العلاقة التي يريدون للرئيس بحرقهم للمصاحف/ سيد محمد ولد احمد

لم أشأ الحديث عن المسيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم خوفا من تبعات كلمة تعاطف معه قد تخرج مني بغير علم أو قصد، لوضوح تجاوزه لحدوده، والخوف كل الخوف من تجاوز أحدنا لحدوده أيضا إذا تعاطف مع أمثاله. 

لم أستسغ قول بعضهم أن القانون الغربي المتبع في محكماتنا (بتزاوج شاذ مع الشريعة المتحولة إلى دعاية له)، يعطي كل مجرم الحق في الدفاع، حتى المتطاولين على الله ورسوله! عجبا، لقد تدرجنا في ركل أحكام الشريعة، والإستخفاف بها حتى وصلنا إلى القناعة بوجوب الدفاع عن المسيء إلى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم! 
نعم، في القانون الوضعي يستحق كل مجرم مهما كان جرمه الدفاع عنه، بل إن سب المسيح في أوربا ليس جرما أصلا، لكن هل يستحق عندنا من يتطاول على الله ورسوله الدفاع عنه؟ سؤال يجب على كل مؤمن أن يفكر فيه..
إن مرتكب جرم الإساءة يحاسب وفقا لما تمليه الشريعة، واختلاف الفقهاء المحللين لأدلتها هو الذي يحدد ذلك، وأرجح الأقوال هو القتل دون استتابة، أما إذا اتبعت المحكمة القول الآخر، فذلك أمر يقرره الحاكم.
كما أن الإجتهادات الشرعية ليست كالإجتهادات الوضعية كما ذكر بعضهم، فالعالم يفتي عن الله ورسوله، وليس من تلقاء نفسه، وفقا للدليل وما يوافق الشريعة، والقول بأن الإجتهادات الفقهية مجرد هباء إذا حضرت القوانين الوضعية، قول غير ممكن إلا في دولة ملحدة أوربية..
كيف يحرق البعض كتب علماء الفقه المالكي، ومختصر "خليل"، وهو عالم ناقل مجتهد، من أراد الرد عليه فليفعل، لكن بالدليل لا الوقود. فلنفرق بين العالم وغيره من الناس، والمفروض أن نكون جميعا علماء بديننا، أو على الأقل بالضروري منه كأركانه التي سنسأل عنها جميعا في القبر، فالعالم والشيخ الصالح كذلك مثله، بشر، الفرق بيننا وبين أحدهم أنه توغل في طريق ربه ورسوله صلى الله عليه وسلم بهمة أكثر، فتراكم لديه من المعارف ما يجعله فوقنا فهما وإدراكا، لكن ذلك ليس مدعاة إلى رفعه فوق مقام بشريته، أو التبعية الباطلة له، فهو إنسان، ترد أقواله وأفعاله إلى الصحيح من الكتاب والسنة (وهو موجود بحمد الله لأن الدين محفوظ، والله جل وعلا لن يتركنا بلا برهان، فالحق موجود إن وُجد العقل).
أقول هذا لأن بعض الشباب اليوم يبالغ في نقد العلماء، كلما رأى عالما في مجلس فيه رائحة الحكومة أو الأوقية، طار عقله، ولم يملك مسك لسانه، فطال الأخير حتى يتجاوز قامة العالم قد يكون من الراسخين في العلم، ويتناسى أنه قطعا أعلم منه، وبالتالي لا يستوي معه، ولا يعني ذلك أنهم جميعا خيرا منه، بل فيهم من يحمل أسفار كما هو معلوم. 
نعم، يمكننا كمثقفين معجبين بآرائنا – التافهة كثيرا- أن ننادي بضرورة إعلان الحرب على البدع مثلا، وننتقد العلماء الساكتين عنها، لكننا في الأخير نعذر كل من خط لنفسه خط المهادنة مع أهلها المساكين، فهم في الأخير إخوتنا في الدين ليسوا أعدائنا، وأحرار فيما ينتهجون، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. 
