كل شيء في هذا البلد يعيش لحظة انهيار , القيم بكل تمظراتها وتشكلاتها تنهار , حرمة المقدسات تنهار , المساجد تنهار , المباني التعليمة تنهار و الشعب ينهار , المواقف تنهار , الأخلاق تنهار , أسس وجود دولة تنهار , المسؤوليات تنهار , كل شيء آيل للانهيار , لا شيء في هذا البلد إلا وهو في لحظة انهيار أو أنهار بالكامل , انهيار في انهيار , وتنهر في تنهر الذي تعيشه موريتانيا .
لا شيء يبعث للارتياح سوى التفكير في عمق الإنهيار الذي ينخر في جسم في موريتانيا المنهارة والمتنهرة , لاشيء يبعث للارتياح غير أننا ننهار وفي انهيار أحسسنا بذلك أو لم نحس .
لن يتوقف نزيف الانهيار نحو الانهيار الشامل ما دمنا نسير على الطريق الخطا ويسوقنا الخاطئ والمخطئ في تقدير الأمور وتقدير قيمة وأهمية دولة وكأن لسان حاله " أنا ومن بعدي الانهيار "
لاشيء في هذا البلد بمنأى عن الانهيار فماذا ننتظر بعد انهيار ما انهار , كل ما بي هذا البلد من شيء انهار فلا قيمة لنا , كل شيء يمكن وغير ممكن في الآن ذاته , لا احترام لأي شيء كان , لا شيء بمهرب عن الانهيار , ديمقراطتنا منهارة في ظل منطق الفردانية , أمننا منهارفي ظل تلخيصه في أمن ثلة لا تفيد البلد بغير الإساءة له , نحن ننهار بفعل الافتعالات الانهيارية التي يمارسها المنهارون .
مؤسف انهيار بلد في محاولة مذلة لاختزاله في ذات فردية نرجسية لا تؤمن بغير ذاتها , أنا أو من بعدي الحرب الأهلية , وانهمار شلال التقاتل , نحن منهارون لانهيار بقية من إيمان في وجود وطن , الكل لا يهمه غير ذاته وشخصه وما يجنيه بغض النظر عن وضعنا المبعث للشفقة الانهيارية , ما من لحظة على المرء التوقف والرجوع فيها لجادة ما يلزم سوى لحظات التوجه نحو بؤس الانهيار الشامل , البلد لا يحتمل لا يحتمل , ولننقذ ما أمكن إنقاذه وإلا فلنستعد جميعا لانهيار جرفنا الهاري إن لم نقم بناءه على أسس من التقوى .