بالرغم من تعدد الاعراق والتقاليد، واختلاف اللغة أو اللهجة أحيانا في الوسط الموريتاني، إلا أن هذا الأخير ظل محافظا على القيم والمبادئ الشرعية ومتمسكا بوحدته مناهضا، ومدافعا سرا وعلانية، ضد من يمس أو يحاول المس من كرامته ومعتقده رغم الإختلاف
والتباين السابقين، ولكم ان تسألوا عن أسباب هذا الصمت؟ والتقاعس؟والسكوت اللامبرر؟ ضد هذه العمليات الممنهجة والمتسلسلة جدوليا والماسة تارة من معتقداتنا، وتارة أخرى من من يدافعون عنه،؟
حسب وجهة نظري المتواضعة أن هذه الأحداث المتتالية ليست وليدة للصدفة، وإنما ناتجة عن تخطيط مسبق، ومحكم، بأيادي خفية تعمل لصالح الدولة العميقة لأهداف معينة لطالما كشفت نواياها ولوعن غير قصد ونجاح.
إن حضور الدولة العميقة فى المشهد الموريتاني، بالغ التعقيد لغياب الشفافية فى صنع واتخاذ القرار، وتلك لحظات مفصلية تجعل اقطاب صناع القرار تميط اللثام لقطف ثمار النجاح الذي يحقق على حساب الجهة الفاعلة، ومن بين تلك النجاحات وأهمها هو إشغال الرأي العام بأمور كانت تعتقد أنها ستظل الفيصل بينها والمطالب الشرعية لأبناء الطبقات المحرومة، وتلك (المحرومة) تحمل من التهميش والحرمان مالا يمكن الحديث عنه (فى الواقع الموريتانى) فى سطور ولا فى كتب ولا فى مجلات ولا ............ إلا أن الأمر اصبح مكشوفا للعيان فهذه مجموعة تطالب بحقوقها (لحراطين) وأخري تطالب بعدم تهميشها (لمعلمين) وأخريات ستقوم فى الوقت القريب بالمطالبة بحقوقها ضد من يحتكر المشروعيات اتجاهها؟.
ولكم أن تسألوا عما وراء حرق الكتب الفقهية، و الأفلام الإباحية، وتكريس العبودية، وتهميش الأكثرية، وعن ماوراء الهجوم على خير البرية، وإهانة علماء الأمة الإسلامية، والحديث يطول فى حصر البقية.
يبدوا من خلال توالى الأحداث لغير العاقل، والعاقل، والمهتم ، والغير مهتم، أن الأمور مسيسة وان اللعبة مازالت فى طورها، لإلهاء الجماهير بالأحداث وشغل الرأي العام بالتناقضات التى دفعت بهم الى الإنشغال فى وحلها تاركين فى الخلف من يدير المؤامرة المكشوفة، فتارة تجد الدين يستغل لإذكاء الشرعية على الفجور فى الخصومة، وتارة يتذرع بمحاربة الإرهاب لدحض مخالف سياسي، كل هذا التلاعب بوعي الجماهير يجعل الخصومة داخل المجتمع عميقة، ويجعلنا بالمقابل شعبا هشا قابلا للحرب و التقسيم فى أي وقت.
ألم يتضح لنخبة الطبقات المهمشة أن الأمر خطيرا جدا لغاية أن الصراع أصبح بينهما لا بين من من المفترض ان يواجهوا، ألم يان لهم أن يتخلوا عن تلك العقليات المريضة التى لا تصب فى صالحهم من حقد وكراهية للأخر عبر تراكمات تاريخية، أليس من الصواب أن يتوحدوا ويتركون العنصرية ويثبتون أقدامهم بتمسك الشريعة الإسلامية، أليس من الأصوب أن يغلبوا المصلحة الكبري على المصالح الضيقة، وأن لا يكونوا أسرى الخطابات الإعلامية المزيفة.
والجدير بالذكر ولوأخيرا أن المصالح اليوم باتت معلقة في يد المصفقين لأجندة النظام ومحاباتهم للولوج الى عالم التوظيف والتقرب اليهم ومواساتهم، ولكن لا ينبغى أن ننسي أو نتناسي أن الشعب هو الذي يقرر مصيره بيده، وهو الذي يدفع بالعجلة الي التحرك، وهو الذي يخشي بطشه وغيظه.
ألم تعطينا الدول المجاورة (تونس) نموذجا للشعب الواعى المطالب بحقوقه والمدافع عن كرامته، ألم يعرف العالم بأسره كيف بعثرت الجماهير التونسية كل التكهنات والإستقراءات السياسية والمخابراتية، وصولا الى فرض مطالب مادية وأجتماعية وإصلاحات سياسية و دستورية، بالرغم من أن الدول الغربية وبعض العربية تري أن تونس بعيدة كل البعد من أن تكون مؤهلة لأحداث التغيير السياسي الإجتماعي ولوكان إصلاحيا ومحدودا.
أرجوا سيادة الرئيس أن تتفهموا أن الأحداث المتسارعة، والهجمات المرتدة، لن تنفع معها كل المسكنات التى تقدمونها لتهدئة الأوضاع وأمتصاص الغضب، والتى ستنتهى برحيلكم إذا ما أتخذتم الإجراءات الفورية واللازمة لذلك في الوقت الآني، وجلي بسيادتكم الموقرة أن تتذكروا في كل وقت بل في كل مساء وصباح مع الأدعية، (خير أتبريتك من نكز عني) لأنك ستقولها يوما ما إذا ما عالجت الأوضاع بشكل جدي وحيادي وشفاف ووووووو...........