أقول قد يهادنهم العالم ظنا منه أن ذلك خيرا من الصراخ في وجوهم، لكن الحقيقة أن الصراخ والسب والمعاداة هي وسائل شيطانية لا تخرج إلا ممن تسكنه الشياطين، وهي الدليل على أن حاملها على باطل، فنحن إخوة في الإسلام، مختلفون في الألوان والأشكال والأرزاق فكيف نتفق في الأفكار؟ والحرب كما قلت بين الأفكار لا أشخاص الحاملين لها، وذلك من منطلق أن لكل شخص الحرية في اعتناق ما شاء، ذلك امتحانه، وتلك حياته التي سَيُسأل عنها وحده بعيدا حتى عن أبيه وأمه، أما أن يسيء الظن بأخيه المسلم فيمنعه مما عنده من الإسلام (طريقة، رأي، وغير ذلك)، ولا يسمع منه (اعتراض، نصح، وغيره)، ليصحح أحدهما للآخر على الأقل، فذلك خطأ بل جريمة في حق الدين لأن الأخير هو النصيحة كما هو معلوم.. 
نعم، قد ننتقد الرئيس في ظل هذه الديمقراطية العرجاء، وأعتقد شخصيا أنه إذا كان ديمقراطيا سيسعد بذلك، لكن ليس من حقنا أن نحقد عليه – ولا على غيره -، لأن المؤمن لا يحقد، بل إذا رأينا خيرا أثنينا، وإذا رأينا شرا اعترضنا، وخيرنا من قال خيرا أو صمت..
أما أن يتحول الحقد على البلد وعلى رئيسه، وعلى المسلمين إلى حرق كتاب الله، فذلك أمر غريب علينا، لكننا للأسف تساهلنا مع حرق كتب علمائنا رغم ما فيها من قرآن وحديث، والفاعل يجهل أن "العبودية" باب من أبواب الفقه في كل المذاهب، والفقه لم يأت من خلاء بل من الكتاب والسنة لأنه تفصيل لأحكام الله، ونظر في الأدلة حسب المتوفر منها لدى العالم والمجتهد، فالله تعالى لم يساوي بين العبد والحر في دينه. 
لكن مهلا، عن أي عبودية أتحدث؟ قطعا لا أتحدث عن العبودية الموريتانية التي يزعمون وجود حالات نادرة منها في هذا المنكب، ويتهمون بها من لا ناقة له فيها ولا جمل، فهذه العبودية عبودية غير شرعية، وليست مقصودة بالأحكام الفقهية، ولا بكتب الفقه، لأنها باطلة مبنية على ظلم الإنسان للإنسان. أما العبودية الشرعية فهي ناجمة عن الحرب بين دار الكفر والإيمان، وقد أقرها الإسلام، ونزل فيها القرآن الذي لا يستطيع رده من فيه ذرة من الإيمان، وهي غير مستبعدة، فالمسكين الساخط على أحكام العبودية لا يدري أن الكتب التي أحرق قد تعود أحكامها إلى الواجهة يوما إذا دارت الحرب مستقبلا بين الكفار والمسلمين (وستدور حتما)، فلنحمد الله على أنه لم يحرق كل نسخ المختصر..
لكن الجهل، والإستخفاف بالدين، وبالعلماء هو سبب الحرق والمروق. فليتق الله من يخشاه، وليتمادى في غيه مني شاء، في ستين داهية.. 
ثم تلى ذلك الإستخفاف برسول صلى الله عليه وسلم، وانتقاد أحكامه من منطلق عقلي واهي لا أساس له، فخرج علينا مقال سخيف لا تنتطح في تفاهته عنزان، يحلل بعض مواقف السيرة العظيمة بغباوة الشياطين.. 
ثم تلا ذلك حرق المصاحف، وهو فعل مخرج من الملة، فما أتعس الحارقين المحروقين إن شاء الله، مزقوا كتاب خالقهم الذي دلهم فيه على ما يلم شتاتهم في الدنيا والآخرة، وتسببوا في قتل نفس بريئة راحت ضحية المظاهرات العاطفية الغير عقلانية..
