مكانة المرأة الموريتانية في المجتمع والدولة / الحاج ولد المصطفي

إن الظروف التاريخية لنشأة المجتمع الموريتاني صاحبتها بذور فكر اجتماعي منحرف وسلوكيات شاذة وأفكار متخلفة تسللت إلي ثقافة المرأة الموريتانية وامتزجت بعاداتها وتقاليدها الإجتماعية وظلت تلك الأفكار مندسة في لا وجدان المجتمع وتنتقل عبر الأجيال إلي أن أصبحت أكثر رسوخا وممارسة وهي مخافة للشريعة الإسلامية وتروج لسلوكيات ضارة لايزال المجتمع الموريتاني يعاني من مخلفاتها. فماهي أبرز تلك الأفكار والسلوكيات ؟

ظاهرة التبذير: تعتبر ممارسة التبذير عادة اجتماعية متخلفة ومرتبطة بالموروث الإجتماعي غير الديني وقد تعمقت لدي المرأة بصفة خاصة وأنتجت مفاهيم مرتبطة بمناسبات الزواج وتجهيز البيوت ولباس المرأة وزينتها وعطرها وتحفها ومقتنياتها التي لا تتناسب عادة مع دخل الأسرة أو إمكانيات الزوج .
ظاهرة انتشار الطلاق:  تتعدد مرات زواج المرأة الموريتانية ،فقد تتزوج أكثر من عشر مرات في حياتها  وهي سلوكيات غريبة علي البيئة الإجتماعية العربية والإسلامية حيث يصعب الطلاق ولا تتزوج المرأة المطلقة إلا نادرا .
ظاهرة الإختلاط وكثرة الصديقات : وهي ظاهرة غريبة تجعل المرأة الموريتانية لا تستقل بقراراتها وحياتها الشخصية بل تظل مندمجة في جمهور نسائي يحكم تصرفاتها ويؤثر علي قراراتها ولا يعتبر الإختلاط بين الرجال والنساء (في المنزل والسوق والشارع والمناسبات الإجتماعية ) شيئا مخالفا لثقافتها رغم تعارضه الشديد مع النموذج الإجتماعي الإسلامي المطبق في المجتمعات العربية.
ضعف المستوي التعليمي :وهي فكرة اجتماعية قديمة تنبذ تقدم المرأة في معرفة العلوم ويحدد المجتمع مستوي معين من المعرفة يجده هو المناسب لتعلم المرأة مما أثر علي عطائها العلمي والثقافي وحتي وعيها السياسي الحديث .
العاطفة الفئوية والعرقية : تعني هذه الظاهرة بقاء المرأة محبوسة بين جدران أعراف إجتماعية قديمة وغير قادرة علي اختراقها رغم نجاح الرجل الموريتاني في تجاوز عتباتها في الزواج والعلاقات العامة، لكن وضع المرأة أكثر حرجا وأشد تعقيدا ولا يمنحها المجتمع سوي هامشا ضئيلا للحركة في هذا الإتجاه.
إن تلك التحديات تنعكس اليوم في شكل ممارسات متخلفة وتشكل وضعا سلبيا يؤثر علي التنمية الإقتصادية والعمل السياسي والتطور الطبيعي للمجتمع والدولة  . وعلي المرأة الموريتانية أن تواجه بقوة تلك التحديات لتخرج نفسها من دوائر التخلف المغلقة و تتسلح بقيم دينها وتربيته انطلاقا من قيم الإسلام الراسخة.

إن الأنظمة العسكرية المتعاقبة علي السلطة الموريتانية تستغل تلك الأوضاع المتخلفة للمرأة وتشجعها ضمنا من خلال سياسات ترقية المرأة التي لا تمس الجوانب الجوهرية في فكر المرأة .

إن سياسة تعيين نساء وزيرات(7في الحكومة الأخيرة) وسفيرات ومديرات دون معايير واضحة لاختيارهن انطلاقا من وعيهن وثقافتهن يرسخ لدي المرأة ثقافة متخلفة ،عندما تري وزيرات ومسؤولات كبيرات في الدولة الحديثة يمارسن عادات متخلفة في سلوكهن العام في حين لايلقي وعيهن وعطائهن تشجيعا أو تميزا إيجابيا .

لكننا نسجل بارتياح ولوج بعض النساء الموريتانيات لمجالات علمية رفيعة وعملهن الجبار في إثبات الجدارة في ميادين الإنتاج والتعليم والصحة وحتي النضال ضد الظلم والإستبداد وهنا لابد من الإشادة بالمعارضات اللائي يضربن أمثلة رائعة لصورة المرأة الموريتانية الناصعة ، الواعية والرائدة في المجالات كافة .

[email protected]

8. مارس 2014 - 23:46

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا