تعيش بلادنا هذه الايام احداثا كبيرة هزت كياننا وزادت من فاجعتنا اصابتنا بالذهول فأصبحنا لا ندري هل نحن نعيش في الجمهورية الاسلامية الموريتانية أم في جزيرة الواقواق التي لا تعرف نظاما ينظم حياتها و لا قانونا تتحاكم إليه .
بدأت الاحداث عندما قام الملحد محرق الكتب الفقهية في اليوم المشهود يوم الجمعة وبحضور الشاهد المشهود التلفزة الوطنية ، وحينها أقامت السلطات الرسمية الدنيا و ألقي الرئيـــــــس خطابه المشهود ولم يقعد الدنيا إلا بعد ما توج الجاني بلقاء خاص و منفرد دام اكثر من ساعة ، بعد هذا اللقاء سكت صياح رجال (الدين) بين قوسين و تحتها ما شئت من الخطوط الذيــــن أفتوا والقوا الخطب التي اججت الناس وسيرت المظاهرات في انحــاء البلد و ساعتـــــها كان النظام يعيش في مأزق يهدد بقاءه و هو موجة الربيع العربي و تداعيات الرصاصة الصديقة التي اصيب بها فخامته علي بعد خمسين (كلم ) تقريبا من المستشفي الذي عولــج فيه والتي هي الاخري مازالت محيرة للرأي العام الذي لم يصــــــدق الرواية الرسمية حيث أنه من غير المنطقي أن تكون سيارة الرئيس من دون حراسة و لا تعلم الجهات الامنية بتحركاته وبعدها يأتي ضابط بزي نصف عسكري و يسدد إليها رصاصة من الخلف وعلي بعد 100م وتذهــب الرصاصة بقدرة قادر الي خاصرة أو بطن الرئيس وتستقر فيها دون أن تؤذي الســــــــيارة أو تصيب رفيقه ،كما قال الضابط:( دقيت ركبت في اتراب أو صعت أتعايــين و أطلقت النــار أعل السيارة V8 أو ما كنت نعرف أنها سيارة الرئيس ) ، وحتي اذا كان ذلك ممكنا فهل يمكن للرئيس أن يظل ينزف طيلة هذه المسافة ويقود سيارته بنفسه أم أنه اوقف سيارته ليقودها رفيقه لماذا لم يتم القبض عليه أم أن الامن دورهم اطلاق النار فقط دون متابعة المشتبه به ، ويبقي هنا الشاهد الوحيد هو رئيس الدولة , بعدها ظل الملحد يصول ويجول في البلاد وخارجها ويحصد الجوائز تلوي الاخري معلنا بذلك ترشحه للاستحقاقات الرئاسية القادمة، وحسب رأيي الخاص أعتبر هذه الحادثة هي التي شجعت الاحداث التي تلتها ، جاءت الصفعة الاخري لهذا الشعب المسلم الابي أقوي وأكثر صدمة من الملحد الثاني احد ابنائه الذي ترعرع علي ارضه ورضع من ثديي امه سماحة الدين ومكانة الدين لدي المسلم وذلك بتطاوله علي جناب مقام خير البشرية محمد صلي الله عليه وسلم متهما إياه بتهم ونعته بنعوت لا يمكن أن توجه لأي شخص عادي إلا أقام دعاوي و وقفت الي جانبه منظمات حقوق الانسان والمجتمع المدني و علي رأسهم معيلات الاسر ، لكن مادام الامر يتعلق بجنابه صلي الله عليه وسلم انبري أحد المحامين و منظمة معيلات الاسر ونجدة المسترقين السابقين والنظام ممثلا في وزير عدله للوقوف الي جانب المسيء و لا زالت قضيته تراوح مكانها وبدأت الدول الغربية تتهاطل عليه بكريم عطاياها تارة بتأشيرة وتارة أخري بلجوء سياسي أو تجنيس حتي ،وذلك تكريما له علي فعلته، وما فتئنا نتلمس طريقنا الي محاكمة عادلة و سريعة للمسيء وذلك بعدما تأسس منتدى العلماء للنصرة ووكل