الإنترنت.. بين الحرية والمفسدة / الشيخ ولد التراد

التطاول على الدين والاستهتار بالرسل والأنبياء والمقدسات جريمة كبرى وطريق من طرق الشيطان التي تُخرج صاحبها من الملة، وظاهرة طالبي الشهرة الذين يعتقدون أن السخرية والاستهزاء بالدين وقيمه تضعهم في دائرة الضوء ليست جديدة، لكن مع تعدد وسائط الإعلام وظهور مواقع

التفاعل الاجتماعي وصعوبة المراقبة ازدادت هذه الظاهرة وأصبح بعض المنحرفين يعتقد بأن السخرية من الدين نوع من البطولة والجرأة، بل ربما ظن البعض أنه بهذه الطريقة يصبح في عداد النخب.

ما أسباب هذه الظاهرة الغريبة على مجتمعنا الشنقيطي الإسلامي؟

من المعروف ان شبكة الانترنت باتت اليوم الوسيلة المثلى لإقتناء المعلومات والاخبار في العالم وهذه الوسيلة التقنية لا ينبغي حجبها كليا بمعنى ان الحجب ليس هو الحل ولكن من المعروف ان الحرية المطلقة مفسدة مطلقة" ولا شك ان هذه الحرية الغير مقيدة بضوابط هي السبب في انفجار هبات التطاول على المقدسات  هذه ولكن هنا يجب اولا سن قوانين رادعة تحمي المقدسات وهذا واجب شرعي وهو ضرورة و حرية تكفلها كافة الاديان ومن هنا ايضا يجب انشاء شرطة رقابية على مجمل المواقع الالكترونية

يقول معالي د. محمد بن علي العقلا: حقيقة أن التطاول على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وكذا السخرية والاستهزاء بالدين في أركانه وكل تشريعاته، جريمة كبيرة وظاهرة خطيرة تتجاوز كل الحدود، وما يلفت النظر أن هذا المسلك أصبح ظاهرة في عصرنا اليوم ولعل من أبرز أسبابه:
ضعف الوازع الديني الذي من أبرز أسبابه ضعف التربية الدينية وغياب دور الأسرة التربوي في هذا الجانب.
وكذا الانفتاح على العالم الآخر والتواصل معه عبر الوسائط الحديثة دون أن يكون لدى الإنسان ولاسيما الشاب الحصانة الدينية والمعرفية، وبالتالي يتأثر سلباً بما يقرأ أو يسمع أو يشاهد، وينساق وراء بعض الأطروحات التي تضع شعارات براقة كالحرية والبحث عن الحقيقة وتتلاعب بالألفاظ والمصطلحات ومن أسباب التطاول على المقدسات الدينية كذلك عدم تنفيذ العقوبات الرادعة على من يمارسون هذا الدور. أما التفكير والسلوك الذي يؤدي إلى تلك المسالك فهو ذلك التفكير التبعي الذي يقلد التيارات الفكرية ويأخذ بقشورها دون إلمام بتفاصيلها، بل دافعه البحث عن الشهرة ومخالفة الحقائق السائدة. وتحصين الشباب الذي أصبحت وسيلة تعبيره الإعلام المفتوح يكون بأمور منها: التحصين الذاتي للشباب؛ وذلك لا يتأتى بالزجر والردع والمنع، بل بالتربية السليمة التي أساسها كتاب الله وسنّه نبيه محمد عليه الصلاة والسلام .

الإنترنت مكان رائع للترفيه والتعلم ولكن كغيره من الأماكن الكثيرة التي تشوبها بعض الكثير من المخاطر التي لا يفضل الراعي أن تقع بين أيدي رعيته . هنا صار لزاما على المجتمع ان يتعاون  بشكل إيجابي من أجل حماية مقدساته، ولكن ما من قيود اجتماعية ومادية لتصفح الإنترنت. ففي أمريكا يوجد قانون الرقابة على الإنترنت لعام 1995، والذي يعرف أيضا بقانون Exon/Coats للياقة الاتصالات، تم التقدم به إلى الكونغرس الأمريكي.
وهذا القانون يجرم إتاحة أي مواد غير لائقة للأطفال، فما بالك لو استخدمته الشعوب الاسلامية  في حماية مقدساتها

من المهم جدا بالنسبة للدولة تقديم الإرشاد الأخلاقي لمجتمعاتها، ويجب كذلك أن تتحمل االسلطات هذه المسئولية كاملة، ولكن في نفس الوقت علينا أن نستقر على بعض التوجهات القصيرة لحل المشكلة بطريقة أكثر فعالية أيضاً. والحلول التكنولوجية تعد أحد بدائل الرقابة الحكومية، وهذه البدائل تحول دون سوء استخدام الإنترنت ولها نفس آثار الرقابة الحكومية. وأحد أمثلة الحلول التكنولوجية برنامج (SurfWatch).
بعض مزودي خدمة الإنترنت أمثال America Online يسمحون للآباء بالتحكم في نوعية جلسات الدردشة على الإنترنت المتاحة لأطفالهم، وهناك حل تكنولوجي آخر للآباء والأوصياء وهو تخصيص خادم وكيل منفصل لمتصفح أبنائهم.
لا توجد برامج كمبيوتر يمكنها تصنيف مواد الإنترنت تلقائيا وبصورة يعتمد عليها، فالبشر فقط هم الذين يستطيعون أن يقوموا بهذه العملية، ولهذا فإن تصنيف محتويات المواد المعروضة على الإنترنت عند الإعلان عنها أمر مهم جدا إبان استخدام الحلول التكنولوجية. السواد الأعظم من مستخدمي الإنترنت في الوقت الراهن يصنفون الأشياء التي يعرضونها بفئات قياسية، ويتركون إمضاءاتهم في نهاية المادة المعلن عنها، فالمزيج الذي يتألف من تنصيب برامج الرقابة وتصنيف المواد المعروضة على الإنترنت يعد حلاً أفضل بكثير من الرقابة الحكومية
عزيزي القارئ يعتقد الكثير من خبراء الانترنت في امريكا ان رقابة الحكومة للانترنت هي ربما امر اشبه بالمستحيل ولكن لا ريب في سن قوانين رادعة تحمي المقدسات هنا ستتمكن حكومتنا بلاشك من امتصاص هذه الهجمة الغير مبررة للبعض على المقدسات


[email protected]

6. مارس 2014 - 15:39

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا