يجب أن لا تشغلنا الشكوك وشعارات الساسة وصمت الحكومة" المريب " عن واجبنا في الإعتراف ومحاسبة الذات والضرب بيد من حديد على مثل هذه الممارسات التي تشكل منعرجا خطيرا في تاريخنا ووصمة "عار " في جبين أرض "المنارة والرباط"
لنكن صرحاء فا الجريمة التي ارتكبها مجهولون قبل أيام بتدنيسهم للمصحف الشريف لم تكن في حقيقتها إلا امتدادا لجملة ممارسات سابقة ومحاولات باهتة للمس من مقدساتنا كان علينا أن نكون أذكياء فحين اعتدي على مالك في "موطئه " وابن عاشر في "نظمه" وأبي زيد القيرواني في "رسالته" والخليل في " متنه " كان من البديهي جدا أن القادم أمر وقد جسدت فعلة "ولد امخيطير" دليلا بينا على أن المؤامرة محكمة والأهداف محددة , واليوم يمزق كتاب الله على مرآ ى ومسمع من الناس دون أن يحرك ساكن
دعني من المظاهرات والبيانات والإختباء وراء جدران الصمت فقد كنا مسؤولين مسؤولية كاملة عن ضرورة التحرك لوقف موجة الإلحاد التي رأينا بوادرها ونذرها رأي العين لكن التخاذل وثقافة "التطبيل والتزمير والتمييع " والرقص على أنغام الخطابات الجوفاء والوعود العرقوبية والأيمان" المغلظة والمنتديات المزيفة كانت أكبر من عاطفتنا اتجاه مقدساتنا , فكان طبيعيا أن نشرب دموع الحسرة على ضربنا في هويتنا على انتزاع إرادتنا على اغتيالنا في وازعنا الديني
لنكن صرحاء فنحن شئنا ذالك أم أبيناه كنا "أداة" من الأدوات التي ارتكبت بها الجريمة, كنا طرفا في الحادثة ,على الأقل طرفا بصتمنا بتخاذلنا باعتمادنا سياسة تشبيك "السواعد" شعبا وحكومة اتجاه موجة الإلحاد التي باضت وأفرخت في شوارعنا وبعنترياتنا التي لا تقتل ذبابة
سامحوني فاليد التي مزقت المصحف الشريف مزقتنا قبله شر ممزق, شتتنا , فرقتنا , كسرت جسور وحدتنا , ثم أجهزت علينا بفعلتها الاخيرة , أجهزت على أمة ميتة على شعب يحتضر على حكومة "مثملة" فاقدة للوعي تحت تأثير " هلوسة" الديمقراطية المعلبة وحبوب "المشاريع الغربية المقيتة " وحقن "الحداثة" وصيانة الحريات التي لا تكفل رغيف خبز لجائع ولا وشاح كساء لعاري , ولا جلسة استئناف لمظلوم .
باختصار شديد واسمعوها مني : أبنوا في "صمت" فقيدكم , وامسحوا ,دموعكم , ولملموا جراحكم واقرؤوا على أرض المنارة والرباط السلام .