منذ الوهلة الأولى لارتكاب جريمة تمزيق المصحف الشريف ليلة أمس بمسجد في تيارت ، والنظام يسعى جاهدا للالتفاف على هذه الجريمة النكراء ، عبر تصريحات وزرائه ومداخلات مسؤوليه في إعلامه الرسمي وفي تسريباتهم للإعلام الحر ، من خلال التشكيك في وقوع الجريمة أصلا
، وفي أنها ربما تكون ملفقة ، أو أنها ربما تكون قد وقعت لا من قبل فاعلين حقيقين وإنما وقعت من قبل شاة ( أو شياه ) زارت المسجد فيما بين العشائين وعاثت فيه فسادا ، مما يعني إذاك أن الشاة على دراية تامة بأن دورة المياه هي المكان المناسب لتدنيس المصحف الشريف فرمت به ممزقا فيها إمعانا في الإهانة والتدنييس .. ثم اختفت متوارية عن الأنظار في أسرع من لمح البرق قبل ضبط لوحة أرقامها .. وعبرَ تفسيرهم أيضا للتظاهرات والمسيرات الاحتجاجية على أنها أعمال مغرضة تقوم بها جهات معينة لتحريك مشاعر الشباب الطيب واستغلال حماسه لصالح أجندات أخرى إظهارا لعجز الحكومة عن السيطرة على الوضع( كما يقولون ) .
ومن هنا أفلا يكون ذلك التشكيك وهذا التفسير مسعى ساذجا غايته الالتفاف على هذه الجريمة النكراء ، و هدفه التغطية على مرتكبيها ولو إلى حين ؟
أليس في كل هذه الاختلاقات والتفسيرات الساذجة محاولة ممنهجة للاتفاف والتغطية على مثل هذه الجريمة البشعة التي تكاد السموات يتفطّرن منها وتنشقّ الارض وتخِرُّ الجبال هدّاً ؟! وإلا فلم لا يصدح إعلام النظام بمباركة الاحتجاجات وبدعم المسيرات وبالقبول بوقوع الجريمة كما وقعت ؟! فأين صرامة النظام وقدرته المزعومة للسيطرة على الوضع ؟! أم أن الوضع لا يتطلب التحرك و لا الاحتجاج المشروع ؟!
ترى متى يكون الاحتجاج في نظر النظام مشروعا مقبولا ؟! ومتى يكون المحتجون في نظر النظام (( على بابهم )) ؟ وهل وراء تمزيق المصحف الشريف وراء !! بل أين هي المبادرة في التحقيق الحق والمتابعة الجادة ، ولم لا يتم حتى الآن القبض على الجناة المجرمين و الكشف عن هوياتهم ؟!
إن ما يقوم به النظام الآن من مساع حثيثة في هذا الاتجاه لمن شأنه - خلافا لما يريد - أن يوقظ همم الشباب والشيوخ والنساء جميعا حول قضيتهم المحورية قضية الأمة بما يتطلبه ذلك من بذل للغالي والنفيس من أجل حماية المقدسات ، ولكن في هدوء وسكينة ، و بعيدا عن الشطط والغلو والانجراف الأعمى .. طالما أن المطلوب هو تصحيح الأوضاع لا تفجيرها ، وهو ما يستدعي من الجميع الوقوف صفا مرصوصا في وجه كل التحديات ووضع النقاط على الحروف بكل صدق وأمانة ، حتى يُقبض على الجناة المجرمين ويلحق بهم العقاب الرادع المستحق ...
وعندئذ فهل سيبقى للنظام مجال لأن ينجح في الالتفاف والتغطية على الجرائم والمجرمين ؟؟!