وهنا علينا التحذير من المظاهرات، فلا خير فيها، انظروا إلى مصر، كانت المظاهرات فيها سببا في إزهاق آلاف الأرواح، وربما تسببت في إضعاف البلد بأكمله، وقد تكون مدخلا للعدو إليه، فلاحظ أن أهدافها لم تتحقق، بل بالعكس تماما، وانظر إلى ليبيا التي نرجو من الله العلي العظيم أن يحفظها من التشرذم، وانظر، وانظر، لن ترى إلا شتاء عربيا قارس البرودة يسميه المغترون بالخطأ ربيعا..
ناقشت بالأمس أحد المقربين مني، زعم أن المظاهرات لابد منها! قلت له: إن الأحاديث الصحيحة تؤيد عدم الخروج على الحاكم المسلم، فقال: لا اعترف بها إذا كانت كذلك، فقلت: ولكننا كمسلمين عقلاء نعرف أن هذا الدين أوامر ونواهي، فنطيع ما ثبت منه تسليما، ونتبعه بدل اتباع الآراء والأهواء، وهذه الأحاديث تملأ اصح كتب الحديث (صحيح البخاري).. والأئمة الكبار كأحمد ومالك تعرضوا للإضهاد من طرف الحكام، بل وفي أمور أهم من تحقيق الديمقراطية التافهة، أمور تتعلق بجوهر الدين وعقيدته، فعُذب الإمام أحمد ليقر أهل البدع على مذهب المعتزلة العقلي السخيف، ولو فعل ذلك لفسد الدين كله، لكنه صبر لما أراد الله تعالى من حفظ دينه، ولم يدعُ أحدا إلى التظاهر أو الخروج، وكان بإمكانه ذلك لأن سواد المسلمين معه، ففكر في ذلك، ولا تكاد تجد في تاريخ الإسلام خروجا موفقا على الحاكم المسلم؟..
بل وصف الرسول صلى الله عليه وسلم الخوارجَ بأنهم يمرقون من الدين كما تمرق الرمية من السهم، رغم حسن قرائتهم وعبادتهم، وقال علي بن أبي طالب بعد أن أبادهم أنهم في أصلاب الرجال، سيظلون يخرجون، وصدق..
فالحاكم يطاع ما دام مسلما، والواقع المعاش اليوم من عدم تطبيق للشريعة وغير ذلك، يعم جميع بلاد المسلمين إلا دولة أو دولتين، وهو أمر مقدر علينا، فعلينا تغيير أنفسنا أولا، والعودة إلى الدين الصحيح الخالي من الشوائب والديمقراطية، لنتمكن بعد ذلك من تغييره، أو يمن علينا الله بحاكم عادل يعيدنا إلى المحجة البيضاء بحد السيف. وحتى ذلك الحين علينا الصبر، وإذا اهتم كل واحد منا بإصلاح نفسه أولا، صلحنا جميعا..
وكثير ما أكرر أن المقولة "ضعها في رقبة عالم واسترح" - وهي مقولة فاسدة-، أجدر بها وأنفع أن تكون "ضعها في رقبة حاكم واسترح"، فالحاكم هو المسئول عن تطبيق الشريعة، وهو المسئول عن إقامة الحدود، والويل له إذا تقاعس في ذلك لأنه مسئول عن رعيته، أفلا نستريح من هذا التظاهر، والعبث..
ثم إذا خرجنا في مظاهرة ساخطة، ومات أناس بسبب ذلك، أو خربت ممتلكات أبرياء لا يملكون غيرها، أو نجم عن ذلك مقتل عشرات الآلاف كما هو الحال في مصر، أو تدخل الغرب "لصوص الثروات" في البلد بطريقة مباشرة هذه المرة، وكنا نحن من المزينين للخروج بالهتاف الأحمق، أتظن يا صديقي العزيز أننا سنسلم من تبعية ذلك في الآخرة؟ أما كان خيرا لنا أن نعض على أصل شجرة، ونعتزل الفتن؟
إن الخروج إلى الشارع لا يجوز، والحاكم قدر من الله عز وجل، متى شاء أزاحه، وهو راحل راحل، اليوم أو غدا أو بعد غد، فإذا شاء رحل بالحسنات ودخل الجنة، وإذا شاء رحل بالسيئات ودخل النار، أفلا نفهم ذلك، ونحمد الله على العافية، ونصبر؟ 
هذه الحياة مجرد ابتلاء، ولو لم تكن كذلك لكانت حياة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه حياة راحة وتمتع، والعكس هو الصحيح، يعرف ذلك كل من قرأ السيرة النبوية الشريفة، فلا تخرج إلى الشارع معرضا نفسك وإخوتك ووطنك للخطر، خروجك هو هدف الملاعين الذين مزقوا المصاحف، فهم زمرة من الكفرة الناقمين على الرئيس وعلينا وعلى القرآن..
