عاجل إلى فخامة رئيس الجمهورية / محمد الامين ولد احمد دي

فخامة الرئيس:
لقد كان الاوائل ممن ألفوا ساكنة هذه الربوع يطيعون العواذل لا لإرضاء العواذل ولكن لئلا تراوح الهيبة مكانها ولا تنتف الحشيشة
أطعت العواذل خوف الجفا == وخوف الحشيشة أن تنتفا

لكنكم يافخامة الرئيس لم تتركوا - وللأسف - حشيشة بينكم مع الشعب المتباين علما وثقافة وأدبا ودراية فزالت الهيبة والمكانة وانقشع الاحترام والإجلال.. كل هذا بسبب الفوضى التي أطلقتم عليها إسم "حرية التعبير"
فخامة الرئيس :
بعد كل ماشهدته فترة حكمكم المشرفة على الانتهاء من حرية - كثيرا ما اعتبرتموها – للأسف - انجازا في عديد خطاباتكم المشهودة- ألفت انتباهكم إلى آثار و فوائد هذا الانجاز المعدود في خطوات متسارعة متصاعدة:
1-إنشاء دكاكين مرئية ومسموعة ومقروءة في ثوب قنوات تلفزيونية، ومحطات إذاعية، ومواقع ألكترونية لارقيب عليها ولا سلطان تفتح أبوابها لكل من هب ودب من المتطرفين الطامحين إلى فرقة هذا الشعب وتفكيك بنيته الهشة أصلا.
2- حرق الكتب المالكية نهارا جهارا تجسيدا للحرية والانعتاق وكأن كسور الاسترقاق البالية تجبر بالتطاول على فقهاء المالكية !!
3 - صمتكم المطبق كذلك –الذي يجسد الضوء الأخضر- عندما تداولت وسائل الاعلام أشرطة ماجنة توحي بأفول شمس "بقية أخلاق وشيئ من التقوى" وبثبوت رؤية هلال الخلاعة والمجون في بلاد لم يعهد قاطنوها الجهر بالسوء ولو ظلموا ، ولا العزة بالإثم وإن سلموا .
4- طبعا -لازلنا نتدرج - مع فخامتكم - سلم إنجازكم المكين ..والآن نصعد بكم سلم " أبي جهل" عبر حرية التعبير الفوضوية حيث الإساءة على من لاينطق عن الهوى إمام الأنبياء ..وخاتم الرسل .. وشفيع الورى - عندما استنهض (ول امخيطير) همم البعض للوقوف ضد الغبن والتهميش، فضل طريق العدل بأعتى مراتب الطيش ، وأردى نفسه في سجين ..وما أدريك ما سجين ؟؟؟
5 - وأخيرا - وليس آخرا - تم تتويــــج هذا الانجاز بالإستهزاء بقمة الإعجاز والنور المبين ، والشفاء لما في الصدور - في يوم لا كالأيام - يوم تدشين أول قناة قرآنية في الجمهورية الإسلامية الموريتانية ولم يبق من سلالم الغي والفجور عند شرذمة الملاحدة الغاوين إلا الإقدام على بناء صرح الشرك كما فعل "فرعون": (ياهامان ابن لي صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى ...)
فلا تعجب يا فخامة الرئيس إن قال قائلهم: " ياعزيز ابن لي صرحا لعلي أطلع إلى إله محمد" !!!
فأنتم من بنى هذا الصرح صرح حرية التعبير في بلاد الفقر والأمية !! فما ذا تنتظرون منا يافخامة الرئيس ؟؟؟
أن نهنئكم على فترة رئاسية منتهية أحبطتم فيها جميع إنجازاتكم بإنجاز واحد (حرية التعبير)؟؟؟؟
يا فخامة الرئيس :
إذا كانت الأعمال والإنجازات تقاس بخواتيمها وأثرها على الأرض فماذا استفادت موريتانيا بتربعها على عرش حرية التعبير في العالم العربي سوى الويلات والكفر والفسوق؟؟؟ وماذا ضر دولة قطر (جنة الوطن العربي ) التي حكمت بالمؤبد على شاعر مس من جناب أميرها فكيف بمن أساء إلى جناب الرسول الأعظم ؟؟
وماذا ضر السعودية (ثاني احتياطي النفط ) عندما منعت شاعرا من نشر أشعاره ست سنوات بمجرد هجائه للأسرة الحاكمة (آل سعود) ؟؟؟؟
فخامة الرئيس :
في إحدى خطاباتكم صرحتم بأنكم تفضلون ما كانت عليه دول الربيع العربي مما هي عليه الآن ولعمري إنكم لمصيبون في طرحكم غير أنكم لم تستوعبوا الدرس بعد ..
فكل هذه الأزمات سببها حرية التعبير فلماذا أنتم تفاخرون بحرية لم نجن من ثمارها سوى التطاول على الله ورسوله وعلى أئمة المسلمين وعامتهم ؟؟؟؟
فخامة الرئيس :
أتدرون لماذا لم تجد حرية التعبير نفعا في عالمنا العربي ؟؟؟ لأن الشعوب العربية تعيش في معظمها تحت خط الفقر وكلما أتيحت لها فرصة للتعبير تعاورها الملاحدة بمساعداتهم الغذائية المسمومة بلقاح التنصير والإلحاد، لينشروا أفكارهم الواهية فتزل قدم الحريات بعد ثبوتها وتحل الفتن.
فخامة الرئيس:
لقد أضحى من نافلة القول أن "حرية التعبير" قد تصلح - بضوابطها - في أمريكا وأوروبا ، لكنها لاتصلح - حسب التجربة- في شعب يعيش أغلبه تحت وطأة الجهل والفقر، فلا يمكن لأمة في عقدها الخامس بعد الاستقلال أن تحاكي دولا في عقدها الخامس والعشرين بعد الاستقلال !!
فأناشدك الله – يافخامة الرئيس - أن تكمم الأفواه - لا لكبت الحريات المشروعة - وإنما لئلا يجد الملحدون - في أرض المنارة والرباط - بابا يمررون من خلاله رسائلهم المردودة
محمد الامين أحمددي
medleminedeye@ yahoo .fr

5. مارس 2014 - 17:14

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا