1- انتهى الحديث تقريبا عن التنديد بتمزيق المصحف في اليومين الأخيرين، وأصبح الحديث يتمركز أساسا حول اتهام من طرف النظام لأشخاص ومؤسسات بالتحريض على التظاهر وتهديد السلم الاجتماعي، واتهام من طرف المعارضة (حزب تواصل أساسا) وشخصيات مستقلة للنظام بضعف الأمن وعدم القدرة على الحفاظ على المقدسات، وبرز بين الرأيين رأي ثالث يحث الجميع على توحيد الرأي والجهد كي تمر الأزمة "بسلام".
2- سبق ذلك تضييق من النظام على إحدى القنوات الوطنية، وعرقلة بعض الصحفيين عن تغطية أحد النشاطات الاحتجاجية لجماعة أحباب الرسول. ومن هذه الحادثة بدأ الخط التحريري لبعض المدونين الحداثيين يتبلور شيئا فشيئا لتأييد النظام في خطواته وتشجيعه عليها، باعتبارها "تحافظ على الأمن وتغلق الباب أمام الرعاع والمتشددين".
3- في يوم الخميس السابع من آذار أصدرت وزارة الداخلية أمرا بإغلاق جميعة المستقبل التي يرأسها الشيخ محمد الحسن ولد الددو ومصادرة ممتلكاتها، وفي صباح اليوم التالي تم إغلاق مركز نور الصحي ذي النشاط الخيري تقريبا، كما تم إغلاق المعهد الإسلامي لتعليم البنات قبل أن يكمل نصف عقده الثاني منذ انطلاقته.
4- كان من الواضح أن هناك ضغوطا ثلاثية الأبعاد على الرئيس ولد عبد العزيز، من طرف السعودية والإمارات بشكل مباشر، ومن طرف مصر بشكل غير مباشر. وكان ولد عبد العزيز رفض تلك الضغوط بعد رفع بعض الشباب الموريتانيين الإسلاميين لشعار رابعة أمام وزير الثقافة المصري محمد عرب في شباط الماضي. لكن وبعد مشاركة حزب تواصل في منتدى الديمقراطية في آخر شباط وأول آذار، أزعج ذلك الرئيس ولد عبد العزيز، واستجاب "راضيا" للضغوط بعد لقاء مطول مع سفير السعودية في موريتانيا.
5- بدأ التنسيق بين السعودية والإمارت في العمل ضد ما يعرف بالإسلام الوسطي -على الصعيد الموريتاني- في حزيران يونيو 2013، قبل انعقاد مؤتمر علماء المسلمين بالقاهرة في الثالث عشر من الشهر ذاته. وحدث لقاء في السعودية بين عالم موريتاني عالمي وبين سفير الإمارات في السعودية، نتج عن اللقاء استقالة ذلك العالم من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وقدمت الإمارات بعدها خدمات لموريتانيا منها مشروع الطاقة الشمسية الذي لا يزال بصدد التنفيذ.
6- بكسب السعودية والإمارات في صفهما عالما كبيرا من هذا الوزن، صار لزاما عليهما وعلى السعودية بالخصوص إنشاء علاقة حميمة جدا بين تيارها الوهابي والتيار الصوفي في موريتانيا، وأنشَأت لذلك أرضية إعلامية خصبة في المنتبذ، من تجلياتها قول مدير إحدى القنوات الوطنية في تدوينة له "خرجت من هذه الصلاة عازما على ألا أصلي بعدها في غير مساجد الصوفية".
عشتم طويلا.