إن انتصارنا نحن العوام لله ولرسوله يكون بأمور، منها:
أولا: معرفة الله ورسوله تمام المعرفة، فالإيمان لا يتم إلا بذلك (لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب غليه من والده وولده والناس أجمعين)، وطبعا لا يمكنك ان تحب من لا تعرف حق المعرفة وإلا كان حبا ناقصا، ولمعرفة الله تعالى عليك بالقرآن الكريم فهو كلامه الذي تقشعر له جلود المؤمنين ثم تلين، فكأنك تناجيه إذا قرأته، وفيه من الحكمة ما يغني عن أحاديث عقلاء الناس، ويعطينا أمثلة خالدة تنفعنا في شتى مجالات الحياة، فلا يعقل أن لا نجهل به وبتفاسيره؟ 
فإذا أردت الصبر كان أيوب ويعقوب وغيرهما ممن ذكر في القرآن عونا لك، وبان لك أن مصيبتك قطرة في بحر مصائبهم، فترجو دخول الجنة شابا فوق الثلاثين، فارع الطول، لا نهاية لملكه، تدخل عليك الملائكة من كل باب، وتجلس إلى الأنبياء وخير الناس بدل الجلوس إلى هؤلاء، وتلاقى ربك الكريم، وتشرب من أنهار من عسل ولبن، وتملك قصورا، وحورا عين مقصورات في الخيام، وتخدمك الولدان والأشجار وكل ما في ذلك العالم الأبدي المريح، الذي لا شمس فيه ولا حقد ولا مرض ولا حزن، ولا موت..
ولو كانت الدنيا للتمتع فقط كما يتوهم كلابها المتقاتلين عليها لكان الأنبياء والصالحون أكثر الناس تمتعا فيها. لكنها لا تساوي عند الله جناح بعوضة، فلنجعله ميزان لنا من أجل السلامة.. 
وإذا أردت الكلام المحسوب المحرك للمشاعر، الذي لا يتقدم حرف منه على الأهم منه في إيضاح المعنى، فاقرأ آيات القرآن بتدبر، وفكر في سبب التقديم والتأخير... إلخ.
وإذا أردت قصصا تذيب القلوب خشوعا وتفكرا، فأقرأ قصص القرآن، كل قصة منها تجسد لك حياة ماضية تعتبر مثالا في مجالها، عامرة بالنبل والحكمة، تعظك أحسن موعظة، ما كانت حديثا يفترى كالقصص والخرافات التي نعرف، بل حقيقة تحكي أفضل وأحسن ما عرفه كوكبنا منذ استخلاف الإنسان فيه، فأبطال قصص القرآن هم خير الناس، وأشرارها هم أشر الناس، وكل في مجاله..
وإذا أردت معرفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقرأ سيرته العطرة تجد مثلك الأعلى الذي تبحث عنه في زوايا الطرق والطرقات، تجد رجلا يعتبر الجهل به عارا على كل مسلم يعرف حتى التافهين من المحيطين به تمام المعرفة، ولا يعرفه..