محاميا للدفاع عن الجناب الشريف ، وكذلك بعدما خرج منتدى الديمقراطية والوحدة الذي حضرته الاحزاب السياسية والمركزيات النقابيـــة و المجتمع المدني و الشخصيات الوطنية المستقلة بتوصيات كانت علي مستوي التحدي الذي نعيشه في بلدنا منذ عقود ووضعت تصورات وآليات لتنفيذ تلك التوصيات , جاءتنا الفاجعة الكبيرة التي اذهلت الجميع ممن لهم قلب ينبض او دم يجري في العروق حيث تم تمزيق المصحف الشريف في كل من أزويرات وكنكوصة وأخيرا وليس آخرا في تيارت وبررت السلطات الرسمية هذه الفعلة الشنيعة في ازويرات بأن مرتكبها مختل عقليا و في كنكوصة مازال الفاعل مجهولا و في تيارت أول من علم بالموضوع فخامة الرئيس و العهدة في هذا الخبر الاخير علي الكاتب: محمدُّ سالم ابن جدُّ الذي كتب في مقاله: (كانت الأخبار شحيحة إلا ما كان من مراهق أفاد بأن سيارة توقفت أمام المسجد قبيل أذان العشاء وولج أحد ركابها المسجد فيما بقي آخرون على الباب يستعجلونه ثم خرج إليهم وانطلقوا مسرعين.
أحد الحاضرين اتصل بالرئاسة مشعرا إياها بالأمر وفعلا تحدث الرئيس بعيد الحادث إلى الإمام وطمأنه على أن البحث عن الفاعل –أو ألفاعلين- سيجري وسينال من ثبت تورطه جزاء وفاقا
ويبدو أن الرئاسة أشعرت الجهات المعنية فتحول حينا الهامشي إلى مورد للمسئولين من أمثال وكيل الجمهورية وحاكم تيارت وعمدتها ومسؤول في جهاز الشرطة القضائية وتولت المفوضية المعنية الجانب المتعلق بها من الموضوع. وأوفد التلفزيون الرسمي زوال اليوم (الاثنين) بعثة منه لتسجيل مقابلة مع فضيلة الإمام ربما تبث هذا المساء( انتهي الاستشهاد.
معرفة الرئيس بالخبر قبل السلطات المحلية والجهوية ( الشرطة – العمدة - الحاكم – وكيل الجمهورية – مدير الامن الجهوي – المدير العام للأمن – وزير الداخلية )واتصاله بالإمام فك الله أسره أمر يدعو للاستغراب و للتساؤل معا , هل هذه السلطات الامنية غائبة عن عملها أم مغيبة؟ أم هل الدولة محكومة ممن لا نراهم أمامنا؟ والغريب في الامر أن رجال (الدين) الذين كانوا يدعوننا للخروج صاحوا هذه المرة بأن الخروج في المظاهرات للتنديد بالحادثة بأنه حرام و من قتل فدمه هدر, وبناء عليه وبصفتي مواطنا يحق له معرفة ما يدور في وطنه اتوجه الي النائب العام ومباشرة عبر اثير التواصل الاجتماعي بأن يوجه لائحة اتهام لرئيس الجمهورية لتوضيح اسباب هذه الاحداث الجسيمة التي كل منها تنسي ما قبلها (الرصاصة الصديقة -المحرقة-الاساءة-تمزيق المصحف) ، كما لا انهي مقالي هذا قبل استنكار واستهجان ما تلفظ به رئيس المحكمة السامية و وزير الاعلام بتوصيفه لشهيد المصحف تغمده الله برحمته وادخله فسيح جناته والهم ذويه الصبر والسلوان (وصلت للمستشفي جثة) دون الترحم علي هذه الجثة مهما كانت و تعزية اهلها , قساوة قلب ما بعدها قساوة , حسبنا الله ونعم الوكيل, اخوتي الكرام ماذا ننتظر بعد تمزيق القرآن و تدنيسه؟ هل ننتظر فبهم فأبدأ؟
لله الامر من قبل و من بعد ,حفظ الله ديننا و وطننا و الهمنا رشدنا انه ولي ذلك والقادر عليه.