شكل تعين أستاذة الحضارة الأمريكية بجامعة نواكشوط فاطمة فال بنت اصوينع المعروفة جيدا في الوسط الجامعي و المنحدرة من أسرة آل اصوينع المشهورة بكونها واحدة من أنجح أسر "لمعلمين" ، شكل تعيينها في منصب وزيرة الثقافة
والشباب والرياضة ضمن التشكيلة الوزارية الجديدة مصدر ارتياح بالغ في أوساط شريحة " لمعلمين " ، التي رأت في هذه اللفتة الكريمة من رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز بصيص أمل في قرب انبلاج فجر يوم جديد يعيد لهذه الشريحة الكريمة الأمل بعد أن عانت كثيرا من التهميش والإقصاء ... لقد حمل هذا الأجراء الشجاع أكثر من رسالة هامة . فهو يأتي كثمرة أولية للقاء الهام والناجح جدا الذي جمع فخامته مع وفد من شريحة لمعلمين الشهر الماضي – كنت من ضمنه - حيث قدم لنا الرئيس خلال ذلك اللقاء التاريخي تعهدات صريحة وواضحة بالعمل على إنصاف هذه الشريحة التي أثنى عليها كثيرا ، لقد خرجت من ذلك اللقاء بانطباع – كنت قد عبرت عنه في مقالي السابق - مفاده بان الرئيس ولد عبد العزيز سيٌقدم حتما على خطوات ملموسة .. لا حظت ذلك من خلال كلامه الذي كان يشف عند مشاعر حقيقية و صادقة اتجاه هذه الشريحة الكريمة والصابرة ، وبالفعل فقد ترجم الرجل أقواله إلى أفعال ، في خطوة هامة تستحق منا كل الشكر والثناء والتقدير انطلاقا من أن " من لم يشكر الناس لم يشكر الله " . إننا نعتبر هذه الخطوة بداية الغيث وإن كانت غير كافية على الإطلاق ، إذ لا يمكن أن نختزل إنصاف شريحة تمتلك كما كبيرا من الكفاءات - و ظلت مغيبة عن المشهد السياسي وعن المناصب السامية طيلة عقود من الزمن - في منح حقيبة وزارية واحدة ، رغم كونها خطوة هامة جدا ومرحب بها ، كما لا يمكننا بالمقابل أن نجادل بأن " لمعلمين" يمكن أن يتم إنصافهم بين عشية وضحاها إذ يتطلب الأمر وقتا و قدرا كبيرا من الصبر مع استمرار الضغط السلمي الهادئ ، حتى يحقق حراك هذه الشريحة أهدافه القائمة أساسا على مطلب نيل حقوق المواطنة التامة وما تحمله هذه الكلمة معاني سامية كالعدالة والمساواة والإنصاف . ويأتي تعيين معالي الوزيرة فاطمة فال بنت اصوينع من جهة ثانية في إطار سعي الرئيس محمد ولد عبد العزيز إلى استقطاب أصوات هذه الشريحة قبيل الانتخابات الرئاسية التي باتت على الأبواب بعد أن أبلت بلاء حسنا خلال الانتخابات الأخيرة حيث أمكنها إيصال نائب برلماني إلى قبة البرلمان بعد أن أسهم الحراك في تأطيرها وتوجيه أصواتها بشكل ملحوظ . وأخيرا يأتي إسناد هذه الوزارة الهامة لسيدة مثقفة جدا وتجيد ثلاث لغات عالمية ( العربية الانجليزية والفرنسية ) في مسعى من الرئيس محمد ولد عبد العزيز لإعطاء دفعة قوية لمكانة موريتانيا الثقافية من جهة وللتمكين للمرأة الموريتانية وعدم خسارة أصوتها في الانتخابات القادمة باعتبارها تشكل مخزونا انتخابيا كبيرا لا غنى عنه لمن يسعى إلى الفوز في الانتخابات القادمة . فشكرا لفخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز لأنه بتعيينه لهذه السيدة الفاضلة يكون بذلك قد وضع اللبنة الأولى على طريق إنصاف شريحة لمعلمين .. وشكرا لفخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز ، لأنه بتعيينه لأستاذة جامعية مثقفة يكون بذلك قد أنصف الثقافة .. وشكرا لفخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز لأنه بتعيينه لفاطمة فال بنت اصوينع وزميلاتها الأخريات يكون بذلك أنصف المرأة الموريتانية التي تشكل أكثر من نصف المجتمع .