لاشك ان الكثير من الشباب الموريتاني يترقبون لقائهم برئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز بفارغ الصبر، ولاشك ايضا ان غالبيتهم تعقد العزم على محاورته وجها لوجه، من هنا لغاية هناك لن أعطي حكما مسبقا على طبيعة وهزلية اللقاء،
بل اثمن الفكرة مبدئيا وظاهريا، وذلك نتيجة لما تكتسيه مثل هذه اللقاءات الشبابية من أهمية. فثقافة الحوار وآلياتها والتواصل وتبادل الخبرات والتجارب وإعطاء التصورات الفكرية والعلمية البناءة مسألة اكثر ما يكون شبابنا بحاجة اليها للنهوض بواقعه، لكن هذه الحاجة تشترط ان يسير اللقاء وفقا لما هو مأمول ومرتقب حينئذ لاريب سينبني لدى المسؤولين والشباب على حد سواء تصور ووعي بجملة المشاكل والاخطار المحدقة بهذه الفئة والتي تتطلب التصدي بحزم لها وابداء الحلول والمقترحات المناسبة.
من هنا سيدي الرئيس لا يفوتكم ان الشباب الموريتاني يمثل غالبية المجتمع %70 من اجمالي السكان حسب احصاءات الحكومة وحسب التقديرات ايضا فإن نحو 430 الفا من هولاء الشباب لا يجدون عمل,
اللافت في الامر هنا ان موريتانيا ورغم قلة سكانها وثرائها الاقتصادي الكبير المميز تعاني ازدياد نسبة البطالة وبالتالي انسداد الأفق في وجه الشباب الحالم ،, في ظل هذه المفارقة الخطيرة كيف نفسرون الظاهرة سيدي الرئيس؟
تتراوح نسبة البطالة في موريتانيا مابين 37% الى41% وتعد هذه النسبة هي الاعلى وسط المعدلات العربية التي تتراوح حول 20% في المتوسط ,وقد بدأت البطالة في التفشي في موريتانيا في سبعينيات القرن الماضي مع سنوات التصحر والجفاف تلتها نصائح البنك المركزي الدولي التي فرضت على الحكومة بوقف تعيين الخريجيين وإعادة هيكلة القطاعات الادارية, تزامن مع هذا كله تراجع قدرة القطاع الخاص على استيعاب مزيد من العمالة سنويا, ويرى البعض ان السبب الرئيسي وراء تفاقم ازمة البطالة في موريتانيا يكمن في عدة عوامل سلبية اهمها:
ان القطاع الحكومي هنا يشغل فقط 3% من قوة العمل البشري , مع عجز واضح للقطاع الخاص على توظيف العمالة فحتى الشركات العملاقة في موريتانيا كالشركة الوطنية لصناعات والمناجم "اسنيم" لا تشغل إلا 0.5% فقط من قوة العمل البشري, هذا كله فضلا عن المنافسة الغير عادلة التي يواجهها الشباب الموريتاني في سوق عمله بحيث ان مليون عامل اجنبي يتواجدون هنا ينافسونه.
فمثلا قطاع الصيد يوفر اكثر من 600 الف وظيفة لا يعمل منها إلا عشرة آلاف موريتاني والباقي للأجانب.
ويضيف البعض على هذه العوامل مرجعا اسباب البطالة عند الشباب في موريتانيا الى ثلاثة اسباب اهمها:
_ غياب الدعم السخي لمشاريع الشباب الخريخين العاطليين عن العمل وعدم حصولهم على قروض لإنشاء مشاريع مدرة للدخل بعد التخرج؛
_ عدم الإهتمام بالتخصصات المهنية وربط خريجيها بالسوق الإدارية ، كدفعات الأرشفة والتوفيق مثلا؛
_ غياب ورش تدريبية للشباب بشكل مستمر حول التكوين وامتصاص المواهب في اغلب المهن داخل المجال الغير مصنف.
سيدي الرئيس هذه هي جملة من التحديات التي تواجه الشباب الموريتاني والتي تحد من ديناميكيته وحركيته ،لذا فإني اتوجه إليكم بعيد اللقاء بضرورة إنهاء حالة الإغتراب هذه التي يعيشها الشباب ، وذلك في ظل عدم معرفتهم لطريقة الولوج الى سوق العمل ، وضبابية وضئالة الإكتتاب داخل الإدارة.
، واختم سيدي الرئيس بإن لسان حال هؤلاء الشباب يقول لكم قبل تفاقم الأزمة لانريد لقاءا سياسيا عابر فنحن عاطلون.