تأمل في قصة حياته التي هي خير القصص، تجد شخصا كريما متواضعا لا يصدر عنه إلا الطيب من الأقوال والأفعال، صقل أخلاق أصحابه وجعلهم أطهر الناس بعد الأنبياء، حتى أن الدموع لتخرج من عينيك متدفقة بغير قصد منك وأنت تقرأ قصص نبلهم ودفاعهم عن نبيهم وخضوعهم له ولرب العالمين، صبروا عندما ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وفدوا النبي صلى الله عليه وسلم، بأرواحهم، وكافأهم ربهم بتبشيرهم برضاه عنهم، وخفف عنهم في المواقف العصيبة كيوم أحد عندما أنزل عليهم النعاس وهم في قمة الجهد والتعب والحزن، فكان أحدهم ينام على مركوبه حتى يسقط سيفه في وقت يطير فيه النوم من العيون، ثم يأتينا من يزعم أنه يبغضهم (الشيعة) بإسم حب آل البيت الذين أحبوهم وصاحبوهم! وتلقى دعايته وسخافته رواجا عند بعض الجهلة الطامعين في أوساخ الدنيا التي لا تغني من عذاب الله!.. 
فالنبي صلى الله عليه وسلم أمة وحده، لا تستطيع إحصاء أفعاله الطيبة المحفزة على فعل الخير، ولا يمكنك بأي حال من الأحوال مقارنته بغيره من البشر فهو أفضلهم وأصفاهم، ومع ذلك اختار أن يكون عبدا رسولا، لا رسولا ملكا، ومات وعليه دَيْن ليهودي، وكان في أصحابه كأنه أحدهم، حتى أن بعضهم قدم رأيه في الحرب على رأيه، فقبله بكل تواضع (غزوة خيبر)، لم يدعوه أبدا من دون الله، ولم يقوموا على قبره كما يقوم المتأخرون على قبور أوليائهم، ولم يعبدوا الله لتتحصل لهم الكرامات، ويشار إليهم بالبنان، وتقدم إليهم الهبات كما هو حال الغافلين اليوم، بل كانت الكرامات في الصحابة قليلة، ضُربوا، وقتلوا، وعُذبوا، وهم أولى الأولياء وخير الناس بعد الأنبياء فصبروا، فأعتبر يا أخي..
وسوف أجمع مجموعا شيقا بعنوان "بكيت عندما قرأت هذا الموقف"، وهي مواقف من سيرته عليه الصلاة والسلام وسيرة صحابته أثرت فيَّ جدا، سأحاول جمعها بعون الله..
وفي الأخير، من الواضح أن المرضى الذين أحرقوا المصحف الكريم يهدفون إلى الإساءة إلى الحكومة وإلى الرئيس بالخصوص، مما يدل على أن له حساد كثر – نعوذ بالله من الحسد -، فلو كانت فيهم ذرة من الإيمان لما اتخذوا حرق المصاحف وسيلة إلى ذلك، فطرق تصفية الحسابات كثيرة غير ذلك؟ فعلينا أن نتعاون مع حكومتنا في هذه الظروف العصيبة ضد هؤلاء المجرمين وأشباههم، الذين يسيئون إلينا جميعا، ونكف أرجلنا وألسنتنا عن هذه المظاهرات..
وعلى بعض القنوات والمواقع أن تتق الله فيما تنشره وتعلنه، لأن هذا البلد إذا اشتعل تضرر الجميع..
كما على بعض الدعاة الحذر من الإندفاع في غير محله، والذي قد يفضي إلى تأجيج عواطف الناس ودفعهم إلى الخروج والعبث في الشوارع، الأمر الذي لا تسلم عواقبه، والرأي الذي يعطي للعامة حق التعبير عن غضبهم بالهتاف في الشارع لم يحسب حساب انه يتعامل مع العوام، وهم الخطر بعينه إذا انفلت الزمام، وكيف لا ينفلت وهم عوام يواجهون وحوشا أمنية؟! فإن لم يكن منعهم من الخروج إلا سدا للذريعة وخوفا من تغيير المنكر بمنكر أعظم منه، فذلك يكفي..
أما الرئيس فعليه إطفاء النار المتأججة في قلوبنا بالإمساك بهؤلاء المجرمين، وتقديمهم إلى العدالة، والأخذ على أيديهم بطريقة جدية تردع من يفكر في مثل ذلك الفعل مستقبلا، وكما يقول المثل المغربي: "يخاف، ولا يستحي"..

سيد محمد ولد احمد
[email protected]    

5. مارس 2014 - 16:56

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا