تشهد الساحة الوطنية منذ عملية تدنيس المصحف الكريم ثورة قلمية وإرهابا فكريا وغزوا كلاميا منقطع النظير، ملأ هذا الحبر المسموم مانشتات الصحف وواجهات المواقع ، فدنس الأعراض والشرف ولم يسلم من نيران أقلام هؤلاء صالح ولا طافح.
عشر مقالات وأزيد في اليوم الواحد لكتاب من فكر واحد وتوجه واحد وفلسفة واحدة هدفهم واحد وخطابهم واحد ولا يريد هؤلاء أكثر من شيء واحد إشعال فتنة وتدمير أمة.
وحتى وإن تباينت مرجعيات بعض هؤلاء فإنهم يصنعون لأنفسهم خطوطا يلتقون عندها لتصب كل الاتجاهات في تلك الغايات بأسلوب تحريضي مكشوف.
قرأت اليوم عدة مقالات لكتاب أجمعوا على عدائهم لهذه الأمة من خلال كتابات تصب بجملها في التحريض على الفتنة والشغب والفوضى.
خاتمة غير متوقعة ، عزيز يطأ كومة الجمر، سياسة تجفيف منابع الخبر، لا تشرب من كأس الوزير يا عزيز، رسائل بالشمع الأحمر من السلطات إلى إخوان موريتانيا ، معزاة معارضة وراء تدنيس المصحف ، رئيس مكافحة العمل الإسلامي .
محمد الأمين الفاضل ، الشيخ أحمد البان ، الحاج ولد المصطفى ، محمد عبد الله ولد الحبيب ، سعيد ولد حبيب ، عبد الرحمن ودادي ، عبد القادر ولد الصيام.
تلك هي عناوين المقالات وذلك هو الإنتاج وهؤلاء هم الكتاب الذين تحاملوا على رئيس الجمهورية وعلى الوطن وأوصى معظمهم بضرورة التضحية لنجدة البلد.
من هؤلاء؟ وما هي مرجعياتهم الفكرية؟ وما هي الأدوار التي أسندت لمعظمهم في مؤتمر المعارضة
الأخير؟
أسئلة أعتقد أن الإجابة عليها قد تساهم إلى حد كبير في تحديد الجهة التي تقف وراء الأحداث التي شهدها الشارع الموريتاني مؤخرا والتي راح ضحيتها شاب في مقتبل العمر.
كيف يذهب المزاج والعاطفة بهؤلاء إلى تحميل رئيس الجمهورية مسؤولية تدنيس المصحف ؟
أعتقد أن المشروع الإسلامي الذي تناضل الجماعات الإسلامية إلى تحقيقه داخل وخارج موريتانيا هو اليوم في وضعية مريحة في موريتانيا مادام هؤلاء يبحثون عن حزب ذو مرجعية إسلامية معترف به حصد كما معتبرا من البرلمانيين والمستشارين البلديين في الانتخابات الأخيرة ، ومادام هؤلاء يتوقون إلى هوية إسلامية لا مساومة عليها ، وما دام هؤلاء يريدون مشهدا إسلاميا يكرم فيه العلماء والأئمة وحفظة كتاب الله ، وأعتقد أن أي خلل في تعاطي هذه الجماعة مع مقتضيات المشهد هو بمثابة تدمير لمشروعها السياسي.
الحقيقة أن موريتانيا ليست مصر ولا العراق ولا سورية لأننا في موريتانيا لم نجمع على أي شيء بقدر إجماعنا على هويتنا الإسلامية ونعتبر كل الأنظمة التي تعاقبت على الحكم مهما كانت هفواتها أنظمة مسلمة ، ولأننا في موريتانيا لا نرضى بأن يتشبث البعض منا بالإسلام دون غيره.
نحن كلنا مسئولون عن الوطن مطالبون بالذود عن حرماته ومقدسات أهله وهو ما يقتضي منا جميعا أن ننتج عناصر الوحدة وننسج خيوط القوة وأن لا نعمل على إنتاج مادة التفرقة ووقود الفتنة .