بوصفي مواطنا موريتانيا مسلما يعيش على أرض الجمهورية الإسلامية الموريتانية في هذا العهد الذي يقوده رئيس العمل الإسلامي، فقد توقعت في مساء الأحد وصبيحة الاثنين أن أشاهد اللقطات التالية:
اللقطة الأولى : إصدار بيان رئاسي، أو ظهور الرئيس وهو يلقي خطابا على تمام الساعة العاشرة من مساء الأحد الموافق 03 مارس 2014 يعبر فيه عن صدمته الشديدة من حادثة تمزيق المصاحف في مسجد "خالد بن الوليد"، ويعلن في هذا الخطاب أن قوات الأمن قد وُضِعت في حالة استنفار قصوى حتى يتم القبض على مرتكبي هذه الجريمة الشنعاء وإنزال أقصى العقوبات بمرتكبيها.
اللقطة الثانية: خروج علماء موريتانيا في ساعات متأخرة من مساء الأحد، وقيادتهم للمسيرات التي خرجت بشكل عفوي في مساء الأحد وصباح الاثنين، وذلك من أجل ترشيدها وتوجيهها حتى لا تنحرف عن مسارها الصحيح ( بالمناسبة لا يليق بالعلماء أن يقودوا مسيرات للدفاع عن الكتب الفقهية، ويدينوا مسيرات تدافع عن المصحف الشريف).
اللقطة الثالثة : في الساعة العاشرة من صبيحة الاثنين 04 مارس 2014 : ظهور عدد من أفراد الأمن بأزيائهم الرسمية، وهم يرفعون مصاحف ويتوسطون المحتجين أمام القصر الرئاسي، في مشهد نادر من نوعه، وذلك للتعبير بأن الإساءة للمقدسات الدينية هي إساءة لكل الموريتانيين، سواء كانوا عساكر أو مدنيين، في المعارضة أو في الموالاة .
اللقطة الرابعة : على تمام الساعة الحادية عشر : المواقع الإخبارية تتحدث عن انطلاق محاكمة كاتب المقال المسيء في نواذيبو.
اللقطة الخامسة: على تمام الساعة الثانية عشر: كل الأحزاب السياسية ( المعارضة والموالية) تعقد مؤتمرا صحفيا تعلن فيه عن تنظيم أضخم مسيرة ومهرجان في تاريخ موريتانيا وذلك للتعبير عن استنكارها الشديد لجريمة تمزيق المصاحف في مسجد خالد بن الوليد. وقد ظهر في هذا المؤتمر الصحفي رئيس منسقية المعارضة وهو يجلس بجوار رئيس أحزاب الأغلبية وبجوارهما يجلس رئيس كتلة أحزاب المعاهدة ورئيس كتلة التحالف الوطني.
اللقطة السادسة: على تمام الساعة الرابعة مساء: بيان قوي وشديد يتصدر كل المواقع الموريتانية ويدين بأقسى العبارات جريمة تمزيق المصاحف. البيان من توقيع المنظمات الحقوقية في موريتانيا..
اللقطة السابعة:على تمام الساعة السادسة مساءً: ظهور حشود كبيرة من الموريتانيين وهي تحاصر مبنى الوكالة الموريتانية للأنباء وترفع شعارات تعبر من خلالها عن استيائها من تجاهل الوكالة لفاجعة تمزيق المصاحف، والانشغال عنها بأسفار وزير التنمية الريفية، وباستقبالات وزير التوجيه الإسلامي. هذه الجموع أصدرت في نهاية وقفتها الاحتجاجية بيانا أعلنت فيه بأنها ستنظم وقفات أخرى أمام مبنى التلفزيون والإذاعة وكذلك أمام وزارة الاتصال.
في المجمل، كانت سماء نواكشوط صافية، يوم الاثنين الموافق 04 مارس 204، ولم يشاهد أي دخان في سمائها، ولم تطلق أي قنبلة مسيلة للدموع في أي مقاطعة من مقاطعة العاصمة، ولم يجرح أو يستشهد أي موريتاني، باستثناء أولئك الذين سقطوا شهداء بفعل الزحام الشديد في المسيرات نظرا للحضور الجماهيري الكثيف، والغير مسبوق.
حفظ الله موريتانيا..
محمد الأمين ولد الفاضل
[email protected]