:
- المنطق والإبستيمولوجيا
- الإجتماعيات - التقنية والعلوم
- الإعلام والتنمية - الأخلاق والسياسة
تراعى المراجعة التي نقترحها للبرنامج آراء المفتشين والأساتذة الميدانين الذين نلتقيهم في إطار المتابعة التربوية وتستفيد من تجارب الدول المجاورة وهى مفصلة في الجدول التالي:
*البرنامج الحالي
النسبة من البرنامج المحور
40% 1- ماهى الفلسفة؟
30% 2-المعرفة
5% 3-اللغة
5% 4- الشخصية
10% 5- الأخلاق
5% 6- الشغل
5% 7- السياسة
ملاحظة (توزيع النسب على محاور البرنامج الحالي مأخوذ من تقارير مفتشي الفلسفة خلال متابعتهم لتقدم الأساتذة في تنفيذ البرامج)
*مقترح البرنامج :
النسبة من البرنامج المحور
20% 1- مفهوم الفلسفة وتاريخها
20% 2- الاحتماعيات
20% 3- المنطق و الابستيمولوجيا
20% 4- العولمة والتحولات الكبرى
10% 5- الأخلاق والسياسة
10% 6- العمل وحقوق الإنسان
من الواضح أن هذا المقترح لايحدث قطيعة مع البرنامج الحالي ولايمثل تجاوزا للموضوعات المدرسة حاليا ، بل إنه يسعى فقط لتطوير البرنامج الحالي انطلاقا من المحددات التالية:
*إدماج بعض المحتويات:
- المعرفة مع الماهية تحت موضوع مفهوم الفلسفة وتاريخها
- الشخصية واللغة والعلوم الانسانية تحت موضوع الاجتماعيات
- السياسة مع الأخلاق تحت موضوع الأخلاق والسياسة
*إبراز المضامين الهامة
-المنطق و الإبستيمولوجيا الذين كانا مدمجين في محور المعرفة
حقوق الإنسان التي كانت مدمجة في محور السياسة
*استحداث مضامين جديدة
هذه المضامين إما أنها لم تكن مطروقة أو هامشية أو لايتم التطرق لمضامينها المعاصرة ك:
- العولمة والتحولات الكبرى (الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية والاعلامية)
- العمل
- السياسة
- حقوق الإنسان
* التقليص والتناسب في محاور البرنامج
- تقليص المحاور المدرسة من 7 إلى 6 في السنة النهائية الشعبة الأدبية نظرا لتناقص فترات الدراسة
- التناسب بين محتويات المحاور من حيث كم المعرف المدرسة
- على مستوى إعداد الكتاب المدرسي
ينبغي على ضوء البرنامج المقترح إعداد كتب مدرسية وفق مسطرة الموضوعات ومراعاة الطرق الأنسب في تدريس الفلسفة بواسطة النصوص وذلك من خلال عملية انتقاء للنصوص الفلسفية انطلاقا من المعايير التالية:
*خصوصية النص وفق المعايير المبينة في الفقرة السابقة
*ملاءمة حجم النص مع توقيت الحصة
- إعداد دليل للأستاذ
ينبغي أن يتضمن هذا الدليل خطوات تطبيقية لمنهجية تدريس الفلسفة بواسطة النصوص
- تنظيم ورشات تضم المفتشين والمستشارين التربويين والأساتذة الميدانين للتصديق على الخطة التي يتم تبنيها ومن أجل تزويد الأساتذة الميدانين بالخبرات الضرورية لممارسة التدريس وفق منهية النصوص.
إن الفلسفة عبر كل العصور ظلت تحتل موقعا استراتيجيا في نظام الإبتكار والإبداع والتجديد .ويدل التاريخ البشري علي أن التحولات الناجحة للمجتمعات المتحضرة ربطت بين الجوانب الإجتماعية والثقافية والإقتصادية والفكرية ومن المستحيل علي أي مجتمع أن يدير علي نحو فعال شؤونه العامة دون أن يمتلك مراكز بحث و تفكير وتوجيه .وفي الحقل التربوي يعتبر مد الجسور بين النظري والتطبيقي هو الأساس المتين لإصلاح حقيقي وناجع ، ويعتبر التكفير في المواد الدراسية مسؤولية الجميع. ويتميز حقل الفلسفة بتداخل أبعاده مع بقية المواد ،فإذا كان حديثنا عن مادة الفلسفة هو في حد ذاته حديث فلسفي فإننا نسعي من خلاله لمناقشة إصلاح التعليم في جوانبه غير السياسية (البيداغوجية و الديداكتيكية ) .- يتواصل- إن شاء الله
الحاج ولد المصطفي: مفتش الفلسفة والتربية المدنية بالمفتشية العامة للتعليم الثانوي