موريتانيا وصراع الأقوياء ...! / حامد أحمد جباب

قسم أباطرة العالم الدول الفقيرة إلى دويلات لا تستطيع أي منها القيام على ذاتها في أحسن الظروف مع ذلك اشتغلوا على تدمير البنية الفكرية والسياسية لكل دولة على حدة, فجاء كل شيء في العالم الثالث مثير للفرقة والخلاف , لتكون الوحدة في الأخير هي المقبولة وحدها

 , فجاء الصراع في العالم العربي قدما حديثا بين أقطاب خلافها يصب في نفس المآل ولصالح  الدولة التي تحمل صفة اسم الفاعل , فكان الصراع الذاتي داخل اسم المفعول انتج صيغا مبالغا فيها من تدمير الذات وصراع الأجنحة ذات الصلة الوطيدة .
خلال السنوات الأخيرة بدأ الشارع العربي يغلي فاستطاعت القوى الخارجية ترتيب أوراقها بشكل أكثر من ممتاز وقدمت مقاربة من خلالها تتخلى عن تونس وليبيا بشكل نسبي و رخت ليد قليلا لمصر ثم ما لبثت أن خططت لانقلاب عسكري بأيد عربية ملطخة بوأد مشروع الديمقراطية التي تصبوا إليه الشعوب العربية .
ثم ما لبث الانقلاب يرى النور حتى ظهرت الأطراف الداعمة والطرف المناوئ ثم بدأ الصراطان يسوس الدويلات التي لا حول لها ولا قوة لتبرز رأيا وتعلن مسارها فبرزت موريتانيا كدولة معترفة بالانقلابين رغم أن الاتحاد الإفريقي جمد عضوية مصر بسبه , تناست الحكومة الموريتانية أنها كانت في غنى عن إعلان الموقف فانعكس ذلك على الداخل ؟ فبقي السؤال مطروحا لماذا لا تراعي الدولة الموريتانية مشاعر الشعوب في حق التداول السلمي للسلطة أم أن الحميمة حكمت التصرف بين منقلب سابق وآخر لاحق ؟
ولم يتوقف الأمر على ذلك بل نظم وفد من حكومة السيسي زيارة ميدانية لموريتانيا أثارت حفيظة بعض الشباب المناوئين للانقلابيين في مصر ثم توالت الأحداث فعدلت الدولة الموريتانية إلى تفعيل مرفق الداخلية ونفضت الغبار عنه فكشر المحاربون القدامى الجدد عن أنيابهم و بدأوا بممارسة هوايتهم في تضيق المنافذ الدعوية في البلد فكانت جمعية المستقبل الرائدة هي البداية ثم مركز النور الصحي ثم معهد البنات لتتراجع الداخلية عن الأخيرين وتبقى على قرارها في إغلاق طريق المستقبل أمام الموريتانيين الراغبين إلى تعاليم الدين الإسلامي بعد أن غابت التربية الإسلامية عن المناهج التربوية في البلد .
قرارات يرى بعض المراقبين أنها أضرت بمساحة الحريات التي كان البلد يتغذى عليها بدل المواد الغذائية والبرامج التنموية الهادفة , وهذه طبيعة القرارات المطبوخة ليلا .
من الطبيعي الاعتراف بغياب الحس الوطني واختراق الايدولوجيا لكل نخبنا السياسية بما في ذلك الدولة الموريتانية في شخصيتها الاعتبارية مما يجعل الوطن ضحية تجاذب فكري عابر للحدود تضرنا ولا تنفعنا, من هنا نطالب الجميع بحمل شعار موريتانيا أولا, ثم الابتعاد عن ما من شأنه المساس بالأمن العام خاصة مقدسات الأمة  ووحدتها الوطنية وأمنها القومي , ثم نطالب الدولة الموريتانية بتقمص الشخصية الموريتانية وأن لا تخترق من أي جهة وان تبقى قراراتها ذات بعد وطني عميق , كما نطالبها بالعودة عن مسار الداخلية المظلم حتى لا يعم الظلام .

9. مارس 2014 - 20:03

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا