إغلاق جمعية المستقبل كشف للمستور / د.محمد المصطفى ولد إبراهيم

أريد للإسلاميين الوسطيين في موريتانيتا أن يكونوا وقود نار تفتعل لها الأسباب بين الفينة والأخرى بعد أن حددوا مرجعيتهم بالدين الإسلامي الحنيف, واختاروا سمة الوسطية ممارسة وسلوكا و أثبتوا أهليتهم للمسؤولية ووطنية مشروعهم فاستحوذوا ثقة الشعب ,  فكانوا أكثر دهاءا  فتحولوا عناصر إطفاء لكل أزمة مفتعلة ليكونوا وقودا لها وتبخرت أحلام المراهنين لتبرير استهدافهم ... فانكشف المستور .                                                                                                         

  بكل تخبط وعنجهية أغلقت الداخلية الموريتانية  جمعية المستقبل للدعوة والثقافة والتعليم التي يترأسها العلامة الشيخ  محمد الحسن ولد الددو أطال الله في عمره ونفع بعلمه , رئيس معهد تكوين العلماء ونائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين  و سفير الكتيبة الشنقيطة الأولى في عصرها الذهبي التي أغدقت العالم علما وورعا مغربا ومشرقا  , ففي مفاجئة لنظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز وحنينا منه  لكرسي الرئاسة في نهاية مأمورية أولى مليئة بنقاط الاستفهام والسلوكيات الغريبة على هذا الشعب المسلم والمسالم  جاءت الخطوة, عطاء غير مشهود وباكورة منجزات فظيعة تصدر للدول الإفريقية  من رئيس الاتحاد الإفريقي الجديد وكأن لسان حاله يقول خذوا عنى مناسككم مستحضرا الآية الكريمة "لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم " .                                                

  فبعد سنوات عجاف من هذا النظام وغداة محاولات لا تحصي ولا تعد من اللعب بالنار وتعميق الهوة بين مكونات المجتمع الموريتاني , كان لزاما أن نقول الساكت عن الحق شيطان أخرس... لقد أحي هذا النظام ومن جديد كل المفاهيم الرجعية من جهوية وقبلية و زبونية مفرطة ونظم طرق الفساد وقيض سيادة الدولة وفقدت العدالة بين المواطنين وكثر التزلف , ولم يكتفي بذلك فحسب فدق إسفين أوتار الأمن والسلم الاجتماعي  فأجج الطائفية والعرقية المقيتة وأستعطف الفقراء والأرقاء السابقين واستهلك ملف الإرث الإنساني والمبعدين والمتدينين البسطاء من أئمة وغيرهم , وصمت الآذان بالتسويق لمنجزات مكلومة كثيرا ما تنقشع للمدى القريب وخرج الرئيس ذات يوم  على الملأ مرددا موريتانيا  دولة إسلامية وليست علمانية ... وإن بقي لحرية التعبير من متسع فعلى النقيض نحن الآن من ذلك حيث أصبحنا دولة بوليسية استخباراتية متجبرة ومتحجرة ومحتقرة لكرامة المواطن  ومتلاعبة بمشاعره وعقله لا يؤمن فيها على النفس والمال والعرض   ...فماذا بقي من  المقدسات إلا وانتهك ؟!!   ...  ففي مأمورية هذا الرئيس  حرق المصحف بغض النظر عن الفاعل المدلل الطليق  مع الحيوانات السائبة  !!! وفي مأموريته بالرغم من عدد فقهاء المالكية المدافعين عنه والمحيطين به حرقت أمهات كتب الفقه المالكي و أرعد مجلس الوزراء و أربد و أوصي بالمعاقبة فكانت المكافأة ... وفي مأموريته أيضا حيث صفاء هذه الأرض وتصوف أهلها وتساويهم في محبة الرسول الأعظم محمد صلي الله عليه وسلم سب الرسول وطعن الموريتانيون في شغاف قلوبهم وتعهد الرئيس بمعاقبة الزنديق المتطاول وأوكل الأمر للعدالة فلم نسمع بعد ذلك  إلا عن مصادرة و قمع وتوقيف أنشطة أحباب الرسول صلى الله عليه وسلم , لكن هل أدركت وزارة الداخلية أنها ما أغلقت الجمعية هدفا ولا مبتغي ؟ وكما يقال من خلف لم يمت  , لقد تركت أبناء بررة شربوا من معينها سلوكا وسطيا وتربية إيمانية يجوبون هذا الوطن الغالي هم ليسوا بحاجة لمقرات ولا وسائل يتخذون ظهور العيس مدرسة يبينون دين الله تبيانا , لقد أغلقت وزارة الداخلية منزلا وصادرت معدات وبالمحصلة منعت فقيرا أو يتيما أو أرملة من حبة دواء أو معاينة طبيب أو كسوة أو رغيف خبز ...  لقد منعت الداخلية معهد تربية الفتاة الموريتانية كأهم رافد منذو 14 عاما لتدريس منهج الإسلام المعتدل الذي هو صمام آمان هذا البلد ومصدر وحدته وتماسكه وتركت الداخلية الشاب والفتاة الموريتانية تتلاقفهم مناهج المدارس الأجنبية ووسائل الإعلام الماجنة في ظل العولمة الحالية.                                                                             

ولا يمكن أن  نستنتج من هذا القرار  أكثر من عجز النظام الحالي عن مواجهة خط الإسلاميين  السياسي والذين بارزوه في الميدان أثناء الانتخابات الأخيرة رغم خروقاتها التي لا تكاد تحصى , واستطاعوا أن يدخلوا عليه من كل باب وانضمت لهم قوي حية  ومتنوعة من الشعب الموريتاني   وقطعوا عليه الطريق في أكثر من محاولة لانزلاقهم فأعطوا الدرس واضحا و المثال الذي يحتذي بعمق التصور السياسي ومدنية النضال و سلميته , فلم يجد بدا بعد ذلك من محاربة الثقافة الإسلامية والدعوة و العمل الخيري حيث استهداف جمعية المستقبل فحفظ الله موريتانيا من عبث العابثين و أصلح حال أمة محمد صلى الله عليه وسلم .

8. مارس 2014 - 23:41

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا